عماد الصالح
المدير العام
  
المشاركات : 16518
نقاط المساهمات : 26594
الشعبيه : 435
تاريخ التسجيل : 22/11/2009
العمر : 48
الموقع : قلوب الحبايب
العمل/الترفيه : اسرة القلم
المزاج : مسافر في كل الارجاء (مدمن تفكير)
 |  موضوع: خاطرة اواه امي  الجمعة نوفمبر 27, 2009 6:19 pm | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ابحث عنكي بكل شجوني اواه امي هلا تجيبيني
اقلب صفحات زماني وابحث بكل سنيني عن غائبه عن الارض ترى هل في الجنة تنتظريني اواه امي اواه امي اواه امي انتظريني
كلماتي هذه هي ذكراها اهديها من قلبي لقلبها
هذا جزء من روايتي التي لن تنتهي الا حين القاها
لازلت
اذكرها لحظه لن انساها كرهت عيني وكرهت نومي فما ان طغى النوم علي ونمت
دونما ادري وفي نومي سمعتها صوت صرخة من غرفتها صحوت كالمجنون ذهبت اليها
لأجد..... أجد ماذا.....اجد امي تشهق انفاسها الاخيره....
وتطلب
مني ان امد يداي بيديها فضمت يداي وبصوت خافت فيه الالم وفيه الحسرة على
الدنيا التي اخفت صوتها بالامها ولم تزل توصيني على نفسي حتى النفس الاخير
وتفتح
راحة يديها وتسيلان كالنهر على جنبها فدوت مني صرخة فيها الحزن والالم
فيها العذاب والحرمان فيها مصيري الاحمق وارتميت على صدرها وتقلبت في
خاطري صفحات لماض قريب بعيد ابتدأ بالالم وانتهى بالالم اه عزرائيل في شوق
ولهفة انا لك فخذني معها اذهب بي حيث تذهب بها لا........لا....... تتركني
وحدي فقد فقدت كل امالي لأنها كانت املي الوحيد ارجوك ملك الموت لا تتركني
اموت حيا شهيد الالام والاحزان شهيد الدنيا شهيد الحياة امسك جرحي بيدي
واضعه في اعماقي اسير الموت انا ............اسير الموت
انا.........وضممتها ودمعتي لا تفارقني وتذكرت طفولتي ....... تذكرت كيف
كانت تلفني برداء الحنان وتضعني في احضانها فأغيب في غفوة طفولية على
صدرها فيها الكثير من للاحلام ...لأصحو واجد نفسي ما زلت في احضانها
وتبتسم لي دائما ...وتخاف علي من اي شئ ولا اجد كلمة اقولها ...
ومازلت
اروي احداثي والحزن يضمني ..وانظر الى جسدها المنهك والى وجهها المبتسم
حتى بعد وداع الروح.... واقبلها ودمعتي تسقط على وجهها بحرارة ...ترجوها
العوده ....ولكن............
احملها بكلتا يدي ...ادور بها ارجاء الحي
....اخبرهم اني مودع امي ...اخبرهم بما في احشائي من الام ...احدثهم عن
صيرورة قلبي ...اروي لهم قصتي...واهل الحي يتسارعون ورائي لفراق المرأة
الوديعة...الأم الحنونة....الزوجة الوفية.....المخلصة الرائعة
....المفارقة المسكينة ....
يخرج اهل الحي واهل البلدة صغارا وكبار ...نساء واطفال...لوداع....................
اجمل وارق واعذب انسان سكن الحي.....
جميعهم خرجوا لوداع امي ...حبيبة الاطفال ..وسر النساء ....واخت الرجال...
العظيمة الرائعة ...انتهت حياتها ... وهاهو اللقاء الاخير والوداع الاخير ... والوجه الجميل الاخير ......حسناء البلدة
ودعت
روحها ....كل شارع في الحي ...كل شجرة زيتون روتها بدمعها...كل حجر قاس
لان امام عطفها...لحظاتها الاخيرة فوق الارض .... وبعد قليل ...اه من بعد
قليل
عدت بها الى البيت.....ودخلت بعض الجارات ....لغسيل هذا الجسد الطاهر
ولفه
ببياض لايضاهي نور وجهها....ورشها بأجمل عطر كانت تحبه....وضم الورد
لتابوت خشبي....وانتهت قصتها....في كل النفوس الانفسي...وصلى اهل البلدة
عليها وساقوا على اكتافهم نعشها...واطلقوا بعض الرصاصات في
الهواء....وصلنا الى مقبرة البلدة...وحفار القبور ينثر التراب بحرقه...
وكأنه يحفر قبره..
اه يا لاهول المنظر عندما انزلوها الى قبرها بلدة عن بكرة ابيها تضج بالدموع
ونثروا فوقها التراب ...وعانق الحب الخيال...وعانق التراب الجمال....والكوخ القديم ..فارق الاحبه..واقيم العزاء وصارت امي ذكرى.
رجائي
لكم احبائي من لديه ام الايحب احدا مثلها وان لا يزعلها وان يخاف عليها
اكثر من اي شئ فكل شئ يمكن تعويضه الا الأم الأم الأم وبدونها الحياة الأم
بدون همزه
احبوا امهاتكم اطلبوا رضاهم قبلوا يداهم ولا تنسوا الاب فهو من صنعك وهومن جاء بك مع امك الى هذه الدنيا وبغيرهما لا طعم للحياة
ملاحظه: هي امي التي احببتها لانها حضنتني سنين عمري وحافظت على دوام المحبه في بيتنا
وليست هي التي ولدتني
|
| |
|
