| افراح......حارتنا | |
|
+10وداع الايام ابو النور الصالح شمس المنتدى غريب الروح ندى العمر شيرين مصطفى قمر الزمان راشد الكاسر عماد الصالح م.هيثم 14 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
م.هيثم عضو نشيط
المشاركات : 112 نقاط المساهمات : 723 الشعبيه : 2 تاريخ التسجيل : 03/10/2011 العمر : 40 الموقع : سلطنة عمان العمل/الترفيه : الاردن المزاج : عادي وخجول
| موضوع: افراح......حارتنا الأربعاء يناير 04, 2012 6:14 pm | |
| الزمان/ مساء أحد أيام فصول الصيف في عقد التسعينات المكان/ مثلث حارتنا..!
يلتم جميع أطفال الحارة، يتحلقون حول ذلك الرجل الكبير، يخافون لمسه من شدة رهبتهم من عمله في الكهرباء، يكمل عدته في تلك الزاوية، فتراه وقد انسحب واضعاً "كمّاشته" في جيب بنطاله الـ"جنقل"، ينسحب بهدوء، فتنفرج الحلقة عن حوله وتمشي معه على شكل خطين متوازيين، إلى الزاوية التالية لعمله، فيشد ذلك الحبل الكهربائي وراءه، وقد تعلقت به "سوكات" لتجربة الإضاءة، لهذا اليوم لم أدرِ بعدُ السبب وراء إغفال بعض هذه الـ"سوك" من الـ"لمبات"، أتراه توفيراً للكهرباء؟ لا أعلم.
يبدأ أخوة العريس الأطفال بتوزيع الكراسي البلاستيكية الملساء، أكثرها بلا "مراكي"، لها من الألوان أزهاها، يوزعونها على طرفي الطريق، وفي صفوف شبه منتظمة، ترى الفرحة واضحةً على وجوههم الصغيرة، فيأتي الأخ الأوسط عمراً بتلك الطاولة المستديرة الكبيرة، ليضعها بجانب الكراسي، وعلى طرفٍ بعيدٍ منها، ويرجع قافزاً عن كل الدرجات صعوداً، ليجلب برادات المياه الباردة، و"صينية" كاسات مزركشة، أغلبها مذهّب اللون، كتب عليها بأحرفٍ مزركشةٍ باهتة (أهلا وسهلا)، ويرجع كرةً أخرى، ليجلب دلال القهوة العربية وسخّاناتها، والفناجين البيضاء الكبيرة، مغموسةً بمياه ذلك الـ"طشت الأحمر"، طمعاً في تنظيفها بين فترةٍ وأخرى، إذا أتاح الوقت ذلك، أو إذا أفلح بذلك صابّ القهوة المسؤول!
يبدأ الضيوف بالورود على منصات تلك الكراسي، الأول فالأول، فمن يأتي متأخراً، فقد أضاع على نفسه فرصةً ذهبية بالتعرف على أحدث حركات "الدبكة"، وأكثرها تطوراً، فترى الناس يستأسدون في الوصول إلى أقرب نقطة مراقبة، ما لم يكونوا من المشاركين، واكتفوا بالمشاهدة وتوزيع الابتسامات.
الغريب في سهرة هذا العريس، هو ما توعد به الجموع، بأنه سيجلب آلةً موسيقية غير معتادة، فبالاضافة لما اعتاد عليه مجتمعنا الصغير بالـ"قربة" وارهاصاتها وطقوس تركيبها، حيث أنها تأتي بحقيبة "سامسونايت فاخرة"، تأتي مفككة الأنابيب والـ"بطن" الهوائي، فيُصار الى تركيبها أمام الحاضرين، وسط ذهول البعض، ولا مبالاة المخضرمين. فقد وعد العريس هذه المرة بإدخال الـ"مجوز" ضمن مخططاته للياليه المميزة، أقول "ليالي"؛ ذلك أن سهرات الأعراس تلك الأيام، كانت طقوسها تتم على ثلاثة أيامٍ متتالية، وفي كل يوم، ترى الولائم وقد رفدت السهرة بنكهة الكرم المتميزة.
تبدأ السماعة الوحيدة المتوفرة بالصياح، معلنةً بدء حفلة الليلة المضيئة، فرحاً وانفراجاً، يبدأ التحلق بحلقة الـ"دبكة" من الطلق الجديد، فتراهم يبدؤون بإظهار عفوية مهاراتهم المبتدئة في الدبكة، إلى أن ينهرهم أحد قيادات الدبكة في البلد، الذي يمسك تلك الـ"دبسة" مخشرمة الرأس، فتبدأ الجموع بالانهمار على الساحة، ويبدأ الغبار بالثوران من حولهم، فترى بعض الشباب حديثي السن، يمسكون إبريقاً بلاستيكياً يرشون منه الماء اللازم لإطفاء دخان الأرض المتصاعد. يحمى وطيس الوغى، تتقافز الاقدام في دبكاتها، والـ"دبسة" في طيران مستمر، يبدأ العرق بالانهمار من أصحابه، فيرمي أحد أهل العرس بتلك المنشفة لقائد الجولة، او ما يسمى مجازاً بـ"الأول"، يبدؤون بالـ"دوخان" من شدة تعبهم، فتراهم يضربون أرجل الجالسين في الصفوف الأمامية بغير ذي قصد منهم، ويكملون جولتهم، الكل يكلل الفرح بابتسامات الطيبة الأصيلة، يكملون جولتهم، لينتظرهم صاحب الطاولة المستديرة، بمائه البارد، وقهوته العربية، فيرتاحون تمهيداً لجولتهم القادمة من فرحهم، وما بين الفينة والأخرى، جولة الشاي "بالبهار" المعتادة.
تنتهي طقوس الفرح ذات الحركة السريعة، وتبدأ طقوس الاختتام الجدّية، إنها متلازمات "الحناء"، فيبدؤونها بـ"زفة" العريس من مدخل الحارة ليقابل أمه على باب بيتها، والزغاريد تطاول عنان السماء فرحاً وابتهاجاً. حتى إذا انفضت الزفة وأهازيجها؛ وضعوا بعض كراسي البيت فوق بعضها، ذلك أن كراسي العرس الملونة لا تصلح للتثبيت، لأنها تتمتع بميزة غريبة، وهي زيادة ميلان ارتفاعها كلما ازداد عدد الكراسي! فيضطر الحاضرون إلى استجلاب المدد اللازم من الأموال "الخاصة"، إلا أن مناسبة كهذه تستحق التضحية من أجلها. فتراهم يُجلسون العريس على أعلاها، بينما يقوم اثنان من المشهود لهما بحسن الأداء، بـ"تحنية" يديه من طبق الحناء المزركش بالورود البلاستيكية والشموع، وهستيريا الأهازيج والزغاريد من حولهم على قدمٍ وساق.
للنساء أدوارهن المهمة في هذه الطقوس، فتراهن يتجمهرن أعلى سطوح المنازل المجاورة أثناء حلقات الدبكة المتتابعة بلا انقطاع، بحثاً عن متعةٍ قد حرمن منها بموجب صكوك التقاليد لدينا، والزغاريد تملأ الساحات وترج بيوت الحارة رجاً، ووقت الحناء، ترى أم العريس وأخواته، يرمون "توفي بلازا الفاخر"، الذي لم يكن يوما فاخراً! وكم وددت أن آكل نكهة غير "الكاكاو" منه على مر الزمان! فيفرح بجَمعِه الأطفال، و"يطرحن" به رؤوس الكبار، إلا أن كل ذلك يهون بمقابل فرحة الحي بأكمله بذلك الشاب.
شخصياً؛ لن أستبدل ربع مخزوني من ذاكرة بلادي، بكل أبراج العالم وبترولهم، من لاس فيغاس إلى شنغهاي..
ودمتم..[center] | |
|
| |
عماد الصالح المدير العام
المشاركات : 16517 نقاط المساهمات : 26589 الشعبيه : 435 تاريخ التسجيل : 22/11/2009 العمر : 48 الموقع : قلوب الحبايب العمل/الترفيه : اسرة القلم المزاج : مسافر في كل الارجاء (مدمن تفكير)
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الأربعاء يناير 04, 2012 9:24 pm | |
| هههههههههههههههه بصراحه روعه مسيو هيثم
رغم الفكاهة الواضحه في الموضوع والاسلوب التهكمي المعهود
لما نسميه بجيل الثمانينات والتسعينات الا انه فعلا كان الجيل الذهبي
وكان بدء انهيار العلاقات الاجتماعيه والعادات والتقاليد المعروفه بعيد ذلك الزمن الجميل
الذي كنا فعلا نشعر بالفرح فيه وقت الفرح ونحزن لاحزان غيرنا
لكن الوقت والتكنولوجيا والتطور المزعوم كان سريعا مثل الوقت وسرعان
ما انتهى العصر الذهبي ليستبدل بالعصر الالكتروني واقتصار الافراح على يوم بدل ثلاثه والحداد
لا ينطبق الا على اصحابه والبقيه لا شأن لهم
رحم الله ذلك الزمن الذي يبدو قريبا من ناحيه التوقيت الزمني
الا انه جيل اخر بتفاصيل مغايرة
مشكور هيثم للموضوع والحكايه الرائعه جدا
يسلمو ايديك ويعطيك الف عافيه لقلبك
| |
|
| |
راشد الكاسر مدير العلاقات العامة
المشاركات : 19882 نقاط المساهمات : 30950 الشعبيه : 51 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 50
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الثلاثاء مارس 06, 2012 10:00 am | |
| | |
|
| |
قمر الزمان عضو ادارة
المشاركات : 90649 نقاط المساهمات : 171880 الشعبيه : 290 تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 46 الموقع : منتدى اسره القلم العمل/الترفيه : بتثقف المزاج : الحمدلله
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الثلاثاء مارس 06, 2012 10:36 pm | |
| | |
|
| |
شيرين مصطفى عضو متقدم
المشاركات : 701 نقاط المساهمات : 1485 الشعبيه : 1 تاريخ التسجيل : 31/07/2011 العمر : 47
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الأحد مارس 18, 2012 12:31 am | |
| شكرا للمجهود الجميل
ابداع وتميز
بارك الله فيك عالقصه الجميله | |
|
| |
ندى العمر المراقبة العامة
المشاركات : 19202 نقاط المساهمات : 33241 الشعبيه : 72 تاريخ التسجيل : 27/07/2012 الموقع : منتدى اسرة القلم المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الإثنين أغسطس 27, 2012 5:13 pm | |
| | |
|
| |
ندى العمر المراقبة العامة
المشاركات : 19202 نقاط المساهمات : 33241 الشعبيه : 72 تاريخ التسجيل : 27/07/2012 الموقع : منتدى اسرة القلم المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الخميس نوفمبر 22, 2012 3:20 am | |
| | |
|
| |
غريب الروح يوبيل القلم الذهبي
المشاركات : 102389 نقاط المساهمات : 161265 الشعبيه : 90 تاريخ التسجيل : 24/08/2012 العمر : 44
| موضوع: رد: افراح......حارتنا السبت نوفمبر 24, 2012 6:28 pm | |
| | |
|
| |
شمس المنتدى المديرة التنفيذية
المشاركات : 24337 نقاط المساهمات : 41147 الشعبيه : 124 تاريخ التسجيل : 27/11/2009 العمر : 43 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : منتدانا الغالي المزاج : اخر رواق
| موضوع: رد: افراح......حارتنا السبت فبراير 23, 2013 6:14 pm | |
| يعطيك الف عافية طرح رااائع ومفيد | |
|
| |
ابو النور الصالح عضو ملكي
المشاركات : 7445 نقاط المساهمات : 11413 الشعبيه : 22 تاريخ التسجيل : 27/08/2012 العمر : 51
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الإثنين مارس 11, 2013 1:08 am | |
| جميل ما خططت والاجمل ما كتبت سلمت يمينك | |
|
| |
وداع الايام عضو نشيط
المشاركات : 298 نقاط المساهمات : 2003 الشعبيه : 2 تاريخ التسجيل : 30/10/2010 العمر : 63
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الإثنين أبريل 08, 2013 5:06 pm | |
| يسلمو ايديك ويعطيك الف عافيه لقلبك حكاية رائعه | |
|
| |
شايل جروحه بروحه عضو سوبر
المشاركات : 1750 نقاط المساهمات : 4176 الشعبيه : 3 تاريخ التسجيل : 22/10/2012 العمر : 40
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الإثنين أبريل 15, 2013 9:03 pm | |
| يعطيك العافيه على القصه المميزه انتقاء رائع ومميز لا تحرمنا جديدك تقبل مروري واحترامي
| |
|
| |
فايز دويك عضو نشيط
المشاركات : 237 نقاط المساهمات : 696 الشعبيه : 0 تاريخ التسجيل : 31/07/2011 العمر : 35
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الجمعة مايو 10, 2013 1:28 pm | |
| قصه معبرة شكرا لك وبارك الله فيك | |
|
| |
شلال الحب القلم الفضي
المشاركات : 11306 نقاط المساهمات : 17061 الشعبيه : 16 تاريخ التسجيل : 22/06/2011 العمر : 20 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : اســــــــــرة الـــــــــــــــــــــــــــقلــــــــــــم المزاج : بجنن
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الإثنين يونيو 10, 2013 12:50 pm | |
| | |
|
| |
شلال الحب القلم الفضي
المشاركات : 11306 نقاط المساهمات : 17061 الشعبيه : 16 تاريخ التسجيل : 22/06/2011 العمر : 20 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : اســــــــــرة الـــــــــــــــــــــــــــقلــــــــــــم المزاج : بجنن
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الإثنين يونيو 17, 2013 10:41 am | |
|
جميل جداا اياد
شكراا للموضوع القيم
مع اني لم اقرأ في الانجيل هذه الرواية ..!!
قطعاا الصدق هو النجاة
و الطمع و الكذب هو الهلاك
راقتني جداا صفحتك الرائعة
ننتظر دوم جديدك الراقي
يسلمووووووووو للمجهود
كون بخير دومااا
| |
|
| |
شلال الحب القلم الفضي
المشاركات : 11306 نقاط المساهمات : 17061 الشعبيه : 16 تاريخ التسجيل : 22/06/2011 العمر : 20 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : اســــــــــرة الـــــــــــــــــــــــــــقلــــــــــــم المزاج : بجنن
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الثلاثاء يونيو 25, 2013 8:01 pm | |
| | |
|
| |
غريب الروح يوبيل القلم الذهبي
المشاركات : 102389 نقاط المساهمات : 161265 الشعبيه : 90 تاريخ التسجيل : 24/08/2012 العمر : 44
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الأربعاء أكتوبر 30, 2013 6:49 am | |
| - م.هيثم كتب:
- الزمان/ مساء أحد أيام فصول الصيف في عقد التسعينات
المكان/ مثلث حارتنا..!
يلتم جميع أطفال الحارة، يتحلقون حول ذلك الرجل الكبير، يخافون لمسه من شدة رهبتهم من عمله في الكهرباء، يكمل عدته في تلك الزاوية، فتراه وقد انسحب واضعاً "كمّاشته" في جيب بنطاله الـ"جنقل"، ينسحب بهدوء، فتنفرج الحلقة عن حوله وتمشي معه على شكل خطين متوازيين، إلى الزاوية التالية لعمله، فيشد ذلك الحبل الكهربائي وراءه، وقد تعلقت به "سوكات" لتجربة الإضاءة، لهذا اليوم لم أدرِ بعدُ السبب وراء إغفال بعض هذه الـ"سوك" من الـ"لمبات"، أتراه توفيراً للكهرباء؟ لا أعلم.
يبدأ أخوة العريس الأطفال بتوزيع الكراسي البلاستيكية الملساء، أكثرها بلا "مراكي"، لها من الألوان أزهاها، يوزعونها على طرفي الطريق، وفي صفوف شبه منتظمة، ترى الفرحة واضحةً على وجوههم الصغيرة، فيأتي الأخ الأوسط عمراً بتلك الطاولة المستديرة الكبيرة، ليضعها بجانب الكراسي، وعلى طرفٍ بعيدٍ منها، ويرجع قافزاً عن كل الدرجات صعوداً، ليجلب برادات المياه الباردة، و"صينية" كاسات مزركشة، أغلبها مذهّب اللون، كتب عليها بأحرفٍ مزركشةٍ باهتة (أهلا وسهلا)، ويرجع كرةً أخرى، ليجلب دلال القهوة العربية وسخّاناتها، والفناجين البيضاء الكبيرة، مغموسةً بمياه ذلك الـ"طشت الأحمر"، طمعاً في تنظيفها بين فترةٍ وأخرى، إذا أتاح الوقت ذلك، أو إذا أفلح بذلك صابّ القهوة المسؤول!
يبدأ الضيوف بالورود على منصات تلك الكراسي، الأول فالأول، فمن يأتي متأخراً، فقد أضاع على نفسه فرصةً ذهبية بالتعرف على أحدث حركات "الدبكة"، وأكثرها تطوراً، فترى الناس يستأسدون في الوصول إلى أقرب نقطة مراقبة، ما لم يكونوا من المشاركين، واكتفوا بالمشاهدة وتوزيع الابتسامات.
الغريب في سهرة هذا العريس، هو ما توعد به الجموع، بأنه سيجلب آلةً موسيقية غير معتادة، فبالاضافة لما اعتاد عليه مجتمعنا الصغير بالـ"قربة" وارهاصاتها وطقوس تركيبها، حيث أنها تأتي بحقيبة "سامسونايت فاخرة"، تأتي مفككة الأنابيب والـ"بطن" الهوائي، فيُصار الى تركيبها أمام الحاضرين، وسط ذهول البعض، ولا مبالاة المخضرمين. فقد وعد العريس هذه المرة بإدخال الـ"مجوز" ضمن مخططاته للياليه المميزة، أقول "ليالي"؛ ذلك أن سهرات الأعراس تلك الأيام، كانت طقوسها تتم على ثلاثة أيامٍ متتالية، وفي كل يوم، ترى الولائم وقد رفدت السهرة بنكهة الكرم المتميزة.
تبدأ السماعة الوحيدة المتوفرة بالصياح، معلنةً بدء حفلة الليلة المضيئة، فرحاً وانفراجاً، يبدأ التحلق بحلقة الـ"دبكة" من الطلق الجديد، فتراهم يبدؤون بإظهار عفوية مهاراتهم المبتدئة في الدبكة، إلى أن ينهرهم أحد قيادات الدبكة في البلد، الذي يمسك تلك الـ"دبسة" مخشرمة الرأس، فتبدأ الجموع بالانهمار على الساحة، ويبدأ الغبار بالثوران من حولهم، فترى بعض الشباب حديثي السن، يمسكون إبريقاً بلاستيكياً يرشون منه الماء اللازم لإطفاء دخان الأرض المتصاعد. يحمى وطيس الوغى، تتقافز الاقدام في دبكاتها، والـ"دبسة" في طيران مستمر، يبدأ العرق بالانهمار من أصحابه، فيرمي أحد أهل العرس بتلك المنشفة لقائد الجولة، او ما يسمى مجازاً بـ"الأول"، يبدؤون بالـ"دوخان" من شدة تعبهم، فتراهم يضربون أرجل الجالسين في الصفوف الأمامية بغير ذي قصد منهم، ويكملون جولتهم، الكل يكلل الفرح بابتسامات الطيبة الأصيلة، يكملون جولتهم، لينتظرهم صاحب الطاولة المستديرة، بمائه البارد، وقهوته العربية، فيرتاحون تمهيداً لجولتهم القادمة من فرحهم، وما بين الفينة والأخرى، جولة الشاي "بالبهار" المعتادة.
تنتهي طقوس الفرح ذات الحركة السريعة، وتبدأ طقوس الاختتام الجدّية، إنها متلازمات "الحناء"، فيبدؤونها بـ"زفة" العريس من مدخل الحارة ليقابل أمه على باب بيتها، والزغاريد تطاول عنان السماء فرحاً وابتهاجاً. حتى إذا انفضت الزفة وأهازيجها؛ وضعوا بعض كراسي البيت فوق بعضها، ذلك أن كراسي العرس الملونة لا تصلح للتثبيت، لأنها تتمتع بميزة غريبة، وهي زيادة ميلان ارتفاعها كلما ازداد عدد الكراسي! فيضطر الحاضرون إلى استجلاب المدد اللازم من الأموال "الخاصة"، إلا أن مناسبة كهذه تستحق التضحية من أجلها. فتراهم يُجلسون العريس على أعلاها، بينما يقوم اثنان من المشهود لهما بحسن الأداء، بـ"تحنية" يديه من طبق الحناء المزركش بالورود البلاستيكية والشموع، وهستيريا الأهازيج والزغاريد من حولهم على قدمٍ وساق.
للنساء أدوارهن المهمة في هذه الطقوس، فتراهن يتجمهرن أعلى سطوح المنازل المجاورة أثناء حلقات الدبكة المتتابعة بلا انقطاع، بحثاً عن متعةٍ قد حرمن منها بموجب صكوك التقاليد لدينا، والزغاريد تملأ الساحات وترج بيوت الحارة رجاً، ووقت الحناء، ترى أم العريس وأخواته، يرمون "توفي بلازا الفاخر"، الذي لم يكن يوما فاخراً! وكم وددت أن آكل نكهة غير "الكاكاو" منه على مر الزمان! فيفرح بجَمعِه الأطفال، و"يطرحن" به رؤوس الكبار، إلا أن كل ذلك يهون بمقابل فرحة الحي بأكمله بذلك الشاب.
شخصياً؛ لن أستبدل ربع مخزوني من ذاكرة بلادي، بكل أبراج العالم وبترولهم، من لاس فيغاس إلى شنغهاي..
ودمتم..[center] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
Mahmoud Samir عضو متميز
المشاركات : 508 نقاط المساهمات : 645 الشعبيه : 0 تاريخ التسجيل : 21/07/2012 العمر : 36
| موضوع: رد: افراح......حارتنا الإثنين نوفمبر 25, 2013 3:17 pm | |
| شكرا لك على كل الجهود والنقل الرائع والاختيار الجميل | |
|
| |
| افراح......حارتنا | |
|