قصيدتي في ذكرى المولد النبوي الشريف ... بقلمي

يكاد لدى الذكرى فؤادي يمزّع
ودمعي على خدي يسح ويهمعُ

ولا أتباهى بالكلام وأدعي
ولست ألوك القول أو أتصنعُ

ولا نفع في قول ونطق موجه
إذا لم يكن للقول والنطق موضعُ

وليس لقول لذة أو حلاوة
إذا لم يكن حقاً من القلب ينبعُ

فكونوا معي مهلاً ولا تتسرعوا
وألقوا لقولي السمع ثم احفظوا وعوا

تبارك ربي ما أجلّ اجتماعكم
وأبهجه إن كان لله يرجعُ

أكاد لذكرى المولد النبوي لا
أرى لذة عندي بها أتمتعُ

إذا أنا قارنت النبيّ وصحبه
بمتبعيه الآن قلبي يُمزّع

فمتبعوه الآن شطوا وأمعنوا
بما أسرفوا فيه ولم يتورعوا

ألا فاعذروني عند ذكر محمدٍ
إذا بُحّ صوتي حين أعلي وأرفعُ

ولا تعذلوا من بالمحبة قلبه
عميد يحب المصطفى متولعُ

عليه عباد الله صلوا وسلموا
فلي ولكم يوم القيامة يشفعُ

فقد كان عهد الجاهلية مظلماً
إلى أن بدت شمس بمكة تطلعُ

ولما بدت قد بدّدت بطلوعها
ظلاماً وبالشمس الدجى يتقشعُ

ولا شمس إلا آذنت بأفولها
ولم يبق إلا شمس مكة تسطعُ

وصلوا على آل النبي وصحبه
فهم في الدجى كالشهب في الأفق تلمعُ

فقد خلفوا مجداً عظيماً وإنه
تراث عظيم لم يخلفه تُبَّعُ

إذا ما التقى الجمعان صاحوا وكبروا
وشدوا على الأعداء لم يتضعضعوا

إذا نطقوا "الله أكبر" رددت
ملائكة والوحش والطير أجمعُ

معي شاهدان اثنان كسرى وقيصر
وفي وقعة اليرموك ما هو مقنعُ

كما ولكم في القادسية شاهد
وفي كتب التاريخ شرح موسعُ

وما فتئت حطين تشهد أننا
ليوث الوغى حين السلاح يقعقعُ


أولئك أسلاف مضوا في سبيلهم
وقد خلفوا نسلاً لهم ليس يتبعُ

فأين رسول الله يشهد ما جرى
لأمته من بعده كيف تصنعُ ؟؟؟