البركة من الله

البركة من الله

بقلم : الداعي بالخير

صالح صلاح شبانة

استوقفتني فكرة جليلة لفضيلة الداعي الى الله الشيخ عدنان العرعور ، عندما قارن بين القطط والأغنام ، فالقطة تلد أكثر من مرة في السنة ، وتلد مجموعة قد تصل الى ست قطط ، ولا تذبح ولا تساق الى المسالخ ، ومع ذلك عددها قليل ومحدود ولا تزداد ، في حين تلد الأغنام مرة في السنة ، وفي أغلب الأحيان تضع فردا ، ومع ذلك تساق للمسالخ ، ويتغذى الإنسان على لحومها ، وهي حاضرة على موائده ، وأعدادها خيالية وأسطورية ، وقد يذبح منها الملايين كل يوم ، فما القضية ..؟؟؟

القضية أن الكثرة هي بالبركة بما يباركه الله لعباده ...!!!

فقد يكون أحدنا ضئيل الدخل ، ممن رزقتهم بالقطارة (نقطة نقطة) ، وحياتهم ضنك ، ولقمتهم صعبة المنال ، وآخر مرتشي ، لص ، مثل المنشار ، ويدخل عليه المال مثل تسونامي اليابان ، بلا حساب وبلا عدد ، ولكنه يعيش حياة مغرقة بالرفاهية والجشع ، ولزوجته ولأبناءه حساباتهم الخاصة لحرق وتدمير هذا المال ، في كل السبل ، إلا رفع المعاناة عن محتاج ...!!!

وهو مديون بمئات الآلاف ، ومكسور في مشاريع كثيرة ، وهو مطالب بالدفع من كل من هب ودب ، حتى تفسد هذه الأمور حياته ، وهو أشبه بأمريكا التي تظهر بمظهر الغنى والإنبساط ، وحلم كل طامح على الأرض ، فيما هي مديونة بالتريليونات ، وتفتعل الحروب لتسرق ثروات العالم ، بحجج واهية ، ولكنها محكومة بالقوة والجبروت ...!!!

فيما المرزوق بالقطارة ، يأكل البروتين النباتي ، من الفول والحمص والعدس ، وان ذاق اللحمة بعد غياب قد يصاب بالإسهال وسوء الهضم ، ومع ذلك هو حامد لله على أنعمه وما اكتسب من الحياة ، راضيا بقضاء الله وقدره ، فيحرسه الله عز وجل بعينه ، وبقدرته ، فيجنبه الأمراض التي تحرق أموال الأغنياء فالفحوصات الطبية التي تكلفهم مبالغ خرافية ، (في بلاد بره) ، لأنهم لا يثقون بطب البلد ، ومختبراتها ، وقد يشتهي أحدهم حبة فلافل التي تمد جذورها في بطون الفقراء ، وتعتبر وجبتهم المقدسة ، رغم مسخها وتصغيرها وزيادة سعرها ، مع أنه من الأولى رفع أسعار الخمور والمسكرات ، وبدلات الرقص والسيكار الكوبي ، ودعم حبة الفلافل حتى يعيش الفقير بحده الأدنى ، قبل أن ينفجر في ثورة الغضب ....!!!!

مرة كانت حفلة في بيت شخصية مهمة جدا ، وفي الصباح كانت صناديق الخمور الفاخرة ، بل الفاجرة تملأ أربع حاويات ....!!!

فكيف يحكم البلد من ليس من طينتها ولا يشعر بشعور أهلها ، ولم ير الفقراء الا من وراء ستائر سيارته وترفه أشباحا كخلفية سريالية لحياته الباذخة ...!!!

أظن أنني أغنى منه ، وأنا أحلم طوال عمري ان تكون لدي سيارة من أرخص الأنواع ، وها أنا أشارف على الستين ولم أحصل على حمارة ...!!!!

ان كل أموالهم وما يملكون مثل القطط ، لا يوجد بها بركة ، لأنها مخبأة في صناديق بنوك اليهود ، الذين يترصدون بهم النكبات ليجمدون أرصدتهم ، فينالون منفعتها ، ويُحاسبون هم على جمعها وسرقتها واقتناصها من دم وعظام شعوبهم ...!!!

وهذا ينطبق على التجار أولاد الحرام الذين يكنزون أموالهم من دمنا ، المباح ، الرخيص ..!!

نرجو من الله عز وجل أن يبارك لنا كما بارك بالأنعام على الأرض ، وأن يخسف بركتهم كما خسف بالقطط والكلاب برغم الأعداد الهائلة بولاداتها ، حتى أن مجرد هبوط مشروع صيني أو كوري يمسحها عن بكرة أبيها بمجرد مكوثهم بعض الوقت فتمضي في بطونهم ...!!!

فيما الأرانب والتي تؤكل تزداد بشكل مهول في زمن قياسي ، وكأنها مشمولة بالبركة ...!!!