المشاركات : 15521 نقاط المساهمات : 35494 الشعبيه : 90 تاريخ التسجيل : 15/07/2010 الموقع : اسرة القلم المزاج : هاديـــــــــــه
موضوع: ذكرى وفاة الثائر الحر ( أرنستو تشي جيفارا ) الأحد أكتوبر 09, 2011 1:41 pm
[size=25]ليس كمن يدعون الاصلاح وهم بعيدون كل البعد عن ذلك وقصدهم الوحيد اثارة الفتن وزعزعة الامن ومن وراءهم المخابرات الامريكيه و البريطانيه و ليسو كمن يتخفون في الجبال ويدعون انهم ضد امريكا مع انهم في يوم من الايام كانو اتبعا لهم ولكن انقلب السحر على الساحر ,
ولد أرنستو تشي جيفارا عام 1928 من عائلة برجوازية أرجنتينية , ودرس الطب في جامعة
بلاده الأرجنتين وتخرج عام 1952 , ومارس مهنته بين فقراء المدن والفلاحين ووهب نفسه
لهم وكان صديقهم التاريخي , وطاف قبيل تخرجه من كلية الطب مع صديقه ألبرتو غراندو معظم
دول أمريكا الجنوبية على الدراجة النارية , فزار إضافة لبلده الأرجنتين , التشيلي وبوليفيا وبيرو
وكولومبيا والإكوادور وبنما , وذلك بهدف التعرف على ظروف الناس وأحوالهم وأحوال أمريكا
الجنوبية بشكل عام مستجيبا لرغبته بملاقاة الشعب والإختلاط به ومساعدة الفقراء والمرضى
وكان يدعو خلال جولته للإنتفاضة ضد اللاعدالة الإجتماعية والقهر السياسي , وكرس نفسه منذ
ذلك الحين ثائرا أو محرضا على الثورة أو شريكا فيها حيثما أمكن ذلك , فسافر عام 1953 الى
كولومبيا ليتعرف على الثورة التي كانت مشتعلة فيها وعلى أهداف هذه الثورة وأساليبها , ثم هاجر
الى المكسيك وهي البلد الأمريكي اللاتيني الأكثر ديموقراطية والتي كانت ملجأ للثوار الأمريكان اللاتين
من كل مكان , وصادف ان قام فيدل كاسترو في نفس الفترة من عام 1953 بالهجوم على قلعة
موناكو , وفشل هجومه وسجن وحوكم وألقى دفاعا في المحكمة هو بمثابة بيان سياسي أو حتى
برنامج سياسي , مما أدى بأرنستو جيفارا لأن يعجب بكاسترو ومحاولاته الثورية , ويتشوق
للتعرف اليه واللقاء به , وهذا ما تحقق عام 1955 بعد ان خرج كاسترو من السجن وهاجر الى
المكسيك , وقويت العلاقة بين الرجلين وخططا معا لغزو كوبا وتحريرها من الدكتاتور باتيستا
جهز الرجلان حملة من 82 ثائر أقلعوا الى كوبا على سفينة غرانما " ومن يومها سميّ ارنستو
جيفارا بـ تشي - رفيق " , وما ان وصلوا شواطئها حتى كشف امرهم فاشتعلت معركة بينهم
وبين جيش باتيستا , ولم يسلم منهم سوى عشرين ثائرا إستطاعوا الوصول الى جبال سيرامايسترا
التي تضم أفقر فلاحي كوبا , وانطلقت ثورتهم من هناك , وأخذت تحقق النصر تلو الآخر , الى
ان دخل جيفارا العاصمة هافانا في اليوم الأول من عام 1959 قبل ان يدخلها كاسترو , وهرب باتيستا
ونجحت الثورة الكوبية
وبعد نجاح الثورة عين جيفارا سفيرا متجولا للثورة الكوبية , وزار العديد من البلدان الغير منحازة
والتقى بقيادتها مثل عبد الناصر في مصر ونهرو في الهند وتيتو في يوغوسلافيا وسوكارنو في
اندونيسيا , كما وزار ايطاليا واليابان وباكستان وغيرها
عين جيفارا رئيسا للمعهد الوطني للأبحاث الزراعية ثم عين وزيرا ورئيسا للمصرف المركزي
عام 1961 وصار الرجل الثاني بعد كاسترو , وحاول خلال السنوات الأولى لنجاح الثورة تصنيع كوبا
إقتنع هو وكاسترو بضرورة انحياز الثورة الكوبية الى اليسار العالمي وعقدا تحالفا مع الإتحاد السوفياتي
ثم تمتن هذا التحالف أثر أزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا , وبعدها رأى جيفارا امكانية نجاح الثورة
في بلدان العالم الثالث والبلدان المستعمرة وشارك في المؤتمر الآسيوي الأفريقي الذي عقد في الجزائر
عام 1965 , والتقى قادة الثورة الجزائرية وحرض البلدان الآسيوية والأفريقية على الثورة , ومنذ ذلك
الحين تعمق خلافه مع السياسة السوفييتية التي كان يراها سياسة تسوية ومساومة مع الإمبريالية , وطرح
شعاره الشهير "[size=29] لا حياة خارج الثورة - ولتوجد فيتنام ثانية وثالثة وأكثر " وكان يكرر هذا في كل مكان
وأراد إنجاح الثورة في الكونغو ففشل , ثم ترك كل مناصبه الرسمية والحزبية في كوبا واتجه الى
بوليفيا ليقود حربا شعبية فيها , آملا ان يحقق في بوليفيا ما حققه في كوبا , وفعلا أشعل الثورة في
جبال بوليفيا والتف حوله بعض الفلاحين , لكن الحكومة العسكرية والجيش البوليفي كان أشد تسلحا
وعنفا من باتيستا في كوبا , فحاصرته القوات الحكومية في احدى المناطق الجبلية وقبضت عليه حيا
ثم قتلته وهو أسيرها يوم الثامن من أكتوبر عام 1967 ودفنته في مكان سرّي , وبعد ثلاثين عام
فصار مثالا للقائد الثوري ليس في بلدان أمريكا اللاتينية وحدها , بل في العالم كله , وقد ألّف عدة كتب
منها " حرب الغوار , الإشتراكية والإنسان وغيرها " ضمنها أفكاره في ضرورة الإنتفاضة من أجل
الحرية والأخوة والصداقة والخروج من القيود الإستعمارية والإستبدادية ومناهضة الإستغلال ومحاربة
الفقر والمرض , وتميز جيفارا باستقلالية الرأي , وهذا ما أدى الى خلافات بينه وبين السياسة السوفييتية
الاعتقال المأساوي
مشهد اعتقال تشي كان مأساويا بحق كما وصفه شهود عيان, فبينما كان المقاتل الأرجنتيني ينزف صاح بالجنود (أنا تشي جيفارا, قيمتي حيا اكثر من قيمتي ميتا).
فليكس رودريغاس, أحد عملاء المخابرات الأمريكية أذاع نبأ اعتقال تشي مستخدما جملة من كلمتين (بابا كانسادو) أي (الأب متعب) والتي تعني حسب شفرتهم الخاصة (تم الإمساك بتشي وهو جريح).
اتخذت عملية اعتقال تشي شكلا مأساويا وفي غاية العنف , فقد نقل تشي ملفوفا ببطانية وساقية مثقوبتان بالرصاص ويداه موثقتان إلى ظهره " كان اشبه بكتلة من القمامة" مرمية في زاوية من زوايا إحدى قاعات مدرسة في قرية غنيكويرا , كما ذكر لاحقا رودريغاس لمدير شبكة ال CIA في قاعدة لانكلاي العسكرية.
الفصل الثالث اغلق في ساعات الصباح الأولى من يوم 9/10/1967 , حين تلقى العسكريون الذين وصلوا للتأكد من نبأ اعتقال تشي الأوامر بإعدامه, على أن يكون البيان الرسمي مقتل تشي أثناء المعارك, لأن الحكومة البوليفية كانت تخشى مضاعفات مثول جيفارا أمام المحكمة الذي لا مفر منه.
وبينما كان راديو بوليفيا يعلن النبأ الكاذب عن موت تشي أثناء المعارك, كان تشي يقف بكل قواه منتصبا وظهره إلى السبورة السوداء منتظرا تنفيذ حكم الإعدام. (لتعرف, انك ستقتل رجلا واحدا فقط), كانت هذه هي كلمات تشي الأخيرة للعقيد تيران الذي اشرف على عملية الإعدام, بعد ذلك وصل عسكريون آخرون تحدوهم الرغبة بإطلاق النار على تشي, وبدءوا بالفعل بإطلاق النار على جثته.
لكن الستار لم يسدل على حياة ارنستو تشي إلا في وقت متأخر جدا, وبالتحديد في أكتوبر عام 1997 , عندما أودعت عظام جيفارا في ضريح في سانت كلارا في كوبا, بحضور الرئيس الكوبي فيل كاسترو وعشرات الآلاف من المواطنين الكوبيين
ويقال انه كان على خلاف مع كاسترو في آخر أيامه
كان جيفارا واحدا من القادة الثوريين في القرن العشرين وما زال مثالا للشباب الثوري في كل مكان في العالم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]