منتدى اسرة القلم
[خرافات حول الحب  18


اهلا بك زائرنا الكريم
تفضل بالانضمام لاسرتنا بالضغط على كلمه سجل
اهلا وسهلا بكم نورتونا
تمنى لك المتعه والفائده معنا
منتدى اسرة القلم
[خرافات حول الحب  18


اهلا بك زائرنا الكريم
تفضل بالانضمام لاسرتنا بالضغط على كلمه سجل
اهلا وسهلا بكم نورتونا
تمنى لك المتعه والفائده معنا
منتدى اسرة القلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسرة القلم

كل ما يجود فيه الخاطر من همس وحب ومشاعر وابداع تميز بلا حدود ...
 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ❞ كتاب فوضى المشاعر ❝ ⏤ ستيفان زفايج
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:58 am من طرف قمر الزمان

» رواية أرني أنظر إليك ❝ ⏤ خولة حمدى
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:50 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب زوربا pdfالمؤلف: نيكوس كازانتزاكيس
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:27 am من طرف قمر الزمان

» كتاب أحجار على رقعة الشطرنج :وليم جاي كار
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:57 am من طرف قمر الزمان

»  رواية ذهب مع الريح PDF تأليف (مارغريت ميتشل)
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:50 am من طرف قمر الزمان

» كتاب عصر الحب pdf تأليف (نجيب محفوظ).
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:46 am من طرف قمر الزمان

» رواية جامع الفراشات pdf تأليف ( جون فاولز )
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:36 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب سنترال بارك pdf غيوم ميسو
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:31 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب بعد 7 سنوات ل غيوم ميسو
خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:19 am من طرف قمر الزمان

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
FaceBooke
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 96 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 96 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 226 بتاريخ الأحد ديسمبر 29, 2019 12:55 pm

 

 خرافات حول الحب

اذهب الى الأسفل 
+9
سندريلا(الملكة الام)
قمر الزمان
كلارك الاسد
jonsina
adon
dr_murad
HAMSALHB
كارمن
ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺑـــــــ ﻫﺪﻭﺋﻲ ..
13 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺑـــــــ ﻫﺪﻭﺋﻲ ..
القلم الذهبي
القلم الذهبي
ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺑـــــــ ﻫﺪﻭﺋﻲ ..


انثى المشاركات : 15521
نقاط المساهمات : 35494
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
الموقع : اسرة القلم
المزاج : هاديـــــــــــه

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الجمعة أغسطس 12, 2011 9:16 pm



ما الحب إلا للحبيب الأول



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



منذ بدء البشرية وكلنا نضارب على الحب,
نتسارع لنعيشه, نعاصره وننعم في ظله, منذ الأزل ونحن نعيش حالات شبيهة به,
نحمله عبئاً هائلاً من مشاكلنا اليومية ومن إرهاصات نتنبأ بها حوله وجلاً
من انتظاراتنا.
منذ أن أحسسنا الحب ونحن نبحث عن تعليل
وتبرير لتصرفاتنا، كان العقل هو الذي يدرسها ويقيمها ويخرج في النهاية
بنتيجة لا علاقة له بها.
ما أكتبه عن هذه الحالة النفسية
الجميلة هو كم من التجارب الشخصية ودراسات علمية عدة لعلماء النفس
والاجتماع وإحصائيات كثيرة لتجارب واقعية.
ولأن الحب حالة
نفسية فإنه من الصعب جداً للبحوث العلمية الوصول إلى نتيجة يتفق عليها
الجميع, ولكن هذا لا يعني أن لا نتحدث عن هذه الحالة بصورة إجمالية عامة مع
اختلاف الأشخاص والمجتمعات.
الحب نتعرف عليه من خلال
التجربة, وهذه التجربة ومعاصرتها لا نستطيع قياسها في المختبرات وأجهزتها,
ولكننا نستطيع وصفه وتصويره, ووصفه وتصويره هو أمر نسبي وحيثي من شخص لآخر.
بعد
مراقبتي لسنين طويلة لحالات عدة وأشخاص مختلفة أطباعهم وأطوارهم وجدت أن
الغالبية العظمى منهم لم يتعرفوا بعد على قدراتهم على الحب أو حجب الوسائل
التي تؤدي إلى إحباطه أو وضعه في سجن والحكم عليه بعدم التحرر, وهذا يعود
إلى عدم فهم السبل التي تنمي وتطور هذا الشعور الجميل الذي يلعب دورا
فعالاً في حياتنا ويجعلنا كلنا عطاءً ونماء.
أنا هنا لا
أقصد البتة في هذه المخطوطة تقديم مادة علمية جافة بحته, لا بل إثارة تطور
المعرفة المتعلقة بالأشياء التي نحسها وتغيراتها علينا سلبا أو إيجابا ومدى
تأثرنا بها أو تأثيرها علينا. ولهذا, سأقدم نقاط وأسميتها خرافات لفهم
الناس الخاطئ لها, وأعتقد أن السواد الأعظم منهم يؤمن بصحتها أو لا يعيها
ويسيره في كثير الأحيان عقله الباطن - وكم للعقل الباطن من سيطرة علينا –
وتعمدت الاختصار في هذا الطرح لأني لو أردت كتابة خرافات كثيرة حول هذا
الحس الجميل وفهم الناس الخاطئ له لما كفاني كتاب, إلا أنني طرحت بعضاً من
الخرافات التي أشك في كثرة معتقديها, وهي:


الخرافة الأولى: الجنس يحرر النفس.

الخرافة الثانية: الحب في السنوات الأولى مختلف وأقوى.
الخرافة الثالثة: لا حب من غير غيرة.
الخرافة الرابعة: ما الحب إلا للحبيب الأولِ.
• الخرافة الأولى: الجنس يحرر النفس
الحب
والجنس عمليتان قد تكونان في أحياناً كثيرة مرتبطتين ببعضهما البعض, إلا
أنه من المهم أن لا نخلط بينهما, فالجنس من غير الحب ممكن والحب من غير
الجنس يستطيع أن يكبر وينمو, هذا الشيء يعرفه الكثير إلا أنه للأسف يقع خلط
في معظم الأحيان بينهم.
سيغموند فرويد, مؤسس التحليل
النفسي, أعطى تطور وتحرر الطاقة الجنسية من الناحية الصحية العضوية
والروحية اهتماماً كبيرا وذلك لدراسته لحالات كانت أوروبا حينها في بداية
غرقانها في الجنس والإباحية مما أثر في النهاية على نتائجه وإعطائه هذا
الموضوع كماً كبيرا, فقد كتب أشياء كثيرة قد تكون اليوم لا معنى لها مثل
مرور الطفل بحالات جنسية في طفولته وهي التي تمحور حياته الجنسية عندما
يكبر.
بعد سيغموند فرويد أتى فيلهلم رايش, ودرس الجنس من
الجانب البيولوجي وعلل الضغوط النفسية أو النشاط الجنسي بأنه هو الذي يؤدي
إما إلى إرهاق نفسي وبالتالي عضوي أو العكس وهذا لأن الضغوط التي تتسبب في
شد عضلي بشكل عام, استمرارها يؤدي بالتالي إلى مشكلة عضوية أو نفسية صعبة
مثل الانفصام في الشخصية.
دراسة هذين الباحثين في وقت
تشابه من الناحية التاريخية والاجتماعية أودى بهما إلى نفس النتيجة رغم
اختلاف وسيلة الدراسة والبحوث, ألا وهي, التحرر الجنسي يعني في النهاية
تحرر المجتمع وتلقائياً راحته واستقراره و ارتقائه.
الجنس
حالة قد تريح الروح من جانب, إلا أن للروح آلاف الحالات التي تحتاجها
وتصبو إليها النفس وتطلبها, والدليل بأن هناك كثرة من الذين يمارسون حياتهم
الجنسية بانتظام واستمرارية بيد أنهم لا يستطيعون قتل الضغوطات النفسية أو
أزماتهم الروحية ولا يجدون السعادة لا بل أحياناً كثيرة تؤدي بهم كثرة
العلاقات الجنسية إلى نتائج عكسية صعبة.
إنه من الأجدر بنا أن نبحث عن الحس الجميل ونعيشه ولا نبحث عن من يعلمنا الحياة, بل من يكتشف الحياة معنا.
من طور حياته الجنسية وتجاهل متطلباته الروحية وقدراته على الحب لن يجد الاستقرار النفسي الكامل.
لقد
سيطر الجنس على العلاقة قبل الحب, حتى أصبح العامل المشترك بينهم مُتجاهلا
ولا يريد أحد معرفته, حتى أن الطرفين ما عادا يعرفان هل هذا الذي يعيشونه
حب أم حالة شبيهة سيطرت الرغبة الجنسية عليها, وهذا الذي يؤدي في كثير من
الحالات للإحساس بعدم السعادة والإرهاق النفسي الدائم, فقد كانت الطريقة
للبحث عن السعادة عضوية بحتة خاطئة ونهج السعادة روحية نفسية قوامها عقيدة
أنا أدين وأذعن قلبي وعقلي لها, الإيمان بقدسية الحب.
قال
ابن القيم رحمه الله, بأن النفس تُطلق على الذات بجملتها، كقوله تعالى:
﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾, وهذا دليل قضية لا أنفيها بل أؤكدها وهي ارتباط
الحالة النفسية بالعضوية والعكس. وتطلق النفس على الروح وحدها، كقوله
تعالى: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾، أما الروح فلا تُطلق على البدن، لا
بانفراده ولا مع النفس. فالفرق بين النفس والروح فرقٌ بالصفات لا فرقٌ
بالذات.
وللنفس صفات يسيرها صاحبها، إما بيقينه بأن الجنس
ليس هو الطريق الوحيد للسعادة فتطمئن باعتبار طمأنينتها لربها بعبوديته
ومحبته وبقدرته على حسه وحبه للأشياء من حوله، أو تلومه لأنها حيناً تأمره
لإشباع رغباتها الجنسية بإفراط تعدد علاقاتها, حتى تودي به عوضاً عن
السعادة إلى أزمات قد لا يخرج منها.


• الخرافة الثانية: الحب في السنوات الأولى مختلف وأقوى

إن
الرأي الشائع عند الناس بأن الحب في السنوات الأولى وحتى الأربعين أو
الخمسين من العمر مختلف وله وجه جميل آخر. رأي لا صحة فيه, خاطئ, لأن الحب
ليس مرتبطاً بعمر معين ينتهي في الستين أو في السبعين وحتى الثمانين, إنها
حاله روحية تختلف من شخص لآخر ومن تجربة لأخرى, فالتجربة الأولى في بداية
العمر تكون جميلة جداً ونحسها بكل مشاعرنا وبقوة وهذا لأننا ما عرفنا هذا
الحس الجميل من قبل, فتكون كل الأشياء غير مهمة أمام هذا الحس, فيكون
بالتلقائية أجمل منه عند الكبر, وهذا لأن الحب عند كثير من الأزواج يتقلص
وما عاد الجنس شهياً جميلاً ومثيرا كما كان, تحول إلى روتين ممل معتاد,
وعلى الرغم من هذا يتمسكون في العلاقة لقناعاتهم وتنازلهم بأن هذا الشيء
تطور تلقائي لأي علاقة.
هل الحب طاقة تتطور أم تنفد مع
الوقت؟ القدرة على الحب هي ذات القدرة على الإحساس في العالم وبأنفسنا
وإدراكها, فالحب طفل صغير يكبر ويترعرع في ظلال القلوب، ومن يؤمن به بعيداً
عن حسابات المنطق والمعقول, ومن ألحد هذا الحس الجميل فإن أطفاله يتيمة -
فحبه هو أطفاله - تحبو نحو حتفها فتموت قبل أن تتنفس الصعداء أو تتبسمل,
وفاز من رعى طفله حتى يكبر ويدرك مدى ارتباط هذه الحالة الروحية الجميلة
بسعادته, فلا يتنازل عنها أبدا.
كل الذي ذكر آنفاً يحتاج
إلى قوة وعي وإدراك وإرادة, فأحياناً كثيرة لا نعي سيطرة العقل الباطن
علينا, وخاصة في المدن الكبيرة حيث المال والاقتصاد يلعبان دوراً فعالاً
ومؤثراً في الحياة وبالتالي على الحس, فقد يتغرب عنا لأن الحس في مجتمع
مادي كهذا لا يؤخذ بعين الاعتبار, فالإنجاز والموضوعية والفهم الحاذق
والنجاح هم قوامه, لا بل الشعور والعاطفة تعتبر دماراً ورجعيةً, فنهجرهما.
فكر الناس مليء بالمال والاستهلاك والنجاح, كله يدور حول المصلحة المشتركة
والحالة الاجتماعية والمضاربة مع الآخرين والتفكير الكبير في ضمان المستقبل
والأطفال وعنايتهم. إذا كان الفكر دائماً مليئا بهذه الاعتبارات ومراجعتها
بشكل يومي, فستتقلص قدراتنا على الإدراك تلقائيا, حتى يحذف الحس من حياتنا
ومعه الحب تدريجياً ويختفي ولا يعود له وجود حتى حبنا للطبيعة والأشياء
تأخذ طابعا مختلفاً, وشريكة الحياة الحبيبة تصبح في زخم الأفكار التي لا
تؤمن بغير الملكية شيئاً من الأشياء التي نملكها ودورها الوحيد الوظائف
وإتمام الواجبات.
الأفكار ذات الشكل الواحد لا تؤدي في
النهاية إلا إلى التوتر العصبي والإرهاق النفسي المزمن, فنحن لا نحس يوما
بعد يوم كيف نخسر بمرارة حيويتنا ونموت روحياً فتموت قدرتنا على الحب معها.
وهذا هو السبب يا قارئي الذي يجعل الحب مختلفاً في بداية العمر وعند
الكبر, ما عادوا قادرين على فهم هذا الحس الجميل بسبب مللهم وعدم إحساسهم
فلا يعود للحب مكان عندهم – كل التعازي الروحية سيداتي وسادتي- وقدراتهم
على الحب تتراجع وتتفاقم عدم قدرتهم عليه أو إدراكه أو الإحساس به.
من
المهم عندي أن لا يُحمل كلامي على مَحمَلٍ بأن هذا التطور طبيعياً مع
الكبر, إنما السؤال الذي يطرح نفسه هو القيادة الحياتية وإدارتها وفلسفتها
وكيفية التعامل معها والأسلوب.
شخص في الستين أو السبعين
أو حتى الثمانين يحس ويعي ما يدور حوله ويقظته إيجابية وقادر على مواجهة
نفسه والآخرين بنظرة مختلفة وقوة إدراك, تكون له القدرة تماما أو أكثر على
الحب مِن مَن هم في مقتبل أعمارهم, الشيخوخة شيخوخة الجسد لا الروح, وبقاء
شباب الروح مرتبط بالحس وقوة التأمل – والتأمل أعظم العبادات- ولهذا, ليس
بالضرورة أن يكون الحب في مقتبل العمر مختلفاً عن آخره.
إنه
من المدهش سماع الذين لطالما بحثوا عن السعادة وما وجدوها, أخذوا الطريق
الخاطئ لها, بحثوا عن المال والإنجاز والجاه والسلطة - وأنا أعترف بأن
المال عصب الحياة, لكنه ليس كلها- واعتقدوا أن الحس لا دور له فأهملوه, لا
عجب أن لا يلتقوا السعادة في طريقهم, فالسعادة نهج وزقاق ومدن رحبة لا
يجدها إلا من آمن بالحس والعاطفة وجعلها ديناً له.


• الخرافة الثالثة: لا حب من غير غيرة

"من باطن الحب تتفجر الغيرة" هذه هي عقيدة المحبين الرائجة, أسمعها دائماً تتبعها أنفاساً صعداء "ما الذي أستطيع فعلة لقتل غيرتي".
الغيرة
أمر دائم، شبه يومي، نتعايش معها ولا نحتملها, نعتقد أنها هي ظلال الحب أو
وجهه الآخر وهو أمر مسلم به لأنه مرتبط بالضرورة مع العاطفة ولا سبيل لنا
للتخلص منه.
هل يمكن التغلب على الغيرة؟ قبل أن أجيب عن
هذا السؤال أود أن أقدم شرحاً عن أسبابها. إن الكائن المختفي خلف الغيرة هو
حس لا يستهان به, الخوف من خسارة من نحبهم أو أن لا ننال حبهم, لأن هناك
شخصا آخر قد يفوز بهم, أو لأسباب أخرى, قد تكون أحلاماً نعتقد أنها لن
تتحقق معه أو حياة لن تكون جميلة لقلة ماله أو شهرته أو سلطته.
الخوف
من أن أخسر الحب أو كينونته أو بعضاً منه على يد آخر, وكثرة هم من يحاولون
السيطرة الكاملة على تفكير من يحبونهم حتى من ممارسته هواية, رياضة أو
قراءة أو حب طفل من امرأة أخرى, أو أي شيء آخر غير مشترك بينهم, قد يولد له
من خلاله حساً بالسعادة من ليس للآخر علاقة به.
من عنده
حس الغيرة, عنده الخوف, الخوف من خسارة من يحبهم إذا كرس وقته أو بعضاً منه
لشيء أحبه وهم لا يشاركونه إياه أو فيه, وليس بالضرورة أن يكون متعلقا بحس
شهواني لشخص آخر. الذي يبدو من الغيرة بجلاء في الدرجة الأولى هي الأنانية
والخوف بعدم القدرة على ربط من نحبهم معنا بالصورة الكافية وهذا واضح مثل
رابعة النهار, الإحساس بالملكية لمن نحبهم ونتعامل معهم بالعقل الباطن
وكأنهم أشياء لا أرواح لها حريتها في أن تحب أو لا تحب أو تُقدِم على تصرف
أو تتركه.
هذا النوع من الحب يولد الإحساس عند من نحبهم بالقيد وحصر القدرات التي تؤدي لعدم تطور الشخصية إلا في الإطار الذي يسمح لهم به.
عندما
يرتبط الحب بالغيرة, أي علاقة الرجل بالمرأة فيبدو طبيعيا لكثرة تواجده
ولأننا عرفنا هذا الحس مرة أو مازلنا نحسه, ولهذا السبب يكون هذا النوع من
العلاقة عند كثير من الناس طبيعيا مسلماً به, فهم عرفوه ولا ينكروه على
الآخرين, الغيرة في الحب وهذا الشيء لا شك فيه - حسب رأي العامة.
فلنفكر معا بشمول ونكتب على ورقة خارجية كل التحيزات حول هذا الحس, سنجد بأن الحب عملية روحية لا ترتبط بالتلقائية مع الغيرة.
إذا
أحببت فسأحس بإيجابية وأحس بالعاطفة, الحنان, الاهتمام, والخوف على من أحب
والاحترام, إذا أحببت فسأعطي حباً فقط من غير أن أملكه أو أحاول تغييره أو
أحجم قدراته, أحبه كما هو. الحب يبدأ عندما نكون أهلاً للعطاء والتعزيز,
فيخلق عندنا كنتيجة تلقائية في انتظار أن ننال ذات الحس الذي أعطيناه لمن
نحب وإذا تحقق هذا الشيء عند الطرفين يتولد عندهم الشعور بالحب, وهنا يبدأ
عند الغالبية الإحساس بالملكية "أنا أحبه وهو يحبني, إذاً هو لي وأنا له"
بدأ الخطأ الأول والأكبر, هذا هو الحس الذي يولد الغيرة فيما بعد, وبالتالي
الألم الروحي.
الملكية في المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي هو مفتاح التجربة والخبرة لمن يكبر وتتكون شخصيته في جماعات كهذه.
امتلاكه
للأشياء شيء طبيعي ومنطقي وانتقال هذا الحس إلى كينونة الحب يحمل ذات
الآلية والمفهوم, ولأن الحب قائم على قدرات يتخذها شخصان، ولأن الجماعات
امتداد لهم وبالتالي إلى المجتمع الاقتصادي الرأسمالي الذي لا يدار
بالعاطفة بل بالمنطق والمعقول.
إنه من الواضح أن الأصل في
الحب وشكله الفعلي لا علاقة له بالامتلاك وطرق الإدارة ووسائلها. الحب في
شكله الحقيقي هو الأجمل إذا وقع بين اثنين من غير التفكير بأن يمتلك أحدهما
الآخر, أو بربط أحلام مادية, أن لا يريا غير أنفسهما مجردين من أي فكرة
مادية لا علاقة للحب بها, وأن يتخلا عن شيئين هما العامود القائم عليه الحب
الحقيقي أو هدمه, وهما الخوف أن لا نُحَب بالكم الكافي الذي نتمناه,
والآخر امتلاكنا كينونة الحب كجسد مادي ونتعامل معه بموضوعية.
أنا
أعي السؤال الذي سيراود الكثيرين الآن بعد هذا الطرح, "كيف سأتغلب على هذا
الحس أو أتقبله إذا كان الخوف وحبي للملكية في تكويني؟"
الإجابة:
فلنحب الحب كما هو ولا نعلق عليه ما هو براء منه, الحب لا يقبل بدلاً غير
الحب, الحب يخلق عطفاً حناناً رعاية واهتمام واحترام وتقبل.


• الخرافة الرابعة: ما الحب إلا للحبيب الأولِ

هذه
الخرافة الرابعة في مخطوطتي وليست الأخيرة في عقيدتي. الحب ليس حدثاً
قدرياً نادرا أو حالة فريدة من نوعها, بل يجب أن يكون دائماً يومي.
كثرة
هم الذين يعتقدون بأن الحب لا يأتـي إلا مرة واحدة في العمر أو مرتين, إذا
كنا أهلاً للحب فإننا نعشق ونهوى مراراً وتكراراً ونستطيع أن نحس الحب في
العمر مرات كثيرة, بشرط أن تكون لدينا القدرة عليه وعلى استيعابه.
يصحو
الآن بالتأكيد سؤال آخر من الغمرة, هل يستطيع أحد أن يحب اثنين أو ثلاثة
في آن واحد؟ الإحساس بالكَلَف والهيام والغرام لمن هو متعطشة روحه إليه
يستحوذ على كل حسه واختلاجات نفسه مع الحبيب فلا تكون مساحة أبداً لآخر في
كيانه, وبعيدا عن هذا الحس المفعم القوي المليء بالتولع والهوى يستطيع أحد
له القدرة على الحب بأن يحب أكثر من شخص في آن واحد بذات الحب وذات الكثافة
رغم وجود اختلاف بينهم في الأطوار.
ولأننا نعتقد بالحب
الكبير الذي يزعم الكثير بندرته فإنه من الطبيعي أن نصف من يحب اثنين في آن
واحد بـ "دونخوان" سيء السمعة, لأن أحداً لا يريد أن يصدق إمكانية حب
اثنين في نفس الوقت.
فقط الحب النقي الذي لا يرتبط
بالضرورة أو يندمج بالتضافر مدى الحياة وهذا ربط نفسي طبيعي, وليس من
الطبيعي تقليدية وعادات شعوب لا يتناسب هذا الفهم مع فكرها.
ولأننا
الآن نتحدث عن الحب فلنتحدث عنه أيضاً من الجانب النفسي والدور الفعال
الذي يقوم به مستثنيين آراء السياسيين, الشيوخ, الكهنة, المعلمين, الفلاسفة
والصحفيين.
من عنده القدرة على الحب ومنفتح على العالم
له القدرة أن يحب آخرين بغير حدود بعادات وتقاليد وديانات خارج حدوده. هذه
الحالة الروحية تتغلب على كل الحواجز التقليدية التي وضعها البشر لتخدم
مصالحهم الشخصية حتى أصبحت اليوم ديناً ومنهجاً ودستوراً ومن لا يذعن عقله
وقلبه له خارج عن القانون. إن الحب يخبئ معه سر السعادة في الحياة وأمامه
تتلاشى كل الأشياء وتصبح غير مهمة ومعها حتى الفضيلة والإخلاص. من له
القدرة على الحب لا يسأل عن الحب الكبير لأنه لا يرى في كل حب يعيشه غير
الحب الكبير من غير اختلاف, فالاختلاف هو في شرائح المجتمع والشخصيات التي
يحبها, فهو لا يحب الاختلاف بكم وكثافة مختلفين, هو يحب الفرد بحد ذاته
وتصرفاته لا يفرق بينها, ليس هناك الحب الكبير, كل حب هو حب كبير من غير
قيود مع اختلافه وتقلباته في بحار الحياة.
فلنحب الحياة,
ونحب الأشياء كلها, نحب الشجر والحجر نحب المدن والعواصم, وأحبها إلي التي
يحفها نهر ويتخللها شجرٌ وهمسها في الليل نبضٌ ونسائها ملكت الدرهم
والدينار فما عاد يعنيها, فأحبت الحب لأجله.
كنت أبحث عن
مدينة فاضلة كهذه أحبها لتكون وطني من بين الأوطان وأطلت البحث يتلوه
خيبات أمل تجاوزت الناطقين بلسان العربية, وخرجت يوماً والمساء متجهاً نحو
الراين وجلست في المقهى المعتاد أمام النهر – فهو دائماً كان يسمعني- أرمي
بتجاربي واشكي له همي من نساء الموانئ كنت أحببت جميلة منهن, ما كنت أعرف
أنها تنتظر رُباناً تعتقد أنه سيأتي لها بكنوز وجواهر, ما عَرَفَت أنها
ستكون عنده قطعة يملكها, فأحبت كل بحّار ترسي مراكبه عند نهديها. وقبل
المغيب كعادتي بلحظات عدت كأني ما حزنت يوماً ولا خُدِعت, أسترق البسمات من
وجوه المارة والأشياء, فاكتشفت أني قضيت أكثر من نصف عمري أبحث عن المدينة
الوطن وإذا بها هي التي منذ أن صحت ذاكرتي على الحب أسكنها.
مازلت
أحب, وأعاني أعاصيره وزلازله وبراكينه, لن أتنازل عنه أبدا, لا أمان معه
ما دام القلب نابضاً به, ليس هناك جدار واقي من رصاصه, سأعشق وأغرم وأحترق
وستطفأ ناري وأحترق مرة أخرى وثانية وثالثة وألف مرة, سأستيقظ من جديد
وسأحب من جديد وأغرم حتى آخر أنفاسي ليكون آخرها جميلاً مزركشاً بعاطفة ما
تركتها يوماً، وكثير القبل. وقتها سأصرح بأني أخذت كل حظي من الحياة كلها
وإن بكت عيني وتقرح قلبي كي أعيش هذا الحس, وأعلن أنني متحملٌ مسؤولية
عواقب الذي يليه بحب ورضا, ولأني عشت الحب مؤمناً مطمئنة نفسي به, سأموت
عليه مستسلماً وروحي هادئة آمنة... وأنتم؟ كما لم ترضوا مالاً بوطن بدلاً,
لا تقبلوا عن الحب بغيره بدلاً, ستذكركم كلماتي بأنكم ستسعدون, وحينها
تقبلوا مني كل الحب ولا تقبلوا مني بغيره بدلا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كارمن
المستشارة
المستشارة
كارمن


انثى المشاركات : 22471
نقاط المساهمات : 47962
الشعبيه : 265
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
المزاج : رومانس

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الجمعة أغسطس 12, 2011 10:07 pm

الحب حاله بنعيشها
كل دراسات العالم ما ممكن توصف شعورنا
يمكن شعورك غير شعوري
يمكن عاطفتك اقوى
يمكن ويمكن اشياء كتيره

كتير عم يحكو وكل واحد بيعمل فرضيات واستنتاجات
بس الشعور والعاطفه اشياء غير ملموسه
ما فينا نعبر عنها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HAMSALHB
المشرفة العامة
المشرفة العامة
HAMSALHB


انثى المشاركات : 33281
نقاط المساهمات : 72957
الشعبيه : 183
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
الموقع : اسرة القلم
العمل/الترفيه : ان اكون معكم دائما
المزاج : الحمد الله دائما وابدا

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1السبت سبتمبر 24, 2011 6:57 pm

شكرا لحضورك الرائع حنان

الحب مهما كانت المعاني هو شعور وغريزه خلقت معنا

وكل ما كان صادق وطبيعي كل ما كان اجمل واصق

دمتي بكل الخير والسعاده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺑـــــــ ﻫﺪﻭﺋﻲ ..
القلم الذهبي
القلم الذهبي
ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺑـــــــ ﻫﺪﻭﺋﻲ ..


انثى المشاركات : 15521
نقاط المساهمات : 35494
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
الموقع : اسرة القلم
المزاج : هاديـــــــــــه

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الخميس أكتوبر 13, 2011 10:03 pm

karmen كتب:
الحب حاله بنعيشها
كل دراسات العالم ما ممكن توصف شعورنا
يمكن شعورك غير شعوري
يمكن عاطفتك اقوى
يمكن ويمكن اشياء كتيره

كتير عم يحكو وكل واحد بيعمل فرضيات واستنتاجات
بس الشعور والعاطفه اشياء غير ملموسه
ما فينا نعبر عنها




شكراا كفى

نوررررررررررررررررررررررررررتِ الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dr_murad
يوبيل القلم الذهبي
يوبيل القلم الذهبي
dr_murad


ذكر الدلو التِنِّين
المشاركات : 62314
نقاط المساهمات : 162815
الشعبيه : 89
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 48
الموقع : http://maysoonah.com
العمل/الترفيه : طبيب اسنان
المزاج : رومانسي

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد أكتوبر 23, 2011 10:49 pm

ابدعتي اختي حنان

راقني ما قرأت هنا

في انتظار جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://maysoonah.com
adon
عضو رائع
عضو رائع
adon


ذكر الثور القط
المشاركات : 2164
نقاط المساهمات : 3738
الشعبيه : 8
تاريخ التسجيل : 17/03/2010
العمر : 48
الموقع : www.adnanalhob@yahoo.com
العمل/الترفيه : ركوب الامواج
المزاج : بمزح

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 23, 2011 2:10 pm

وانا بقول الحب ليس بخرافة ولكن احاسيس ومعاني نشعر بها وتسري بالجسد كالدم ولعل معظ من جرب الحب واكيد شعر يسريانة في العروووق ودعني ابرهن لك هل سمعت يوما اغنية عاطفية وانت بالحب غرقان اين سيذهب بك تفكيرك صدقني لو كان لك جناحين لحلقت فوق اسحاب هنيال يلي بيحب وبيطير هههههههههه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jonsina
عضو نشيط
عضو نشيط
jonsina


ذكر القوس الماعز
المشاركات : 193
نقاط المساهمات : 838
الشعبيه : 2
تاريخ التسجيل : 13/06/2011
العمر : 68

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 23, 2011 8:25 pm

سلمت انملك على هذه الكلمات
كلام جميل بس الاحساس بلحب لايمكن وصفه
ولو سالتك انتي يامن خطتت اناملك هذا الكلام هل بمقدورك وصف اوكتابة كلمات تعبر عن نفسك تجاه الحب واركانه هل بمقدورك وصف شعورك ام ان الكلمات تعجز عن ذلك
دمتي بخير وتقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺑـــــــ ﻫﺪﻭﺋﻲ ..
القلم الذهبي
القلم الذهبي
ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺑـــــــ ﻫﺪﻭﺋﻲ ..


انثى المشاركات : 15521
نقاط المساهمات : 35494
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
الموقع : اسرة القلم
المزاج : هاديـــــــــــه

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1السبت نوفمبر 26, 2011 11:27 pm

حنان كتب:


ما الحب إلا للحبيب الأول



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



منذ بدء البشرية وكلنا نضارب على الحب,
نتسارع لنعيشه, نعاصره وننعم في ظله, منذ الأزل ونحن نعيش حالات شبيهة به,
نحمله عبئاً هائلاً من مشاكلنا اليومية ومن إرهاصات نتنبأ بها حوله وجلاً
من انتظاراتنا.
منذ أن أحسسنا الحب ونحن نبحث عن تعليل
وتبرير لتصرفاتنا، كان العقل هو الذي يدرسها ويقيمها ويخرج في النهاية
بنتيجة لا علاقة له بها.
ما أكتبه عن هذه الحالة النفسية
الجميلة هو كم من التجارب الشخصية ودراسات علمية عدة لعلماء النفس
والاجتماع وإحصائيات كثيرة لتجارب واقعية.
ولأن الحب حالة
نفسية فإنه من الصعب جداً للبحوث العلمية الوصول إلى نتيجة يتفق عليها
الجميع, ولكن هذا لا يعني أن لا نتحدث عن هذه الحالة بصورة إجمالية عامة مع
اختلاف الأشخاص والمجتمعات.
الحب نتعرف عليه من خلال
التجربة, وهذه التجربة ومعاصرتها لا نستطيع قياسها في المختبرات وأجهزتها,
ولكننا نستطيع وصفه وتصويره, ووصفه وتصويره هو أمر نسبي وحيثي من شخص لآخر.
بعد
مراقبتي لسنين طويلة لحالات عدة وأشخاص مختلفة أطباعهم وأطوارهم وجدت أن
الغالبية العظمى منهم لم يتعرفوا بعد على قدراتهم على الحب أو حجب الوسائل
التي تؤدي إلى إحباطه أو وضعه في سجن والحكم عليه بعدم التحرر, وهذا يعود
إلى عدم فهم السبل التي تنمي وتطور هذا الشعور الجميل الذي يلعب دورا
فعالاً في حياتنا ويجعلنا كلنا عطاءً ونماء.
أنا هنا لا
أقصد البتة في هذه المخطوطة تقديم مادة علمية جافة بحته, لا بل إثارة تطور
المعرفة المتعلقة بالأشياء التي نحسها وتغيراتها علينا سلبا أو إيجابا ومدى
تأثرنا بها أو تأثيرها علينا. ولهذا, سأقدم نقاط وأسميتها خرافات لفهم
الناس الخاطئ لها, وأعتقد أن السواد الأعظم منهم يؤمن بصحتها أو لا يعيها
ويسيره في كثير الأحيان عقله الباطن - وكم للعقل الباطن من سيطرة علينا –
وتعمدت الاختصار في هذا الطرح لأني لو أردت كتابة خرافات كثيرة حول هذا
الحس الجميل وفهم الناس الخاطئ له لما كفاني كتاب, إلا أنني طرحت بعضاً من
الخرافات التي أشك في كثرة معتقديها, وهي:


الخرافة الأولى: الجنس يحرر النفس.

الخرافة الثانية: الحب في السنوات الأولى مختلف وأقوى.
الخرافة الثالثة: لا حب من غير غيرة.
الخرافة الرابعة: ما الحب إلا للحبيب الأولِ.
• الخرافة الأولى: الجنس يحرر النفس
الحب
والجنس عمليتان قد تكونان في أحياناً كثيرة مرتبطتين ببعضهما البعض, إلا
أنه من المهم أن لا نخلط بينهما, فالجنس من غير الحب ممكن والحب من غير
الجنس يستطيع أن يكبر وينمو, هذا الشيء يعرفه الكثير إلا أنه للأسف يقع خلط
في معظم الأحيان بينهم.
سيغموند فرويد, مؤسس التحليل
النفسي, أعطى تطور وتحرر الطاقة الجنسية من الناحية الصحية العضوية
والروحية اهتماماً كبيرا وذلك لدراسته لحالات كانت أوروبا حينها في بداية
غرقانها في الجنس والإباحية مما أثر في النهاية على نتائجه وإعطائه هذا
الموضوع كماً كبيرا, فقد كتب أشياء كثيرة قد تكون اليوم لا معنى لها مثل
مرور الطفل بحالات جنسية في طفولته وهي التي تمحور حياته الجنسية عندما
يكبر.
بعد سيغموند فرويد أتى فيلهلم رايش, ودرس الجنس من
الجانب البيولوجي وعلل الضغوط النفسية أو النشاط الجنسي بأنه هو الذي يؤدي
إما إلى إرهاق نفسي وبالتالي عضوي أو العكس وهذا لأن الضغوط التي تتسبب في
شد عضلي بشكل عام, استمرارها يؤدي بالتالي إلى مشكلة عضوية أو نفسية صعبة
مثل الانفصام في الشخصية.
دراسة هذين الباحثين في وقت
تشابه من الناحية التاريخية والاجتماعية أودى بهما إلى نفس النتيجة رغم
اختلاف وسيلة الدراسة والبحوث, ألا وهي, التحرر الجنسي يعني في النهاية
تحرر المجتمع وتلقائياً راحته واستقراره و ارتقائه.
الجنس
حالة قد تريح الروح من جانب, إلا أن للروح آلاف الحالات التي تحتاجها
وتصبو إليها النفس وتطلبها, والدليل بأن هناك كثرة من الذين يمارسون حياتهم
الجنسية بانتظام واستمرارية بيد أنهم لا يستطيعون قتل الضغوطات النفسية أو
أزماتهم الروحية ولا يجدون السعادة لا بل أحياناً كثيرة تؤدي بهم كثرة
العلاقات الجنسية إلى نتائج عكسية صعبة.
إنه من الأجدر بنا أن نبحث عن الحس الجميل ونعيشه ولا نبحث عن من يعلمنا الحياة, بل من يكتشف الحياة معنا.
من طور حياته الجنسية وتجاهل متطلباته الروحية وقدراته على الحب لن يجد الاستقرار النفسي الكامل.
لقد
سيطر الجنس على العلاقة قبل الحب, حتى أصبح العامل المشترك بينهم مُتجاهلا
ولا يريد أحد معرفته, حتى أن الطرفين ما عادا يعرفان هل هذا الذي يعيشونه
حب أم حالة شبيهة سيطرت الرغبة الجنسية عليها, وهذا الذي يؤدي في كثير من
الحالات للإحساس بعدم السعادة والإرهاق النفسي الدائم, فقد كانت الطريقة
للبحث عن السعادة عضوية بحتة خاطئة ونهج السعادة روحية نفسية قوامها عقيدة
أنا أدين وأذعن قلبي وعقلي لها, الإيمان بقدسية الحب.
قال
ابن القيم رحمه الله, بأن النفس تُطلق على الذات بجملتها، كقوله تعالى:
﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾, وهذا دليل قضية لا أنفيها بل أؤكدها وهي ارتباط
الحالة النفسية بالعضوية والعكس. وتطلق النفس على الروح وحدها، كقوله
تعالى: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾، أما الروح فلا تُطلق على البدن، لا
بانفراده ولا مع النفس. فالفرق بين النفس والروح فرقٌ بالصفات لا فرقٌ
بالذات.
وللنفس صفات يسيرها صاحبها، إما بيقينه بأن الجنس
ليس هو الطريق الوحيد للسعادة فتطمئن باعتبار طمأنينتها لربها بعبوديته
ومحبته وبقدرته على حسه وحبه للأشياء من حوله، أو تلومه لأنها حيناً تأمره
لإشباع رغباتها الجنسية بإفراط تعدد علاقاتها, حتى تودي به عوضاً عن
السعادة إلى أزمات قد لا يخرج منها.


• الخرافة الثانية: الحب في السنوات الأولى مختلف وأقوى

إن
الرأي الشائع عند الناس بأن الحب في السنوات الأولى وحتى الأربعين أو
الخمسين من العمر مختلف وله وجه جميل آخر. رأي لا صحة فيه, خاطئ, لأن الحب
ليس مرتبطاً بعمر معين ينتهي في الستين أو في السبعين وحتى الثمانين, إنها
حاله روحية تختلف من شخص لآخر ومن تجربة لأخرى, فالتجربة الأولى في بداية
العمر تكون جميلة جداً ونحسها بكل مشاعرنا وبقوة وهذا لأننا ما عرفنا هذا
الحس الجميل من قبل, فتكون كل الأشياء غير مهمة أمام هذا الحس, فيكون
بالتلقائية أجمل منه عند الكبر, وهذا لأن الحب عند كثير من الأزواج يتقلص
وما عاد الجنس شهياً جميلاً ومثيرا كما كان, تحول إلى روتين ممل معتاد,
وعلى الرغم من هذا يتمسكون في العلاقة لقناعاتهم وتنازلهم بأن هذا الشيء
تطور تلقائي لأي علاقة.
هل الحب طاقة تتطور أم تنفد مع
الوقت؟ القدرة على الحب هي ذات القدرة على الإحساس في العالم وبأنفسنا
وإدراكها, فالحب طفل صغير يكبر ويترعرع في ظلال القلوب، ومن يؤمن به بعيداً
عن حسابات المنطق والمعقول, ومن ألحد هذا الحس الجميل فإن أطفاله يتيمة -
فحبه هو أطفاله - تحبو نحو حتفها فتموت قبل أن تتنفس الصعداء أو تتبسمل,
وفاز من رعى طفله حتى يكبر ويدرك مدى ارتباط هذه الحالة الروحية الجميلة
بسعادته, فلا يتنازل عنها أبدا.
كل الذي ذكر آنفاً يحتاج
إلى قوة وعي وإدراك وإرادة, فأحياناً كثيرة لا نعي سيطرة العقل الباطن
علينا, وخاصة في المدن الكبيرة حيث المال والاقتصاد يلعبان دوراً فعالاً
ومؤثراً في الحياة وبالتالي على الحس, فقد يتغرب عنا لأن الحس في مجتمع
مادي كهذا لا يؤخذ بعين الاعتبار, فالإنجاز والموضوعية والفهم الحاذق
والنجاح هم قوامه, لا بل الشعور والعاطفة تعتبر دماراً ورجعيةً, فنهجرهما.
فكر الناس مليء بالمال والاستهلاك والنجاح, كله يدور حول المصلحة المشتركة
والحالة الاجتماعية والمضاربة مع الآخرين والتفكير الكبير في ضمان المستقبل
والأطفال وعنايتهم. إذا كان الفكر دائماً مليئا بهذه الاعتبارات ومراجعتها
بشكل يومي, فستتقلص قدراتنا على الإدراك تلقائيا, حتى يحذف الحس من حياتنا
ومعه الحب تدريجياً ويختفي ولا يعود له وجود حتى حبنا للطبيعة والأشياء
تأخذ طابعا مختلفاً, وشريكة الحياة الحبيبة تصبح في زخم الأفكار التي لا
تؤمن بغير الملكية شيئاً من الأشياء التي نملكها ودورها الوحيد الوظائف
وإتمام الواجبات.
الأفكار ذات الشكل الواحد لا تؤدي في
النهاية إلا إلى التوتر العصبي والإرهاق النفسي المزمن, فنحن لا نحس يوما
بعد يوم كيف نخسر بمرارة حيويتنا ونموت روحياً فتموت قدرتنا على الحب معها.
وهذا هو السبب يا قارئي الذي يجعل الحب مختلفاً في بداية العمر وعند
الكبر, ما عادوا قادرين على فهم هذا الحس الجميل بسبب مللهم وعدم إحساسهم
فلا يعود للحب مكان عندهم – كل التعازي الروحية سيداتي وسادتي- وقدراتهم
على الحب تتراجع وتتفاقم عدم قدرتهم عليه أو إدراكه أو الإحساس به.
من
المهم عندي أن لا يُحمل كلامي على مَحمَلٍ بأن هذا التطور طبيعياً مع
الكبر, إنما السؤال الذي يطرح نفسه هو القيادة الحياتية وإدارتها وفلسفتها
وكيفية التعامل معها والأسلوب.
شخص في الستين أو السبعين
أو حتى الثمانين يحس ويعي ما يدور حوله ويقظته إيجابية وقادر على مواجهة
نفسه والآخرين بنظرة مختلفة وقوة إدراك, تكون له القدرة تماما أو أكثر على
الحب مِن مَن هم في مقتبل أعمارهم, الشيخوخة شيخوخة الجسد لا الروح, وبقاء
شباب الروح مرتبط بالحس وقوة التأمل – والتأمل أعظم العبادات- ولهذا, ليس
بالضرورة أن يكون الحب في مقتبل العمر مختلفاً عن آخره.
إنه
من المدهش سماع الذين لطالما بحثوا عن السعادة وما وجدوها, أخذوا الطريق
الخاطئ لها, بحثوا عن المال والإنجاز والجاه والسلطة - وأنا أعترف بأن
المال عصب الحياة, لكنه ليس كلها- واعتقدوا أن الحس لا دور له فأهملوه, لا
عجب أن لا يلتقوا السعادة في طريقهم, فالسعادة نهج وزقاق ومدن رحبة لا
يجدها إلا من آمن بالحس والعاطفة وجعلها ديناً له.


• الخرافة الثالثة: لا حب من غير غيرة

"من باطن الحب تتفجر الغيرة" هذه هي عقيدة المحبين الرائجة, أسمعها دائماً تتبعها أنفاساً صعداء "ما الذي أستطيع فعلة لقتل غيرتي".
الغيرة
أمر دائم، شبه يومي، نتعايش معها ولا نحتملها, نعتقد أنها هي ظلال الحب أو
وجهه الآخر وهو أمر مسلم به لأنه مرتبط بالضرورة مع العاطفة ولا سبيل لنا
للتخلص منه.
هل يمكن التغلب على الغيرة؟ قبل أن أجيب عن
هذا السؤال أود أن أقدم شرحاً عن أسبابها. إن الكائن المختفي خلف الغيرة هو
حس لا يستهان به, الخوف من خسارة من نحبهم أو أن لا ننال حبهم, لأن هناك
شخصا آخر قد يفوز بهم, أو لأسباب أخرى, قد تكون أحلاماً نعتقد أنها لن
تتحقق معه أو حياة لن تكون جميلة لقلة ماله أو شهرته أو سلطته.
الخوف
من أن أخسر الحب أو كينونته أو بعضاً منه على يد آخر, وكثرة هم من يحاولون
السيطرة الكاملة على تفكير من يحبونهم حتى من ممارسته هواية, رياضة أو
قراءة أو حب طفل من امرأة أخرى, أو أي شيء آخر غير مشترك بينهم, قد يولد له
من خلاله حساً بالسعادة من ليس للآخر علاقة به.
من عنده
حس الغيرة, عنده الخوف, الخوف من خسارة من يحبهم إذا كرس وقته أو بعضاً منه
لشيء أحبه وهم لا يشاركونه إياه أو فيه, وليس بالضرورة أن يكون متعلقا بحس
شهواني لشخص آخر. الذي يبدو من الغيرة بجلاء في الدرجة الأولى هي الأنانية
والخوف بعدم القدرة على ربط من نحبهم معنا بالصورة الكافية وهذا واضح مثل
رابعة النهار, الإحساس بالملكية لمن نحبهم ونتعامل معهم بالعقل الباطن
وكأنهم أشياء لا أرواح لها حريتها في أن تحب أو لا تحب أو تُقدِم على تصرف
أو تتركه.
هذا النوع من الحب يولد الإحساس عند من نحبهم بالقيد وحصر القدرات التي تؤدي لعدم تطور الشخصية إلا في الإطار الذي يسمح لهم به.
عندما
يرتبط الحب بالغيرة, أي علاقة الرجل بالمرأة فيبدو طبيعيا لكثرة تواجده
ولأننا عرفنا هذا الحس مرة أو مازلنا نحسه, ولهذا السبب يكون هذا النوع من
العلاقة عند كثير من الناس طبيعيا مسلماً به, فهم عرفوه ولا ينكروه على
الآخرين, الغيرة في الحب وهذا الشيء لا شك فيه - حسب رأي العامة.
فلنفكر معا بشمول ونكتب على ورقة خارجية كل التحيزات حول هذا الحس, سنجد بأن الحب عملية روحية لا ترتبط بالتلقائية مع الغيرة.
إذا
أحببت فسأحس بإيجابية وأحس بالعاطفة, الحنان, الاهتمام, والخوف على من أحب
والاحترام, إذا أحببت فسأعطي حباً فقط من غير أن أملكه أو أحاول تغييره أو
أحجم قدراته, أحبه كما هو. الحب يبدأ عندما نكون أهلاً للعطاء والتعزيز,
فيخلق عندنا كنتيجة تلقائية في انتظار أن ننال ذات الحس الذي أعطيناه لمن
نحب وإذا تحقق هذا الشيء عند الطرفين يتولد عندهم الشعور بالحب, وهنا يبدأ
عند الغالبية الإحساس بالملكية "أنا أحبه وهو يحبني, إذاً هو لي وأنا له"
بدأ الخطأ الأول والأكبر, هذا هو الحس الذي يولد الغيرة فيما بعد, وبالتالي
الألم الروحي.
الملكية في المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي هو مفتاح التجربة والخبرة لمن يكبر وتتكون شخصيته في جماعات كهذه.
امتلاكه
للأشياء شيء طبيعي ومنطقي وانتقال هذا الحس إلى كينونة الحب يحمل ذات
الآلية والمفهوم, ولأن الحب قائم على قدرات يتخذها شخصان، ولأن الجماعات
امتداد لهم وبالتالي إلى المجتمع الاقتصادي الرأسمالي الذي لا يدار
بالعاطفة بل بالمنطق والمعقول.
إنه من الواضح أن الأصل في
الحب وشكله الفعلي لا علاقة له بالامتلاك وطرق الإدارة ووسائلها. الحب في
شكله الحقيقي هو الأجمل إذا وقع بين اثنين من غير التفكير بأن يمتلك أحدهما
الآخر, أو بربط أحلام مادية, أن لا يريا غير أنفسهما مجردين من أي فكرة
مادية لا علاقة للحب بها, وأن يتخلا عن شيئين هما العامود القائم عليه الحب
الحقيقي أو هدمه, وهما الخوف أن لا نُحَب بالكم الكافي الذي نتمناه,
والآخر امتلاكنا كينونة الحب كجسد مادي ونتعامل معه بموضوعية.
أنا
أعي السؤال الذي سيراود الكثيرين الآن بعد هذا الطرح, "كيف سأتغلب على هذا
الحس أو أتقبله إذا كان الخوف وحبي للملكية في تكويني؟"
الإجابة:
فلنحب الحب كما هو ولا نعلق عليه ما هو براء منه, الحب لا يقبل بدلاً غير
الحب, الحب يخلق عطفاً حناناً رعاية واهتمام واحترام وتقبل.


• الخرافة الرابعة: ما الحب إلا للحبيب الأولِ

هذه
الخرافة الرابعة في مخطوطتي وليست الأخيرة في عقيدتي. الحب ليس حدثاً
قدرياً نادرا أو حالة فريدة من نوعها, بل يجب أن يكون دائماً يومي.
كثرة
هم الذين يعتقدون بأن الحب لا يأتـي إلا مرة واحدة في العمر أو مرتين, إذا
كنا أهلاً للحب فإننا نعشق ونهوى مراراً وتكراراً ونستطيع أن نحس الحب في
العمر مرات كثيرة, بشرط أن تكون لدينا القدرة عليه وعلى استيعابه.
يصحو
الآن بالتأكيد سؤال آخر من الغمرة, هل يستطيع أحد أن يحب اثنين أو ثلاثة
في آن واحد؟ الإحساس بالكَلَف والهيام والغرام لمن هو متعطشة روحه إليه
يستحوذ على كل حسه واختلاجات نفسه مع الحبيب فلا تكون مساحة أبداً لآخر في
كيانه, وبعيدا عن هذا الحس المفعم القوي المليء بالتولع والهوى يستطيع أحد
له القدرة على الحب بأن يحب أكثر من شخص في آن واحد بذات الحب وذات الكثافة
رغم وجود اختلاف بينهم في الأطوار.
ولأننا نعتقد بالحب
الكبير الذي يزعم الكثير بندرته فإنه من الطبيعي أن نصف من يحب اثنين في آن
واحد بـ "دونخوان" سيء السمعة, لأن أحداً لا يريد أن يصدق إمكانية حب
اثنين في نفس الوقت.
فقط الحب النقي الذي لا يرتبط
بالضرورة أو يندمج بالتضافر مدى الحياة وهذا ربط نفسي طبيعي, وليس من
الطبيعي تقليدية وعادات شعوب لا يتناسب هذا الفهم مع فكرها.
ولأننا
الآن نتحدث عن الحب فلنتحدث عنه أيضاً من الجانب النفسي والدور الفعال
الذي يقوم به مستثنيين آراء السياسيين, الشيوخ, الكهنة, المعلمين, الفلاسفة
والصحفيين.
من عنده القدرة على الحب ومنفتح على العالم
له القدرة أن يحب آخرين بغير حدود بعادات وتقاليد وديانات خارج حدوده. هذه
الحالة الروحية تتغلب على كل الحواجز التقليدية التي وضعها البشر لتخدم
مصالحهم الشخصية حتى أصبحت اليوم ديناً ومنهجاً ودستوراً ومن لا يذعن عقله
وقلبه له خارج عن القانون. إن الحب يخبئ معه سر السعادة في الحياة وأمامه
تتلاشى كل الأشياء وتصبح غير مهمة ومعها حتى الفضيلة والإخلاص. من له
القدرة على الحب لا يسأل عن الحب الكبير لأنه لا يرى في كل حب يعيشه غير
الحب الكبير من غير اختلاف, فالاختلاف هو في شرائح المجتمع والشخصيات التي
يحبها, فهو لا يحب الاختلاف بكم وكثافة مختلفين, هو يحب الفرد بحد ذاته
وتصرفاته لا يفرق بينها, ليس هناك الحب الكبير, كل حب هو حب كبير من غير
قيود مع اختلافه وتقلباته في بحار الحياة.
فلنحب الحياة,
ونحب الأشياء كلها, نحب الشجر والحجر نحب المدن والعواصم, وأحبها إلي التي
يحفها نهر ويتخللها شجرٌ وهمسها في الليل نبضٌ ونسائها ملكت الدرهم
والدينار فما عاد يعنيها, فأحبت الحب لأجله.
كنت أبحث عن
مدينة فاضلة كهذه أحبها لتكون وطني من بين الأوطان وأطلت البحث يتلوه
خيبات أمل تجاوزت الناطقين بلسان العربية, وخرجت يوماً والمساء متجهاً نحو
الراين وجلست في المقهى المعتاد أمام النهر – فهو دائماً كان يسمعني- أرمي
بتجاربي واشكي له همي من نساء الموانئ كنت أحببت جميلة منهن, ما كنت أعرف
أنها تنتظر رُباناً تعتقد أنه سيأتي لها بكنوز وجواهر, ما عَرَفَت أنها
ستكون عنده قطعة يملكها, فأحبت كل بحّار ترسي مراكبه عند نهديها. وقبل
المغيب كعادتي بلحظات عدت كأني ما حزنت يوماً ولا خُدِعت, أسترق البسمات من
وجوه المارة والأشياء, فاكتشفت أني قضيت أكثر من نصف عمري أبحث عن المدينة
الوطن وإذا بها هي التي منذ أن صحت ذاكرتي على الحب أسكنها.
مازلت
أحب, وأعاني أعاصيره وزلازله وبراكينه, لن أتنازل عنه أبدا, لا أمان معه
ما دام القلب نابضاً به, ليس هناك جدار واقي من رصاصه, سأعشق وأغرم وأحترق
وستطفأ ناري وأحترق مرة أخرى وثانية وثالثة وألف مرة, سأستيقظ من جديد
وسأحب من جديد وأغرم حتى آخر أنفاسي ليكون آخرها جميلاً مزركشاً بعاطفة ما
تركتها يوماً، وكثير القبل. وقتها سأصرح بأني أخذت كل حظي من الحياة كلها
وإن بكت عيني وتقرح قلبي كي أعيش هذا الحس, وأعلن أنني متحملٌ مسؤولية
عواقب الذي يليه بحب ورضا, ولأني عشت الحب مؤمناً مطمئنة نفسي به, سأموت
عليه مستسلماً وروحي هادئة آمنة... وأنتم؟ كما لم ترضوا مالاً بوطن بدلاً,
لا تقبلوا عن الحب بغيره بدلاً, ستذكركم كلماتي بأنكم ستسعدون, وحينها
تقبلوا مني كل الحب ولا تقبلوا مني بغيره بدلا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كلارك الاسد
القلم البرونزي
القلم البرونزي
كلارك الاسد


ذكر العذراء الماعز
المشاركات : 9846
نقاط المساهمات : 23371
الشعبيه : 25
تاريخ التسجيل : 05/09/2010
العمر : 44

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 4:17 pm




كل الاحترام والتقدير

مجهوود رائع ومميز

بإنتظار الجديد

والروعه من يديك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر الزمان
عضو ادارة
عضو ادارة
قمر الزمان


انثى العقرب الثعبان
المشاركات : 90649
نقاط المساهمات : 171880
الشعبيه : 290
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
العمر : 46
الموقع : منتدى اسره القلم
العمل/الترفيه : بتثقف
المزاج : الحمدلله

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد ديسمبر 04, 2011 11:05 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحياتي


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سندريلا(الملكة الام)
القلم الماسي
القلم الماسي
سندريلا(الملكة الام)


انثى العقرب الفأر
المشاركات : 40266
نقاط المساهمات : 141151
الشعبيه : 60
تاريخ التسجيل : 28/11/2009
العمر : 51
الموقع : منتدى اسرة القلم
العمل/الترفيه : ربة بيت
المزاج : رايق

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 1:36 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://my-family.forumarabia.com/profile.forum?mode=editprofile
ندى العمر
المراقبة العامة
المراقبة العامة
ندى العمر


انثى المشاركات : 19202
نقاط المساهمات : 33241
الشعبيه : 72
تاريخ التسجيل : 27/07/2012
الموقع : منتدى اسرة القلم
المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد أكتوبر 14, 2012 5:41 pm

موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

دمت لنا ودام تالقك الدائم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راشد الكاسر
مدير العلاقات العامة
مدير العلاقات العامة
راشد الكاسر


ذكر الثور الثور
المشاركات : 19882
نقاط المساهمات : 30950
الشعبيه : 51
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 1:02 pm

رائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريب الروح
يوبيل القلم الذهبي
يوبيل القلم الذهبي
غريب الروح


ذكر العذراء الماعز
المشاركات : 102389
نقاط المساهمات : 161265
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 24/08/2012
العمر : 44

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1السبت نوفمبر 17, 2012 5:21 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريب الروح
يوبيل القلم الذهبي
يوبيل القلم الذهبي
غريب الروح


ذكر العذراء الماعز
المشاركات : 102389
نقاط المساهمات : 161265
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 24/08/2012
العمر : 44

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد نوفمبر 18, 2012 2:37 pm

تم نقل الموضوع للمرجع بسبب الانعاش وارجو المتابعه بمرجع القسم مع الشكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى العمر
المراقبة العامة
المراقبة العامة
ندى العمر


انثى المشاركات : 19202
نقاط المساهمات : 33241
الشعبيه : 72
تاريخ التسجيل : 27/07/2012
الموقع : منتدى اسرة القلم
المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الأحد فبراير 17, 2013 1:37 am


• الخرافة الثانية: الحب في السنوات الأولى مختلف وأقوى
إن
الرأي الشائع عند الناس بأن الحب في السنوات الأولى وحتى الأربعين أو
الخمسين من العمر مختلف وله وجه جميل آخر. رأي لا صحة فيه, خاطئ, لأن الحب
ليس مرتبطاً بعمر معين ينتهي في الستين أو في السبعين وحتى الثمانين, إنها
حاله روحية تختلف من شخص لآخر ومن تجربة لأخرى, فالتجربة الأولى في بداية
العمر تكون جميلة جداً ونحسها بكل مشاعرنا وبقوة وهذا لأننا ما عرفنا هذا
الحس الجميل من قبل, فتكون كل الأشياء غير مهمة أمام هذا الحس, فيكون
بالتلقائية أجمل منه عند الكبر, وهذا لأن الحب عند كثير من الأزواج يتقلص
وما عاد الجنس شهياً جميلاً ومثيرا كما كان, تحول إلى روتين ممل معتاد,
وعلى الرغم من هذا يتمسكون في العلاقة لقناعاتهم وتنازلهم بأن هذا الشيء
تطور تلقائي لأي علاقة.
هل الحب طاقة تتطور أم تنفد مع
الوقت؟ القدرة على الحب هي ذات القدرة على الإحساس في العالم وبأنفسنا
وإدراكها, فالحب طفل صغير يكبر ويترعرع في ظلال القلوب، ومن يؤمن به بعيداً
عن حسابات المنطق والمعقول, ومن ألحد هذا الحس الجميل فإن أطفاله يتيمة -
فحبه هو أطفاله - تحبو نحو حتفها فتموت قبل أن تتنفس الصعداء أو تتبسمل,
وفاز من رعى طفله حتى يكبر ويدرك مدى ارتباط هذه الحالة الروحية الجميلة
بسعادته, فلا يتنازل عنها أبدا.
كل الذي ذكر آنفاً يحتاج
إلى قوة وعي وإدراك وإرادة, فأحياناً كثيرة لا نعي سيطرة العقل الباطن
علينا, وخاصة في المدن الكبيرة حيث المال والاقتصاد يلعبان دوراً فعالاً
ومؤثراً في الحياة وبالتالي على الحس, فقد يتغرب عنا لأن الحس في مجتمع
مادي كهذا لا يؤخذ بعين الاعتبار, فالإنجاز والموضوعية والفهم الحاذق
والنجاح هم قوامه, لا بل الشعور والعاطفة تعتبر دماراً ورجعيةً, فنهجرهما.
فكر الناس مليء بالمال والاستهلاك والنجاح, كله يدور حول المصلحة المشتركة
والحالة الاجتماعية والمضاربة مع الآخرين والتفكير الكبير في ضمان المستقبل
والأطفال وعنايتهم. إذا كان الفكر دائماً مليئا بهذه الاعتبارات ومراجعتها
بشكل يومي, فستتقلص قدراتنا على الإدراك تلقائيا, حتى يحذف الحس من حياتنا
ومعه الحب تدريجياً ويختفي ولا يعود له وجود حتى حبنا للطبيعة والأشياء
تأخذ طابعا مختلفاً, وشريكة الحياة الحبيبة تصبح في زخم الأفكار التي لا
تؤمن بغير الملكية شيئاً من الأشياء التي نملكها ودورها الوحيد الوظائف
وإتمام الواجبات.
الأفكار ذات الشكل الواحد لا تؤدي في
النهاية إلا إلى التوتر العصبي والإرهاق النفسي المزمن, فنحن لا نحس يوما
بعد يوم كيف نخسر بمرارة حيويتنا ونموت روحياً فتموت قدرتنا على الحب معها.
وهذا هو السبب يا قارئي الذي يجعل الحب مختلفاً في بداية العمر وعند
الكبر, ما عادوا قادرين على فهم هذا الحس الجميل بسبب مللهم وعدم إحساسهم
فلا يعود للحب مكان عندهم – كل التعازي الروحية سيداتي وسادتي- وقدراتهم
على الحب تتراجع وتتفاقم عدم قدرتهم عليه أو إدراكه أو الإحساس به.
من
المهم عندي أن لا يُحمل كلامي على مَحمَلٍ بأن هذا التطور طبيعياً مع
الكبر, إنما السؤال الذي يطرح نفسه هو القيادة الحياتية وإدارتها وفلسفتها
وكيفية التعامل معها والأسلوب.
شخص في الستين أو السبعين
أو حتى الثمانين يحس ويعي ما يدور حوله ويقظته إيجابية وقادر على مواجهة
نفسه والآخرين بنظرة مختلفة وقوة إدراك, تكون له القدرة تماما أو أكثر على
الحب مِن مَن هم في مقتبل أعمارهم, الشيخوخة شيخوخة الجسد لا الروح, وبقاء
شباب الروح مرتبط بالحس وقوة التأمل – والتأمل أعظم العبادات- ولهذا, ليس
بالضرورة أن يكون الحب في مقتبل العمر مختلفاً عن آخره.
إنه
من المدهش سماع الذين لطالما بحثوا عن السعادة وما وجدوها, أخذوا الطريق
الخاطئ لها, بحثوا عن المال والإنجاز والجاه والسلطة - وأنا أعترف بأن
المال عصب الحياة, لكنه ليس كلها- واعتقدوا أن الحس لا دور له فأهملوه, لا
عجب أن لا يلتقوا السعادة في طريقهم, فالسعادة نهج وزقاق ومدن رحبة لا
يجدها إلا من آمن بالحس والعاطفة وجعلها ديناً له.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة العشاق
عضو متألق
عضو متألق
وردة العشاق


انثى الدلو التِنِّين
المشاركات : 4728
نقاط المساهمات : 4789
الشعبيه : 4
تاريخ التسجيل : 19/01/2013
العمر : 47

خرافات حول الحب  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خرافات حول الحب    خرافات حول الحب  Icon_minitime1الخميس أغسطس 22, 2013 6:58 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خرافات حول الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحب الصامت اطهر انواع الحب
» عيد ميلاد الحب همس الحب
» عيد الحب
» الى الحب......
» زمن الحب اين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسرة القلم :: —¤÷([¤ مــمــلــكــة الاســــرة ¤])÷¤— :: مراجع الاسرة-
انتقل الى: