عماد الصالح المدير العام
المشاركات : 16517 نقاط المساهمات : 26589 الشعبيه : 435 تاريخ التسجيل : 22/11/2009 العمر : 48 الموقع : قلوب الحبايب العمل/الترفيه : اسرة القلم المزاج : مسافر في كل الارجاء (مدمن تفكير)
| موضوع: فرصة لن تتكرر الثلاثاء مايو 22, 2012 7:54 pm | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
لا اعلم ... ترى ! هل هي الصدفة .. ام هو الواقع المرير الذي نتجرع منه كأس السموم
في اغرب الاوقات واعجبها ... ام هو القدر يسخر منا ويغير معالمنا البشريه .. الى غير بشر
يحولنا الى وحوش او اشباه اشباح ويمحو من نفوسنا جميع التقاليد الحياتيه .
يتحكم فينا ويسيطر على مجريات لحظاتنا , يسيّرنا كيف ما شاء وبما شاء
يجعلنا نؤذي من نحبهم ونسبب لهم الالم في امس اوقات حاجتهم لنا ولحبنا لنقف الى جانبهم
في هذه اللحظه يخيم شبح العتمه علينا ونتصرف كالحمقى ساعة وجوب العقلانية ... ترى هل هي الصدفه
التي لم تجمعني بجدتي ساعة رحيلها عن هذه الدنيا الفانيه ...؟!
هل الوم نفسي ام الوم القدر الذي لم يكتب لي ولها ان اروي ظمأ الشوق في قلبها
كنت اراها عن بعد وهي لا تراني قالت لاخوتي انها مشتاقةٌ لي شوق الصحاري للمطر
هكذا هي قالت لهم ايضا اراه لحظةً وبعدها اموت وانا مشغول عنها في تيه هذه الدنيا الفقيرة
اخيرا قررت ان اعلق اعمالي ليوم غدٍ كي اذهب اليها لاراها وتراني وأويت لفراشي منهكاً من العمل
لاخلد للنوم بعد نهار طويل ملحقاً بنصف الليل ايضا من الكد والتعب
خلدت للنوم لاصحو في الساعة الثانيه بعد منتصف الليل على رنين الهاتف ! انه رقم والدتي ؟
نظرت للرقم مرتعباً وتمنيت ان يكون خيراً اجبت على الهاتف وكان صوت والدتي محفوفاً بالألم
مصحوبا ببحةٍ فيها جرعةٌ زائدةً من الحزن لكنها لم تتحدث مباشرة ؟ هي تعلم جيداً كم هي العلاقة الروحية
بيني وبين جدتي كيف لا وأنا قضيت أكثر من نصف عمري في حضنها
وكانت معظم اوقاتي في صغري عندها تربيت على يديها الحنونات تعلمت منها كيف اكون انساناً محباً للناس والحياة .
بصوتٍ فيه غصة قالت لي والدتي جدتك اعطتك عمرها لقد رحلت بلا عودة ... لا اعلم ماذا حصل لي لحظتها
سحابة سوداء غطت على عيوني وغمستني في ظلام دامس رايت الدنيا كلها سوداء .. حمقاء .. دنيا حقيرة لا اسف عليها
تأخذ منا من نحب في امس حاجتنا وحاجتهم لنكون قريبين من بعضنا ونطفيء ظمأ اشواقنا
ساعتها فقط احسست بكل الدنيا لا تسعني لم اكن اعي ما اقول لماذا .. لماذا الآن لماذا في هذه اللحظة
لماذا ليس غداً او بعد غداً أو اي يوم أخر غير هذا اليوم لماذا اُحرم من رؤيتها مبتسمةً وأُحرم من قبلتها على خدي
لماذا هي تحرم من اطفاء نار الشوق في قلبها لضمي وتقبيلي ومن حرارة حبها لي تسكب دموعها فوق خدي
لماذا لماذا ترحل وفي قلبها شوقٌ ولوعةٌ لرؤيتي وفي قلبي ألمٌ وجحيم لحرماني اياها من اطفاء نار شوقها
لم تمهلها الأقدار ولا حتى مجرد لحظات ولم تملهني
لم يصبر عليها العمر يوماً اخر .
اخذها الموت بلا رحمة ... بلا تفكير ... بلا مقدمات ... انتزع روحها وذهب فيها الى الأعالي دون عودة
وجسدها الطاهر سيساق الى حفرةٍ صمّاء مظلمةً مقفرةً لا اهل ولا خلان .
ااه تحفر اضلعي .. يا له من وداع حين للحد انزلوها واستثاروا بفؤسهم على الحجارة وانهالوا به على حفرتها
بالتراب غطوها ذهبوا عنها جميعاً وحيدةً تركوها وانتهت الحكاية ترى ام انهوها
صارت ذكرى لمن اراد ان يتحدث عنها منهم او يذكرها , الا في نفسي ما زالت هي تحيا بين الحين والحين اراها
احدثها واناجي طيفها واصحو من غفوتي راجياً من ربي وداعياً لها بالمغفرةوالرحمة والجنة
واطلب مسامحتي كل حين على حمقي وقبحي وانشغالي عنها في امس اوقات حاجتها لي .
هنا تساءلت في نفسي هل سيناريو الحياة والحمق يعيد نفسه دوما لنا لنقع في نفس الفخ عدة مرات دون وعيٍ منا او ادراك
فكل منا له علاقات انسانية وروحانيه مع اهله واخوته وزوجته وابنائه واصدقائه وجيرانه
لكن يبقى من يكون مميزاً في حياتنا واعتدنا عليه كشربنا للماء وحاجتنا لتنفس الهواء ولا نستطيع العيش دونه
ومع ذلك تشغلنا الحياه عنهم احياناً ونغفو في غفلةٍ عنهم لبعض ليس جحوداً او اجحافاً
لكن انشغالاً في امور دنيويه وهذا الطبع البشري ينطبق على الجميع لا يقتصر عليّ وحدي .
الا أنها هذه الصدفة العجيبة ما يؤرقني ويقتلني ويصنع من دمائي نبيذاً تقتات عليه الشياطين
ليسكروا على ما تبقى مني .
اعلم ان لا بلاغة فيما تخط يدي فقد فرت مني المفردات وعاندتني الجمل والكلمات الحمقى اعلنت التمرد .
الا انها رساله وصيت بها يجب ايصالها عن احبتكم لا تنتظروا الوقت المناسب فلا احد يعلم ساعه الرحيل
كونوا بالقرب دوما فحبيبك اليوم ربما في الغد طيفه يكون لك الرسول
عماد الصالح
اسرة القلم
22/04/2012
عدل سابقا من قبل عماد الصالح في الثلاثاء مايو 22, 2012 8:41 pm عدل 1 مرات | |
|