منتدى اسرة القلم
[- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية 18


اهلا بك زائرنا الكريم
تفضل بالانضمام لاسرتنا بالضغط على كلمه سجل
اهلا وسهلا بكم نورتونا
تمنى لك المتعه والفائده معنا
منتدى اسرة القلم
[- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية 18


اهلا بك زائرنا الكريم
تفضل بالانضمام لاسرتنا بالضغط على كلمه سجل
اهلا وسهلا بكم نورتونا
تمنى لك المتعه والفائده معنا
منتدى اسرة القلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسرة القلم

كل ما يجود فيه الخاطر من همس وحب ومشاعر وابداع تميز بلا حدود ...
 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ❞ كتاب فوضى المشاعر ❝ ⏤ ستيفان زفايج
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:58 am من طرف قمر الزمان

» رواية أرني أنظر إليك ❝ ⏤ خولة حمدى
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:50 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب زوربا pdfالمؤلف: نيكوس كازانتزاكيس
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:27 am من طرف قمر الزمان

» كتاب أحجار على رقعة الشطرنج :وليم جاي كار
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:57 am من طرف قمر الزمان

»  رواية ذهب مع الريح PDF تأليف (مارغريت ميتشل)
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:50 am من طرف قمر الزمان

» كتاب عصر الحب pdf تأليف (نجيب محفوظ).
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:46 am من طرف قمر الزمان

» رواية جامع الفراشات pdf تأليف ( جون فاولز )
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:36 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب سنترال بارك pdf غيوم ميسو
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:31 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب بعد 7 سنوات ل غيوم ميسو
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:19 am من طرف قمر الزمان

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
FaceBooke
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 91 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 91 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 226 بتاريخ الأحد ديسمبر 29, 2019 12:55 pm

 

 - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية

اذهب الى الأسفل 
+5
شمس المنتدى
ابو النور الصالح
ندى العمر
زينه
راشد الكاسر
9 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
راشد الكاسر
مدير العلاقات العامة
مدير العلاقات العامة
راشد الكاسر


ذكر الثور الثور
المشاركات : 19882
نقاط المساهمات : 30950
الشعبيه : 51
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الإثنين يناير 07, 2013 11:13 am


1 - 20 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا
الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ
يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا *
أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ *
وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا
اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ
رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا
مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ
كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ
مُؤْصَدَةٌ }



يقسم تعالى


{ بِهَذَا الْبَلَدِ }

الأمين، الذي هو مكة المكرمة، أفضل البلدان على الإطلاق، خصوصًا وقت حلول
الرسول صلى الله عليه وسلم فيها،


{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ }

أي: آدم وذريته.




والمقسم عليه قوله:


{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }

يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي
البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه
الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم.




وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.




ويحتمل أن المعنى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وأقوم خلقة، مقدر
على التصرف والأعمال الشديدة، ومع ذلك، [فإنه] لم يشكر الله على هذه
النعمة [العظيمة]، بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه، فحسب بجهله وظلمه أن
هذه الحال ستدوم له، وأن سلطان تصرفه لا ينعزل، ولهذا قال تعالى:


{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ }

ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه. فـ


{ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا }

أي: كثيًرا، بعضه فوق بعض.




وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا، لأنه لا ينتفع
المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب
والقلة، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع
الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.




قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات:


{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ }

أي: أيحسب في فعله هذا، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير؟




بل قد رآه الله، وحفظ عليه أعماله، ووكل به الكرام الكاتبين، لكل ما عمله
من خير وشر.




ثم قرره بنعمه، فقال:


{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ }

للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم
الدنيا، ثم قال في نعم الدين:


{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن }

أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي.




فهذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على
نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه ، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.




{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ }

أي: لم يقتحمها ويعبر عليها، لأنه متبع لشهواته .




وهذه العقبة شديدة عليه، ثم فسر [هذه] العقبة


{ فَكُّ رَقَبَةٍ }

أي: فكها من الرق، بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها، ومن باب أولى
فكاك الأسير المسلم عند الكفار.




{ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }

أي: مجاعة شديدة، بأن يطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.




{ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ }

أي: جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة.




{ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ }

أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.




{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا }

أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل
قول وفعل واجب أو مستحب.


{ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على
الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.




{ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ }

للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من
جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما
يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف،
الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة


{ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }

لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه،
وهذا عنوان السعادة وعلامتها.



{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا }

بأن نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم، فلم يصدقوا بالله، [ولا آمنوا به]،
ولا عملوا صالحًا، ولا رحموا عباد الله، {
والذين كفروا بآياتنا همْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَة عَلَيْهِمْ نَارٌ
مُؤْصَدَةٌ }
أي: مغلقة، في عمد ممددة، قد مدت من ورائها، لئلا
تنفتح أبوابها، حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة [والحمد لله].







(



آية


1-20 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زينه
عضو لامع
عضو لامع
زينه


انثى القوس التِنِّين
المشاركات : 2619
نقاط المساهمات : 3663
الشعبيه : 11
تاريخ التسجيل : 02/08/2010
العمر : 35
المزاج : رايقه

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الثلاثاء يناير 08, 2013 1:07 pm

جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى العمر
المراقبة العامة
المراقبة العامة
ندى العمر


انثى المشاركات : 19202
نقاط المساهمات : 33241
الشعبيه : 72
تاريخ التسجيل : 27/07/2012
الموقع : منتدى اسرة القلم
المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأربعاء يناير 23, 2013 9:56 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو النور الصالح
عضو ملكي
عضو ملكي
ابو النور الصالح


ذكر القوس الفأر
المشاركات : 7445
نقاط المساهمات : 11413
الشعبيه : 22
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 51

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأربعاء مارس 06, 2013 11:33 pm

استمر الابداع ودائما بانتظار الجديد


عدل سابقا من قبل غريب الروح في السبت يوليو 06, 2013 11:17 pm عدل 1 مرات (السبب : تعطيل التوقيع)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس المنتدى
المديرة التنفيذية
المديرة التنفيذية
شمس المنتدى


انثى العذراء القرد
المشاركات : 24337
نقاط المساهمات : 41147
الشعبيه : 124
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
العمر : 43
الموقع : اسرة القلم
العمل/الترفيه : منتدانا الغالي
المزاج : اخر رواق

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الخميس مارس 07, 2013 5:47 pm



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




عدل سابقا من قبل غريب الروح في الإثنين مارس 11, 2013 12:46 pm عدل 1 مرات (السبب : تعطيل التوقيع)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريب الروح
يوبيل القلم الذهبي
يوبيل القلم الذهبي
غريب الروح


ذكر العذراء الماعز
المشاركات : 102389
نقاط المساهمات : 161265
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 24/08/2012
العمر : 44

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الإثنين مارس 11, 2013 12:47 pm

راشد الكاسر كتب:


1 - 20 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا
الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ
يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا *
أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ *
وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا
اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ
رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا
مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ
كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ
مُؤْصَدَةٌ }



يقسم تعالى


{ بِهَذَا الْبَلَدِ }

الأمين، الذي هو مكة المكرمة، أفضل البلدان على الإطلاق، خصوصًا وقت حلول
الرسول صلى الله عليه وسلم فيها،


{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ }

أي: آدم وذريته.




والمقسم عليه قوله:


{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }

يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي
البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه
الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم.




وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.




ويحتمل أن المعنى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وأقوم خلقة، مقدر
على التصرف والأعمال الشديدة، ومع ذلك، [فإنه] لم يشكر الله على هذه
النعمة [العظيمة]، بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه، فحسب بجهله وظلمه أن
هذه الحال ستدوم له، وأن سلطان تصرفه لا ينعزل، ولهذا قال تعالى:


{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ }

ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه. فـ


{ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا }

أي: كثيًرا، بعضه فوق بعض.




وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا، لأنه لا ينتفع
المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب
والقلة، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع
الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.




قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات:


{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ }

أي: أيحسب في فعله هذا، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير؟




بل قد رآه الله، وحفظ عليه أعماله، ووكل به الكرام الكاتبين، لكل ما عمله
من خير وشر.




ثم قرره بنعمه، فقال:


{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ }

للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم
الدنيا، ثم قال في نعم الدين:


{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن }

أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي.




فهذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على
نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه ، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.




{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ }

أي: لم يقتحمها ويعبر عليها، لأنه متبع لشهواته .




وهذه العقبة شديدة عليه، ثم فسر [هذه] العقبة


{ فَكُّ رَقَبَةٍ }

أي: فكها من الرق، بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها، ومن باب أولى
فكاك الأسير المسلم عند الكفار.




{ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }

أي: مجاعة شديدة، بأن يطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.




{ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ }

أي: جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة.




{ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ }

أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.




{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا }

أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل
قول وفعل واجب أو مستحب.


{ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على
الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.




{ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ }

للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من
جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما
يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف،
الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة


{ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }

لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه،
وهذا عنوان السعادة وعلامتها.



{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا }

بأن نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم، فلم يصدقوا بالله، [ولا آمنوا به]،
ولا عملوا صالحًا، ولا رحموا عباد الله، {
والذين كفروا بآياتنا همْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَة عَلَيْهِمْ نَارٌ
مُؤْصَدَةٌ }
أي: مغلقة، في عمد ممددة، قد مدت من ورائها، لئلا
تنفتح أبوابها، حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة [والحمد لله].







(



آية


1-20 )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HAMSALHB
المشرفة العامة
المشرفة العامة
HAMSALHB


انثى المشاركات : 33281
نقاط المساهمات : 72957
الشعبيه : 183
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
الموقع : اسرة القلم
العمل/الترفيه : ان اكون معكم دائما
المزاج : الحمد الله دائما وابدا

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الخميس مارس 14, 2013 2:10 am

جزاكـ الله خــير
طرح مميـــــــز
لروحكـ نسائم الايمــان
بانتظــار جديدكـ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو النور الصالح
عضو ملكي
عضو ملكي
ابو النور الصالح


ذكر القوس الفأر
المشاركات : 7445
نقاط المساهمات : 11413
الشعبيه : 22
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 51

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأربعاء مايو 08, 2013 2:02 am

جهد مميز الله يعطيك العافيه


عدل سابقا من قبل غريب الروح في الإثنين يوليو 08, 2013 3:21 pm عدل 1 مرات (السبب : تم تعطيل التوقيع)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر الزمان
عضو ادارة
عضو ادارة
قمر الزمان


انثى العقرب الثعبان
المشاركات : 90649
نقاط المساهمات : 171880
الشعبيه : 290
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
العمر : 46
الموقع : منتدى اسره القلم
العمل/الترفيه : بتثقف
المزاج : الحمدلله

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأربعاء يونيو 26, 2013 7:57 pm

يعطيك العافيه على الموضوع الرائع

جعله الله في ميزان حسناتك


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريب الروح
يوبيل القلم الذهبي
يوبيل القلم الذهبي
غريب الروح


ذكر العذراء الماعز
المشاركات : 102389
نقاط المساهمات : 161265
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 24/08/2012
العمر : 44

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الإثنين يوليو 08, 2013 3:22 pm



يقسم تعالى

{ بِهَذَا الْبَلَدِ }

الأمين، الذي هو مكة المكرمة، أفضل البلدان على الإطلاق، خصوصًا وقت حلول
الرسول صلى الله عليه وسلم فيها،

{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ }

أي: آدم وذريته.



والمقسم عليه قوله:

{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }

يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي
البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه
الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم.



وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.



ويحتمل أن المعنى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وأقوم خلقة، مقدر
على التصرف والأعمال الشديدة، ومع ذلك، [فإنه] لم يشكر الله على هذه
النعمة [العظيمة]، بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه، فحسب بجهله وظلمه أن
هذه الحال ستدوم له، وأن سلطان تصرفه لا ينعزل، ولهذا قال تعالى:

{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ }

ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه. فـ

{ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا }

أي: كثيًرا، بعضه فوق بعض.



وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا، لأنه لا ينتفع
المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب
والقلة، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع
الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو النور الصالح
عضو ملكي
عضو ملكي
ابو النور الصالح


ذكر القوس الفأر
المشاركات : 7445
نقاط المساهمات : 11413
الشعبيه : 22
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 51

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأربعاء يوليو 17, 2013 6:54 pm

بوح رائع وذوق ساطع استمر العطاء

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شلال الحب
القلم الفضي
القلم الفضي
شلال الحب


ذكر الاسد الماعز
المشاركات : 11306
نقاط المساهمات : 17061
الشعبيه : 16
تاريخ التسجيل : 22/06/2011
العمر : 20
الموقع : اسرة القلم
العمل/الترفيه : اســــــــــرة الـــــــــــــــــــــــــــقلــــــــــــم
المزاج : بجنن

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الجمعة يوليو 26, 2013 11:57 pm

يعطيك العافيه على الموضوع الرائع

جعله الله في ميزان حسناتك


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر الزمان
عضو ادارة
عضو ادارة
قمر الزمان


انثى العقرب الثعبان
المشاركات : 90649
نقاط المساهمات : 171880
الشعبيه : 290
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
العمر : 46
الموقع : منتدى اسره القلم
العمل/الترفيه : بتثقف
المزاج : الحمدلله

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 25, 2013 4:15 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ش
كرا
بارك اللــه فيك
جزاك الله خير الجزاء
دمت برضى الله وفضله

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر الزمان
عضو ادارة
عضو ادارة
قمر الزمان


انثى العقرب الثعبان
المشاركات : 90649
نقاط المساهمات : 171880
الشعبيه : 290
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
العمر : 46
الموقع : منتدى اسره القلم
العمل/الترفيه : بتثقف
المزاج : الحمدلله

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأحد نوفمبر 10, 2013 5:46 am

راشد الكاسر كتب:

1 - 20 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا
الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
* لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ
يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا *
أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ *
وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا
اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ
رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا
مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ
كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ
مُؤْصَدَةٌ }



يقسم تعالى


{ بِهَذَا الْبَلَدِ }

الأمين، الذي هو مكة المكرمة، أفضل البلدان على الإطلاق، خصوصًا وقت حلول
الرسول صلى الله عليه وسلم فيها،


{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ }

أي: آدم وذريته.




والمقسم عليه قوله:


{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }

يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي
البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه
الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم.




وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.




ويحتمل أن المعنى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وأقوم خلقة، مقدر
على التصرف والأعمال الشديدة، ومع ذلك، [فإنه] لم يشكر الله على هذه
النعمة [العظيمة]، بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه، فحسب بجهله وظلمه أن
هذه الحال ستدوم له، وأن سلطان تصرفه لا ينعزل، ولهذا قال تعالى:


{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ }

ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه. فـ


{ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا }

أي: كثيًرا، بعضه فوق بعض.




وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا، لأنه لا ينتفع
المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب
والقلة، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع
الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.




قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات:


{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ }

أي: أيحسب في فعله هذا، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير؟




بل قد رآه الله، وحفظ عليه أعماله، ووكل به الكرام الكاتبين، لكل ما عمله
من خير وشر.




ثم قرره بنعمه، فقال:


{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ }

للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم
الدنيا، ثم قال في نعم الدين:


{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن }

أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي.




فهذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على
نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه ، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.




{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ }

أي: لم يقتحمها ويعبر عليها، لأنه متبع لشهواته .




وهذه العقبة شديدة عليه، ثم فسر [هذه] العقبة


{ فَكُّ رَقَبَةٍ }

أي: فكها من الرق، بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها، ومن باب أولى
فكاك الأسير المسلم عند الكفار.




{ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }

أي: مجاعة شديدة، بأن يطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.




{ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ }

أي: جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة.




{ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ }

أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.




{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا }

أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل
قول وفعل واجب أو مستحب.


{ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على
الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.




{ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ }

للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من
جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما
يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف،
الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة


{ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }

لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه،
وهذا عنوان السعادة وعلامتها.



{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا }

بأن نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم، فلم يصدقوا بالله، [ولا آمنوا به]،
ولا عملوا صالحًا، ولا رحموا عباد الله، {
والذين كفروا بآياتنا همْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَة عَلَيْهِمْ نَارٌ
مُؤْصَدَةٌ }
أي: مغلقة، في عمد ممددة، قد مدت من ورائها، لئلا
تنفتح أبوابها، حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة [والحمد لله].







(



آية


1-20 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر الزمان
عضو ادارة
عضو ادارة
قمر الزمان


انثى العقرب الثعبان
المشاركات : 90649
نقاط المساهمات : 171880
الشعبيه : 290
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
العمر : 46
الموقع : منتدى اسره القلم
العمل/الترفيه : بتثقف
المزاج : الحمدلله

- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية   - تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية Icon_minitime1الأربعاء يونيو 25, 2014 2:43 am

راشد الكاسر كتب:

         1 - 20 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا
         الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ
         * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ
         يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا *
         أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ *
         وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا
         اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ
         رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا
         مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ
         الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
         بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ
         كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ
         مُؤْصَدَةٌ }

         
         
         يقسم تعالى

         
         { بِهَذَا الْبَلَدِ }

         الأمين، الذي هو مكة المكرمة، أفضل البلدان على الإطلاق، خصوصًا وقت حلول
         الرسول صلى الله عليه وسلم فيها،

         
         { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ }

         أي: آدم وذريته.


         
         
         والمقسم عليه قوله:

         
         { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }

         يحتمل أن المراد بذلك ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا، وفي
         البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد، وأنه ينبغي له أن يسعى في عمل يريحه من هذه
         الشدائد، ويوجب له الفرح والسرور الدائم.


         
         
         وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.


         
         
         ويحتمل أن المعنى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وأقوم خلقة، مقدر  
         على التصرف والأعمال الشديدة، ومع ذلك، [فإنه] لم يشكر الله على هذه
         النعمة [العظيمة]، بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه، فحسب بجهله وظلمه أن
         هذه الحال ستدوم له، وأن سلطان تصرفه لا ينعزل، ولهذا قال تعالى:

         
         { أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ }

         ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه. فـ

         
         { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا }

         أي: كثيًرا، بعضه فوق بعض.


         
         
         وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا، لأنه لا ينتفع
         المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب
         والقلة، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع
         الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.


         
         
         قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات:

         
         { أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ }

         أي: أيحسب  في فعله هذا، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير؟


         
         
         بل قد رآه الله، وحفظ عليه أعماله، ووكل به الكرام الكاتبين، لكل ما عمله
         من خير وشر.


         
         
         ثم قرره بنعمه، فقال:

         
         { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ }

         للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم
         الدنيا، ثم قال في نعم الدين:

         
         { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن }

         أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي.


         
         
         فهذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على
         نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه  ، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.


         
         
         { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ }

         أي: لم يقتحمها ويعبر عليها، لأنه متبع لشهواته  .


         
         
         وهذه العقبة شديدة عليه، ثم فسر [هذه] العقبة

         
         { فَكُّ رَقَبَةٍ }

         أي: فكها من الرق، بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها، ومن باب أولى
         فكاك الأسير المسلم عند الكفار.


         
         
         { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }

         أي: مجاعة شديدة، بأن يطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.


         
         
         { يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ }

         أي: جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة.


         
         
         { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ }

         أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.


         
         
         { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا }
 
         أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل
         قول  وفعل واجب أو مستحب.

         
         { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

         على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على
         الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.


         
         
         { وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ }

         للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من
         جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما
         يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف،
         الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة

         
         { أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }

         لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه،
         وهذا عنوان السعادة وعلامتها.


                   
         { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا }

         بأن نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم، فلم يصدقوا بالله، [ولا آمنوا به]،
         ولا عملوا صالحًا، ولا رحموا عباد الله، {
         والذين كفروا بآياتنا همْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَة عَلَيْهِمْ نَارٌ
         مُؤْصَدَةٌ }
أي: مغلقة، في عمد ممددة، قد مدت من ورائها، لئلا
         تنفتح أبوابها، حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة [والحمد لله].


       
     
     
   
   

   (
   
   
   
   آية

   
   1-20 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
- تفسير سورة البلد عدد آياتها 20 ( آية 1-20 ) وهي مكية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسرة القلم :: —¤÷([¤ منــبر اســـلامي ¤])÷¤— :: العلوم الدينية :: القرآن الكريم وتعاليمه-
انتقل الى: