[quote="امرؤ القيس"]السؤال الأول:
ما هي علامات محبة الله عزوجل للعبد ؟
1 - اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قال تعالى في كتابه الكريم
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور
رحيم" فحب الله لعبده مرتبط ارتباطًا وثيقًا باتباع هذا العبد لسنة نبيه
صلى الله عليه وسلم بكل ما قال وما عمل.
2 - محبة المؤمنين والتواضع لهم: حيث قال تعالى في كتابه الكريم "يا أيها
الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة
على المؤمنين" في هذه الآية ذكر لصفات القوم الذين يحبهم الله، وكانت أولى
هذه الصفات التواضع وعدم التكبر عليهم، وتقديم المسامحة والعفو على
الانتقام، ويبتعد عن الخلاف الذي يوغر الصدور.
3 - أعزة على الكافرين: فلا يذل لهم ولا يخضع، ولا يتبعهم ويأخذ منهم
القوانين والأخلاق، ولا يواليهم ويعينهم على المسلمين، وأن يشعر أن ما لديه
أرفع مما لديهم من الباطل.
4 - يجاهدون في سبيل الله: وهي الصفة الثالثة التي ذكرت في الآيات، ومعنى
الجهاد: جهاد الأعداء وجهاد النفس وإخضاعها لما يحب الله، جهاد الشيطان وما
يلقي في النفس من الباطل، جهاد الهوى فهو في تزكية دائمة لنفسه، حتى يصل
إلى الجنة.
5 - ولا يخافون لومة لائم: وهي الصفة الرابعة في الآيات، فعندما يقوم
بواجبه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يهمه من يلومه، وكذلك إذا ما
قام بالتزامه بأوامر دينه لا يهمه من يستهزئ به ويلومه، كما لا يكون هذا
اللوم عائقًا يمنعه من القيام بواجبه.
6 - القيام بالفرائض:وذلك لما جاء في صحيح البخاري "من عادى لي وليًا فقد
آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه…".
7 - القيام بالنوافل: وتكملة الحديث السابق "وما زال عبدي يتقرب إلى
بالنوافل حتى أحبه" والنوافل كل عبادة ليست فرضًا، كقراءة القرآن والصدقات
والأذكار وزيارة المقابر ومساعدة الضعفاء.
8 - الحبّ في الله: حيث ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه
ما رواه أحمد وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه: "حقت
محبتي للمتحابين فيّ..." فكلما أحببت أخاك في الله أحبك الله.
9 - التواصل في الله: وتكملة الحديث السابق "وحقت محبتي للمتواصلين فيّ..."
أي أن تكون العلاقات والصلة مبنية على محبة الله لا لمصلحة من مصالح
الدنيا.
10- التناصح في الله: تكملة الحديث "وحقت محبتي للمتناصحين فيّ...".
11- التزاور في الله: "وحقت محبتي للمتزاورين فيّ...".
12- التباذل في الله: "وحقت محبتي للمتباذلين فيّ…" أي يبذل كل منهم ما لديه لأخيه لله وليس لأي غرض من أغراض الدنيا.
هذه بعض صفات محبة الله للعباد نسأل الله تعالى أن نكون من عبيده الذين يحبهم".
وهناك أيضاً حبّ الناس له والقبول في الأرض ، كما في حديث البخاري: "إذا
أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي
جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له
القبول في الأرض".
وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أسباب حبِّ الناس له في الحديث: "أحبُّ
الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على
مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي
مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً، في مسجد
المدينة، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه
أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى
يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام" المعجم الصغير".
فاللهـــــم اجعلنا من أحبابــــــك
فإذا أحبك الله فلا تسل عن الخير الذي سيصيبك .. والفضل الذي سينالك ..
فيكفي أن تعلم بأنك " حبيب الله " .. فمن الثمرات العظيمة لمحبة الله لعبده
ما يلي :
أولاً : حبُّ الناسِ له والقبول في الأرض ، كما في حديث البخاري (3209) : "
إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل
فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم
يوضع له القبول في الأرض " .
ثانياً : ما ذكره الله سبحانه في الحديث القدسي من فضائل عظيمة تلحق أحبابه
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا
فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ
أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي
يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ
كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ
وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ
سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا
تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ
الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ " رواه
البخاري 6502
فقد اشتمل هذا الحديث القدسي على عدة فوائد لمحبة الله لعبده :
1- " كنت سمعه الذي يسمع به " أي أنه لا يسمع إلا ما يُحبه الله ..
2- " وبصره الذي يبصر به " فلا يرى إلا ما يُحبه الله ..
3- " ويده التي يبطش بها " فلا يعمل بيده إلا ما يرضاه الله ..
4- " ورجله التي يمشي بها " فلا يذهب إلا إلى ما يحبه الله ..
5- " وإن سألني لأعطينه " فدعاءه مسموع وسؤاله مجاب ..
6- " وإن استعاذني لأعيذنه " فهو محفوظٌ بحفظ الله له من كل سوء ..
نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته .......
أخي الداعية: تريد حبَّ الله تعالى؟ التزم الفرائض وتزود بالنوافل، واتبع
نبيك صلى الله عليه وسلم، وكن نافعاً للناس، شاركهم حياتهم، زرهم، ابذل
لهم، اخدمهم، اسع في حاجتهم، أدخل السرور إلى قلوبهم.
افعل ذلك وسينادي الله تعالى جبريل عليه السلام ليخبره أنه يحبك...
وتذكروااا
تعصي الإله وأنت تظهر حبَّه... هذا لعمري في الفعال بديعُ
لو كان حبُّك صادقًا لأطعـته... إن المحـب لمـن يـحـب مطـيعُ
المجيب
الشيخ الالباني رحمه الله
عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال : « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ
تعالى العَبْدَ ، نَادَى جِبْريل : إِنَّ اللَّه تعالى يُحِبُّ فُلاناً ،
فَأَحْبِبْهُ ، فَيُحبُّهُ جِبْريلَ ، فَيُنَادى في أَهْلِ السَّمَاء :
إِنَّ اللَّه يُحِبُّ فُلاناً ، فَأَحِبوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ
السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوْضَعُ له القَبُولُ في الأَرْضِ » متفقٌ عليه.
السؤال الثاني:
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى
يا ابن آدَمَ إِنَّكَ مَا
دَعَوتَنِى وَرَجَوتَنِى غَفَرتُ لَكَ عَلى مَا كَانَ مِنكَ وَلاَ أُبَالِى.... ).
ما هي أسباب المغفرة الواردة في الحديث ؟
الخطابُ في الحديث لبني آدم، وهو مشتملٌ
على أنَّ من أسباب مغفرة الذنوب دعاء الله ورجاءه مغفرةَ الذنوب
والاستغفار منها والإخلاص لله والسلامة من الشرك، ومعنى مغفرة الذنوب سترها
عن الخلق والتجاوز عنها، فلا يُعاقب عليها.
قوله: "يا ابن آدم! إنَّك ما دعوتَني ورجوتنِي غفرتُ لك على ما كان منك
ولا أبالي"، دعاء العبد ربّه مغفرة ذنوبه، ورجاؤه ذلك منه دون يأس، مع
التوبة من الذنوب يحصل به من الله المغفرة ولو عظُمت الذنوب وكثرت
وتكرَّرت، ولهذا قال:"على ما كان منك ولا أبالي"، ونظير هذا قول الله عزَّ
وجلَّ:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
من أسباب مغفرة الذنوب دعاء الله ورجاؤه من غير يأس.
3 فضل الاستغفار مع التوبة، وأنَّ الله يغفر للمستغفر ذنوبه ولو بلغت في الكثرة ما بلغت.
4 أنَّ الشركَ بالله هو الذنب الذي لا يُغفر، وأنَّ ما سواه تحت مشيئة الله.
5 فضل الإخلاص، وأنَّ الله يُكفِّر به الذنوبالسؤال الثالث:
قال تعالى: ( يَابَنِى آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ ).
أذكروا ما هي وسائل الشيطان في ابعاد الإنسان عن التوبة ؟
يُحَذِّر تَعَالَى بَنِي آدَم مِنْ إِبْلِيس وَقَبِيله مُبَيِّنًا لَهُمْ
عَدَاوَته الْقَدِيمَة لِأَبِي الْبَشَر آدَم عَلَيْهِ السَّلَام فِي
سَعْيه فِي إِخْرَاجه مِنْ الْجَنَّة الَّتِي هِيَ دَار النَّعِيم إِلَى
دَار التَّعَب وَالْعَنَاء وَالتَّسَبُّب فِي هَتْك عَوْرَته بَعْدَمَا
كَانَتْ مَسْتُورَة عَنْهُ وَمَا هَذَا إِلَّا عَنْ عَدَاوَة أَكِيدَة
وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّته أَوْلِيَاء
مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
انها متعددة، أهمها:
1ـ التزيين:
]الشيطان لايأتي للإنسان فيأمره بالشر وينهاه عن الخير بشكلٍ مباشر، ولكنه يتخذ النفس وسيلة للإغواء، والنفس تحب الشهوات، فيسلك الشيطان هذا السبيل،
2ـ التلبيس:
والشيطان هنا يحاول خداع العقل، فيحاول اقناعه بأن الذي تعتقد انه حرام، هو في الحقيقة حلال، لاشيء فيها اطلاقاً
!!
3ـ التسويف:
وهو هنا يستخدم طول الأمل في صرف الانسان عن التوبة والعمل الصالح، فان لم تنفع الطرق السابقة، ورآه مصمماً على التوبة،
وهو اسلوب آخر من اساليب الشيطان، يقول لك: لماذا تتوب؟ وماذا فعلت حتى تتوب؟ انت بالنسبة لغيرك من خيار الناس، انماالتوبةلأصحاب المعاصي الكثيرة والكبيرة، وأنت لست منهم، فلا تُشغل نفسك بذلك والله غفور رحيم، لا يؤاخد الناس بمثل ذلك،
5ـ التيئيس:
وهذا الاسلوب قد يجدي مع بعض الناس
الذين أسرفوا في المعصية في سابق حياتهم، ثم أرادوا التوبة، فغلب عليهم
جانب الخوف على جانب الرجاء، فيأتيهم الشيطان
من هذا الطريق، يقول لهم: ان الله لا يقبل توبة من كانت ذنوبه كثيرة
كذنوبك، كيف يقبل الله توبتك وانت الذي فعلت كذا وكذا.. ويذكره بكل معصية
كان فعلها..