أصبح طلب فلسطين الانضمام إلى العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يواجه تحديات صعبة بعدما أعلنت فرنسا اليوم أنها ستمتنع عن التصويت في مجلس الأمن، وهو موقف قد تتخذه دول أخرى في المجلس، مما يهدد بإجهاض الطلب الفلسطيني، من دون أن تضطر الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض(الفيتو) الذي هددت به من قبل.
وقالت مصادر دبلوماسية وتقارير إن بريطانيا وكولومبيا والبوسنة إلى جانب فرنسا ستمتنع عن التصويت في مجلس الأمن على الطلب الفلسطيني، وهو ما قد يعني عدم حصول الفلسطينيين على الأصوات التسعة اللازمة لتمرير القرارات في المجلس.
وأكد مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان ندال الموقف الفرنسي في بيان صدر اليوم.
وذكر ندال أن الخطوة الفلسطينية "ليس لها أي فرصة للنجاح في مجلس الأمن" وخصوصا بسبب الموقف المعلن للولايات المتحدة التي توعدت باللجوء إلى الفيتو، لافتا إلى أن هذه الخطوة تهدد بـ"مخاطر مواجهة وتعطيل" في الشرق الأوسط.
وأضاف "لهذا السبب، وخلال اجتماع أمس للجنة درس الطلبات، أوضح ممثل فرنسا الدائم في الأمم المتحدة أن فرنسا لن يكون لها سوى خيار الامتناع في مجلس الأمن".
وقال "فرنسا تكرر موقفها، المتمثل حاليا، في منح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو عبر قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يكون بمثابة خطوة إضافية نحو الانضمام".
وأكد ندال أنه "بينما تشهد المنطقة انقلابات، فإن شرعية التطلع الفلسطيني إلى دولة هو أمر لا جدال عليه".
وذكر بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح في 21 سبتمبر/أيلول الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "حلا واقعيا يتيح لفلسطين أن تحصل على صفة دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة"، مما يتيح لها الانضمام إلى وكالات متخصصة تابعة للأمم المتحدة.
وقال "لهذا السبب أيدت فرنسا الطلب الفلسطيني بالانضمام إلى اليونسكو".
وكانت فرنسا قد أحدثت مفاجأة الاثنين الماضي حين صوتت لصالح انضمام فلسطين إلى اليونسكو، إحدى أبرز وكالات الأمم المتحدة.
صائب عريقات طالب فرنسا بإعادة النظر في قرارها (الجزيرة-أرشيف)
موقف فلسطين
في المقابل طالب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اليوم فرنسا بإعادة النظر في قرارها بالامتناع عن التصويت على عضوية دولة فلسطين في مجلس الأمن الدولي.
وقال عريقات "نطالب فرنسا وكل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الذين قرروا الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن على عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة بإعادة النظر في قرارهم".
وأضاف "كما نطالب الدول التي ستصوت ضد مشروع القرار مثل الولايات المتحدة بإعادة النظر في قرارها".
واعتبر عريقات أن "التصويت لصالح عضوية دولة فلسطين هو تصويت لصالح عملية السلام وللحفاظ على مبدأ الدولتين الذي تؤيده كل دول العالم".
الفيتو والنصاب
ويحتاج الفلسطينيون لموافقة تسعة أعضاء في مجلس الأمن على الأقل كي تكون توصية المجلس إيجابية بإحالة الملف إلى الجمعية العامة ما لم تستخدم أي دولة دائمة العضوية حق النقض (الفيتو).
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس الخميس إن الفلسطينيين لن يرضوا بأقل من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وإنهم لا يريدون ترقية وضعهم إلى دولة مراقبة في المنظمة الدولية.
ويقول محللون إن القيادة الفلسطينية إذا لم تسع إلى وضع "الدولة المراقبة" عندما تفشل في الحصول على العضوية الكاملة فإن ذلك سيمثل تراجعا، لكنهم قالوا إن تصريحات المالكي ربما لا تعكس المسار الذي قد يتخذه الرئيس محمود عباس في حالة فشل الفلسطينيين في الحصول على العضوية الكاملة.
عقوبات
وأثارت محاولة الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة انتقادات حادة من الولايات المتحدة وإسرائيل التي احتلت عام 1967 الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها وانهارت محادثات السلام بين الجانبين العام الماضي.
وجمد الكونغرس الأميركي نحو 200 مليون دولار من المساعدات للسلطة الفلسطينية بسبب طلبها الحصول على العضوية الكاملة.
وحجبت إسرائيل هذا الأسبوع أموال الضرائب التي جمعتها نيابة عن السلطة الفلسطينية ردا على حصول الفلسطينيين على العضوية الكاملة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وأدى تصويت اليونسكو لصالح عضوية الفلسطينيين إلى قطع الولايات المتحدة للتمويل الذي تقدمه إلى المنظمة وفقا لقانون أميركي.
وقدم الرئيس الفلسطيني طلبا للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول خلال دورة الجمعية العامة في نيويورك، ويدرس مجلس الأمن هذا الطلب في الوقت الحالي.
ومن المقرر أن يتحدد مصير هذا الطلب في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني لكن الولايات المتحدة توعدت باستخدام حق الفيتو الذي تملكه في مجلس الأمن إذا طرح الطلب للتصويت في المجلس.