شاع لدى كثيرٍ من حديثي العهد في هذا الزمان ، أن البابونج نباتٌ يشبه القراص ، وليس هو .
كما ذهب آخرون إلى أنّ البابونج هو نبات القراص .
لكنهم لا يعيرونك أيَّ انتباه إذا قلت لهم إنَّ البابونج ليس هذا ولا ذاك !
وإنما هو نبات الأقحوان .
وقدْ يبتسم بعضهم ابتسامة التعجب من عدم علمك بما تقول !
من أجل ذلك كتبتُ هذا الموضوع محققاً فيه على سبيل الاختصار غير المخلِّ المقصود بالبابونج عند العرب .ومن أين أخذوه .
المخصص لابن سيدةوالأقحوان الواحدة أقحوانة - البابونج والبابونك ...
وهو من الذكور طيب الريح له زهرة بيضاء صافية البياض ويضخم حتى يكون كأنه اللِمَم وورقه قبَل غيرُ منبسط كورق الشيح.!
لسان العرب( قحا ) القَحْوُ تأْسيس الأُقْحُوان وهي في التقدير أُفْعُلان :
من نبات الرَّبيع مُفَرَّضُ الورق دقيق العِيدان له نَور أَبيض كأَنه ثغر جارية حدَثةِ السن.
الأَزهري الأُقحُوانُ هو القُرَّاصُ عند العرب وهو البابُونج والبابونك عند الفرس.(وسوف نلتقي بالفرس بعد قليل)
وفي حديث قس بن ساعدة بَواسِق أُقْحوان الأُقحوان نبت تشبه به الأَسنان .
ووزنه أُفْعُلان والهمزة والنون زائدتان .
قال الجوهري وهو نبت طيب الريح حواليه ورق أَبيض ووسطه أَصفر .
ويصغر على أقَيْحِيٍّ لأَنه يجمع على أَقاحِيَّ بحذف الأَلف والنون .
وإِن شئتَ قلتَ أَقاحٍ بلا تشديد.
قال ابن بري عند قول الجوهري ويصغر على أُقَيْحِيٍّ قال هذا غلط منه
وصوابه أُقَيْحِيانٌ والواحدة أُقَيْحِيانةٌ لقولهم أَقاحِيَّ كما قالوا
ظُرَيْبانٌ في تصغير ظَرِبانٍ لقولهم ظَرابيَّ .
الأَزهري والعرب تقول رأَيتُ أَقاحِيَّ أَمْرِه كقولك رأَيت تَباشيرَ أَمره.
الكتاب : شرح نهج البلاغةوالاقحوان : البابونج الابيض ، وجمعه أقاح .
الكتاب : أدب الكتّابالأُقْحُوَان " البابونج، ويقال: هو القُرَّاص.(يقصد أنَّ الأقحوان يسمى القراص )
قال الأخطل:
كأنَّهُ منْ نَدَى القُرَّاصِ مُغتسلٌ ... بالوَرْسِ أو خَارِجٌ منْ بيتِ عَطَّارِ
الكتاب : المحكم والمحيط الأعظم لابن سيدةالأقحوانُ: البابونج أو القراص.
واحدته أقحوانة، ويجمع على أقاح، وقد حكى قُحْوانٌ، ولم ير إلا في شعر ولعله على الضرورة كقولهم في حد الاضطرار: سامة في أسامة.
ودواء مَقحُوٌّ ومُقَحيًّ: جعل فيه الأقحوان.
والأُقحوانَةُ: موضع بالبادية، قال:
مَنْ كان يسألُ عَنَّا أينَ مَنزِلُنا ... فالأُقحوانَةُ مِنَّا منزِلٌ قَمَنُ.
الكتاب : الصحاح في اللغة للجوهريالأُقْحُوانُ: البابونج، على أُفْعُلانٍ، وهو نبتٌ طيِّبُ الريح، حواليه ورقٌ أبيض، ووسطه أصفر!
ويصغَّر على أُقَيْحِيٌّ لأنَّه يجمع على أقاحِيّ بحذف الألف والنون، وإن
شئت قلت أَقاحٍ بلا تشديد. والمَقْحُوُّ من الأدوية: الذي فيه
الأُقْحُوانُ.
هذا ما وجدتُه في كتب السابقين من أهل اللسان العربي .
وما دام البابونج ليس عربياً !
كما تقدم في كتاب لسان العرب : عن الأَزهري قال: الأُقحُوانُ هو القُرَّاصُ عند العرب. وهو البابُونج والبابونك عند الفرس.!
بل هو فارسي سألنا بني فارس عن ماذا يعنون بالبابونج .
لأنهم هم أهل التسمية التي انتقلت إلى العرب .قلنا لهم : سبق أن تسرَّب
البابونج من لسانكم وسال على لساننا وعرفه آباؤنا وأطلقوه على نبات
(الأقحوان )
وذلك قبل قرون متطاولة من الزمان فقهها عنكم أسلافنا واختلف فيها أحفادهم ونحن منهم ؟؟
(فكما عقدتم الشعور ففكوها).
فقالوا نعم على الخبير سقطت !
فنحن الذين سمينا هذا النبات بهذا الاسم (البابونج) و(البابونك).ولعلنا أخذناه عن غيرنا قديماً.
ولكن هذين الاسمين لم نعدْ نستخدمهما اليوم !
بلْ تحول اللفظ إلى (بابونه) !
قلتُ لهم نعم تغير اللفظ إلى ماذكرتم !
لكنَّ المهم الآن ما هو النبات الذي تسمونه البابونج ؟
هل هو :
القراص ؟
أم نبتٌ زعم بعض قومنا أنه (البابونج)؟ يشبه القراص .
أم الأقحوان ؟
فقالوا : لا... إنه الأقحوان .
هكذا أجمعوا عليه ! ولم يخالف في ذلك مخالف .
وهكذا هو في جميع العالم .
وعدتُ إلى المعنيين من الصيادلة بعلم النبات فوجدت عندهم الآتي :
فهذا عبدالباسط السيد عالم النبات المشهور يتكلم عن البابونج وفوائده السحرية ويأتي لنا بصورة الأقحوان .
وهذا الدكتور :جابر القحطاني : يتكلم عن البابونج ويجعله الأقحوان .
فأفادوا : بأنهم يقصدون به الأقحوان !
وأنهم تغير لديهم الاسم القديم من البابونج أو البابونك إلى (بابونه).
وقال في تاج العروسالبَابُونَجُ" وهو نَوْرُ الأُقْحُوانِ الأَصْفَرِ إِذا يَبِسَ.
والقُرَّاصُ كرُمَّانٍ : البَابُونَجُ " وهو نَوْرُ الأُقْحُوانِ
الأَصْفَرِ إِذا يَبِسَ الوَاحدَةُ بهاءٍ . هكذا نَقَلَه الجَوْهَريّ عن
أَبي عَمْرٍو .
وبعد هذا التحقيق المثمر بحمد الله تعالى ، ما هو الأقحوان ؟
هو با بونج الصحراء .
اسمه اللاتيني :
Anthemis deserti
وهو من فصيلة زهرة الربيع التي تسمى باللاتينية
كومبوزيتا
من أسمائه باللغة العربية
الأقحوان ــ قربيان ــ
وفي العامية ينطق : قحويان بالجيم المشامة بالسين على طريقة بعض أهل نجد .
وهو نبات موسمي ، ينبتُ في الأراضي الرملية ذات الطمي . وفي بعض المناطق يغطي مساحات شاسعة من الفيافي ...
وله أزهار بيضاء نقية تملأ النفوس بهجة وانشراحاً...
ويشبهون ببتلاته البيضاء الصافية المؤشرة ، أسنان الجواري ...
من ذلك قول الشاعر :
لك من ثغره ومن خدِّه ما ..... ما شئتَ من أقحوانٍ أو جلَّنار .
والجلَّنار : اسمٌ لزهر الرمان .
وقال عمر بن أبي ربيعة
وتبسم عن ثغر شتيت نباته ...... له أشرٌ كالأقحوان المنوِّرِ.
وقال الآخر:
فابتسمت عن نيِّرٍ واضحٍ ...... مفلَّجٍ عذبٍ إذا قُبِّلا
كأقحوان الرَّمل في حائرٍ....... أو كسنا البرقِ إذا هللا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]