الرومانسية المفتقدة في عالمنا هذا

تناقشت انا وصديقة عزيزة على يوما فيما اذا كان عالمنا قد خلا من الرومانسية , واننا بالفعل نفتقدها هذه الأيام , وكان رأيها بأنها ليست فقط مفتقدة بل لقد انتهت تماما مع ضغوط الحياة المختلفة , وما يعانيه البشر من مشاكل اقتصادية واجتماعية تؤثر عليهم بشكل كبير, حتى انهم لم يعد لديهم الوقت الكافى لتلك المشاعر الحالمة , قالت لى : أنك اذا استوقفت أحدهم وسألته عن كيفية رؤيته للرومانسية فى عالمنا الآن , لأبتسم فى سخرية ونظر اليك كما ينظر الى معتوه او أبله لا يعرف كيف يدور العالم من حوله.., قلت لها : انك مخطئة تماما , فمهما كانت ظروف الحياة معقدة , ومهما كان تأثير هذه الظروف على البشر , بما لها من ضغوط عليهم , فهم مع ذلك يحتفظون بتلك الرومانسية بداخلهم حتى تحين اللحظة المناسبة التى يحتاجون فيها لمشاعر مثل الحب والحنان والرقة والاشتياق , لكى يعودوا بها بشراً كما كانوا منذ ان خلق الله دنيانا , عادت تقول لى بعناد : سأختلف معك ثانية , فمن منا الآن يشعر بذلك الحب الذى كانوا يتحدثون عنه فيما مضى , هل لازال موجوداً , ام اصبح كما نراه الآن بين المحبين يعمل بنظام التيك اوى؟!.ابتسمت ضاحكاً من قولها وانا اقول : انا معك فى ان هناك الآن من يتعامل مع الحب بمفهوم خاطىء , فهم يعتقدون احيانا ان الحب مجرد (تسلية) او شيء يخرجهم من حالة نفسية سيئة , لكنه فى النهاية ينهار لأسباب مختلفة , اما الحب الحقيقى والذى خلقت من اجله القلوب , فيختلف تماما , فهو يعنى ارتباط دائم بمن تحب , شعورك الدائم بعدم قدرتك على الابتعاد عنه , سعادتك اللامتناهية وانت بقربه , احساسك بالأمان وانت مع من تحب , لذا فأنا ارى دائماً ان الرومانسية ستظل داخلنا , وان اختفت قليلا بفعل الظروف وضغوطها , الا انها تحتاج فقط لشرارة صغيرة تشعلها مرة اخرى فى اعماقنا..

شكرا الك

شكرا للمجهود الرائع والمميز

عطاء وابداع جميل

ننتظر المزيد

تقبلو مروري