أيها العرب ... سوريا بخير.. طمنونا عن أحوالكم

عزيزي عدنان بشكرك ع المقال المعبر عن حالنا بسوريا الذي يعبر عن وجهة نظر كل سوري

شعر بالمسؤولية والواجب الوطني وكلي الامتنان لأتاح لي الفرصة لمشاهدة آراء غيرنا في قضيتنا.

يعطيك والجميع ألف عافية...

وأنا كسورية بشكرك بصفة خاصة ع موقفك الشجاع و الجرئ لمساندة و التمسك بالوحدة الوطنية

و ولائك للوطن والشعب عدم الانجرار وراء الفتن .

أولا : انا ترددت كثيرا في الرد وسبب ترددي راجع لكون أنني كنت لا أريد الدخول

أو الخوض في معترك الردود خاصة و أننا نعيش في ظرف دقيق يحتم علينا أن نبتعد

جميعا عن أثارة النعرات و الشكوك .

ثانيا : يقول المتنبي ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا .

منذ أشهر و نحن نسمع بأن الجامعة العربية قامت بإصدار قرارات بشان سوريا

وعقوبات اقتصادية بالجملة ( تجميد الأموال _ ووقف الاستثمارات .....الخ )

مع مراعاة قوت اليومي لمواطن السوري فيا لها من مهزلة , فلقد أصبح قرر

الجامعة سوقاَ لمن لا سوق له و اني لاستغرب أن يصدر قرر في يوم وليلة

تحت وصاية الشيخ حمد بن جاسم في حين نحتاج إلي المئات سنوات لصدور قرر

يدين ع عدوان عزة فقد ضاعت مفاهيم العروبة في سوق لا حصر لها من المصالح

التي تخدم في أجندات خاصة حسب توجهاتها .

ثالثا : أما عن حال وطني فانا عن نفسي قررت الابتعاد عن ما يعتبره البعض العاطفة , وأن أكون محايدة

في هذا الصراع وعدم الانحياز وان انحاز لوطن و مصلحة الشعب و الوطن , ع الحكومة أن تتحلي

بالشفافية و المكاشفة في معالجة الأمور و الحكومة بطبيعة الحال ليسوا قادرين علي

أن يحولوا الحجر ذهبا و قد وعد دكتور بشار بالإصلاحات و التغير ولكن ذلك لا يمكن

في ليلة وضحها فيجب ان نترك للحكومة فرصة لذلك , وأيضا يجب ع الحكومة أن

توضح لشعب بكل شفافية ما لديهم من الإمكانيات والعقبات و ما أنجزوه

و ما يستهدفون إنجازه وجدوا قبولا من الموافق لهم و المخالف و عذرهم

لناس و أعانوهم , أما إذا غابت الشفافية فإن القبول و الأعذار يحل محله التوجس

و الارتياب بذلك يجد المخالف سبيله إلي زعزعة الثقة بالحكومة و إضعافها , أما واجب

الشعب نحوها الوقوف معها و دعمها و مساندتها بقوة و طاعتها و تنفيذ قراراتها.

رابعا : أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .

في مفهومنا و ثقافتنا من خالفك الرأي هو عدو يجب القضاء عليه و التخلص منه

و لم نعود أنفسنا ع أن الاختلاف لا يفسد للود قضية فالاختلاف يجب أن يقودنا

الي الخلاف و العداوة و البغضاء , ولهذا يجب أولا أن نفرق بين الاختلاف و

الخلاف فالاختلاف ظاهرة طبيعية صحية وسمة من سمات الكون يجب أن نقبلها

و ندعمها لأنها تقودنا إلي الإبداع و التقدم ولهذا وجب قبول و احترام الرأي الآخر

و لو كان خطأ من وجهة نظرنا فهو يحتمل الصواب و رأينا يحتمل الخطأ و إن كان صوابا .

أخيرا : وفاء لدماء شهدائنا و إجلالاَ لما قدموه من تضحيات من مدنيين وعسكريين نقول :-

لكل من يحاول شد سوريا إلي الوراء بمكر و دهاء ... لكل من يقدم

و يطرح أيديولوجيات مضي عنها الزمن ....لكل من يحاول أن

يقدم نفسه ع الوطن ...لكل من يحاول توظيف الدين لأغراض

سياسية ..... لكل من يستخدم أو يستخدم من أطراف خارجية .....نقول

إن سوريا دولة تقدمية و حرة مستقلة و هي دائما ليست للبيع .

أرجو أن تعذرني للإطالة ولكن كان لابد منها .