| موعد اخر ... | |
|
+10كلارك الاسد HAMSALHB آوْهـ ُِـ ُِـ ُِـامْ شمس المنتدى امير الورد كارمن Hassan Rashid Malak سندرا ساره 14 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ساره عضو متألق
المشاركات : 4058 نقاط المساهمات : 8192 الشعبيه : 18 تاريخ التسجيل : 29/01/2010 العمر : 41 الموقع : الحنين
| موضوع: موعد اخر ... الأربعاء يوليو 14, 2010 10:39 pm | |
| وقف جان في المحطة مزهوّا ببدلته العسكرية الأنيقة، وراح يراقب وجوه الناس وهم ينحدرون من القطار واحدا بعد الآخر. كان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط. قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهرا، كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتابا وراح يقلب صفحاته.
لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة.
أدرك من خلال قرائتها بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق، وشعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب.
ذهب إلى البيت وراح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف، كتب لها ومنذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة وتوطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها. خلال تلك المدة، اُستدعي للخدمة وغادر أمريكا متوجها إلى إحدى القواعد العسكرية التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية.
بعد غياب دام عاما، عاد إلى فلوريدا واستأنف علاقته بتلك السيدة التي أكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر وتوقع أن تكون في غاية الجمال. أتفقا على موعد لتزوره، وبناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته.
شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياما، وراح يمعن في كل وجه على حدة. لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة وشعرها الأشقر الجميل، وقال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها!
شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله، لكنه استجمع قواه واقترب بضع خطوات باتجاها مبتسما وملوحا بيده. كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه وتجاوزته، ولاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها، امتد الشيب ليغطي معظم رأسها وقد وضعت وردة حمراء على صدرها، تماما كما وعدته حبيبته أن تفعل.
شعر بخيبة أمل كبيرة: "ياإلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من عام، لأفاجئ بامرأة بعمر أمي وقد كذبت عليّ"
أخفى مشاعره وقرر في ثوان أن يكون لطيفا، لأنها ولمدة أكثر من عام ـ وبينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حيا.
استجمع قواه، حياها بأدب ومدّ يده مصافحا: أهلا، أنا الضابط جان وأتوقع بأنك السيدة مينال! قال يحدث نفسه: "إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"!، ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة: "تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معا" فردت: يابني، أنا لست السيدة مينال، ولا أعرف شيئا عما بينكما. ثم تابعت تقول:
قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة التي كانت ترتدي معطفا أخضر ومرت بقربك منذ لحظات، وأعطتني وردة حمراء وقالت: سيقابلك شخص في المحطة وسيظن بأنك أنا. إن كان لطيفا معك ودعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم، وإن لم يدعوك اتركيه وشأنه، لقد قالت لي بأنها تحاول أن تختبر إنسانيتك ومدى لطفك!!!.
عانقها شاكرا وركض باتجاه المطعم! ...............
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، وليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي. ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته، ولم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها، ومع ذلك لم يخرج عن أدبه،
بل ظل محتفظا برباطة جأشه. تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حيا ومتفائلا خلال الحرب، وحاول في لحظة أن يتناسى غشها، فكان لطيفا ودعاها إلى تناول الغداء. هناك مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم. تصوروا لو سمح هذا الشاب لغضبه أن يسيطر عليه، كم يوما من الندم كان سيعيش؟!!
| |
|
| |
سندرا القلم الماسي
المشاركات : 22013 نقاط المساهمات : 29864 الشعبيه : 73 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 42 الموقع : حياة الروح العمل/الترفيه : net المزاج : no
| موضوع: رد: موعد اخر ... الأربعاء يوليو 14, 2010 10:45 pm | |
| اشكرك ساره ولي عوده لمتابعه الموضوع ولكن احب ان اعلمك ان اضافه المواضيع يوم الاثنين والجمعه لذالك تم نقل الموضوع لمنتدى الانتظار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
Malak القلم الفضي
المشاركات : 11003 نقاط المساهمات : 11533 الشعبيه : 31 تاريخ التسجيل : 06/12/2009 العمر : 38 العمل/الترفيه : Eng المزاج : واقعــــــ ي ــــــة
| موضوع: رد: موعد اخر ... الجمعة يوليو 16, 2010 9:54 pm | |
| اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، وليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي.
بالفعل سارة هي اللحظات الحرجة التي تحدد معدننا كم راقت لي هذه القصة رائعة ومميزة سلمت يداكي وشكرا لك
| |
|
| |
Hassan Rashid عضو مشارك
المشاركات : 58 نقاط المساهمات : 223 الشعبيه : 1 تاريخ التسجيل : 14/07/2010 العمر : 47 الموقع : كندا العمل/الترفيه : مهندس بترول المزاج : ممتاز
| موضوع: رد: موعد اخر ... السبت يوليو 17, 2010 2:01 pm | |
| سارة لقد اثر في موضوعك كثير, اعتقد انك اوجزت ما قد تمتلى الدواوين من سطوره, شكرا جزيلا لك | |
|
| |
كارمن المستشارة
المشاركات : 22471 نقاط المساهمات : 47962 الشعبيه : 265 تاريخ التسجيل : 07/12/2009 المزاج : رومانس
| موضوع: رد: موعد اخر ... السبت يوليو 17, 2010 2:49 pm | |
| جميل ساره موضوع جميل ومعبر جدا | |
|
| |
امير الورد القلم البرونزي
المشاركات : 9691 نقاط المساهمات : 11760 الشعبيه : 11 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 41 المزاج : مصدوم
| موضوع: رد: موعد اخر ... السبت يوليو 17, 2010 2:56 pm | |
| رائع جدا هذي القصة تبين لنا ماني كثيرة
منها معدن الانسان الحقيقي والراقي
شكرا الك سارة على هذه القصة وبتمنى نشوف منك المزيد
| |
|
| |
شمس المنتدى المديرة التنفيذية
المشاركات : 24337 نقاط المساهمات : 41147 الشعبيه : 124 تاريخ التسجيل : 27/11/2009 العمر : 44 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : منتدانا الغالي المزاج : اخر رواق
| موضوع: رد: موعد اخر ... السبت يوليو 17, 2010 10:40 pm | |
| كم راقت لي هذه القصة رائعة ومميزة سلمت يداكي وشكرا لك | |
|
| |
سندرا القلم الماسي
المشاركات : 22013 نقاط المساهمات : 29864 الشعبيه : 73 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 42 الموقع : حياة الروح العمل/الترفيه : net المزاج : no
| موضوع: رد: موعد اخر ... الأحد يوليو 18, 2010 1:54 pm | |
| مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم عجبني ها المثل الصيني ولكن حديث رسول الله فيه اكثر من الحكمه والتوعيه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) [رواه البخاري، ومسلم]، فالقوة هي في أن يمسك الشخص نفسه عند الغضب، ومن لا يستطيع إمساك نفسه عند الغضب يفتقد القوة المعنوية .
جعلنا الله ممن يمسكون انفسهم ساعة الغضب شاكره لك تلك الاضافه الرائعه ساره وفي انتظار جديدك | |
|
| |
آوْهـ ُِـ ُِـ ُِـامْ عضو مشارك
المشاركات : 37 نقاط المساهمات : 168 الشعبيه : 0 تاريخ التسجيل : 08/07/2010 العمر : 37
| موضوع: رد: موعد اخر ... الأحد يوليو 18, 2010 3:59 pm | |
| كن رابط الجأش وارفع راية الأملِ
وحارب النفس وامنعها غوايتها
فالنفس تهوى الذي يدعو إلى الزللِ
عبرة رائع فيما قمته اختي .. بوركت
مودتي | |
|
| |
ساره عضو متألق
المشاركات : 4058 نقاط المساهمات : 8192 الشعبيه : 18 تاريخ التسجيل : 29/01/2010 العمر : 41 الموقع : الحنين
| موضوع: رد: موعد اخر ... الإثنين يوليو 19, 2010 12:39 am | |
| | |
|
| |
HAMSALHB المشرفة العامة
المشاركات : 33281 نقاط المساهمات : 72957 الشعبيه : 183 تاريخ التسجيل : 28/03/2010 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : ان اكون معكم دائما المزاج : الحمد الله دائما وابدا
| موضوع: رد: موعد اخر ... الجمعة يناير 14, 2011 12:38 am | |
| شكرا لحضورك المميز معنا ساره الحلوه قصه رائعه وعبره جميله التروي عند الغضب
يفيدنا في حياتنا كثيرا ويجعلها اجمل دمتي لنا بكل الود والسعاده دائما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
HAMSALHB المشرفة العامة
المشاركات : 33281 نقاط المساهمات : 72957 الشعبيه : 183 تاريخ التسجيل : 28/03/2010 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : ان اكون معكم دائما المزاج : الحمد الله دائما وابدا
| موضوع: رد: موعد اخر ... الخميس أبريل 21, 2011 2:52 pm | |
| شكرا لحضورك معنا ساره
قصه وحكمه رائعه ان نتحكم بافكارنا ونضبط مشاعرنا
قبل ان نحكم اتخاذ القرار والحكم على الاخرين
دمتي لنا بكل الود وتلحب
| |
|
| |
كلارك الاسد القلم البرونزي
المشاركات : 9846 نقاط المساهمات : 23371 الشعبيه : 25 تاريخ التسجيل : 05/09/2010 العمر : 45
| موضوع: رد: موعد اخر ... الخميس أبريل 21, 2011 3:16 pm | |
| رائعه جدا شكرا لكي ساره قصه وعبره غايه في الروعه | |
|
| |
ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺑـــــــ ﻫﺪﻭﺋﻲ .. القلم الذهبي
المشاركات : 15521 نقاط المساهمات : 35494 الشعبيه : 90 تاريخ التسجيل : 15/07/2010 الموقع : اسرة القلم المزاج : هاديـــــــــــه
| موضوع: رد: موعد اخر ... الخميس أبريل 21, 2011 11:46 pm | |
| قصة في قمة الروعة
يسلموووووووو ساره و شكرا همس الحب للمتابعة الرائعة دمتم بكل الحب
| |
|
| |
قمر الزمان عضو ادارة
المشاركات : 90649 نقاط المساهمات : 171880 الشعبيه : 290 تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 46 الموقع : منتدى اسره القلم العمل/الترفيه : بتثقف المزاج : الحمدلله
| موضوع: رد: موعد اخر ... الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 8:07 pm | |
| | |
|
| |
ندى العمر المراقبة العامة
المشاركات : 19202 نقاط المساهمات : 33241 الشعبيه : 72 تاريخ التسجيل : 27/07/2012 الموقع : منتدى اسرة القلم المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ
| موضوع: رد: موعد اخر ... الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 12:44 am | |
| | |
|
| |
ندى العمر المراقبة العامة
المشاركات : 19202 نقاط المساهمات : 33241 الشعبيه : 72 تاريخ التسجيل : 27/07/2012 الموقع : منتدى اسرة القلم المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ
| موضوع: رد: موعد اخر ... الخميس نوفمبر 22, 2012 1:59 am | |
| | |
|
| |
غريب الروح يوبيل القلم الذهبي
المشاركات : 102389 نقاط المساهمات : 161265 الشعبيه : 90 تاريخ التسجيل : 24/08/2012 العمر : 45
| موضوع: رد: موعد اخر ... الجمعة فبراير 01, 2013 5:07 am | |
| | |
|
| |
غريب الروح يوبيل القلم الذهبي
المشاركات : 102389 نقاط المساهمات : 161265 الشعبيه : 90 تاريخ التسجيل : 24/08/2012 العمر : 45
| موضوع: رد: موعد اخر ... السبت نوفمبر 30, 2013 6:29 am | |
| - ساره كتب:
وقف جان في المحطة مزهوّا ببدلته العسكرية الأنيقة، وراح يراقب وجوه الناس وهم ينحدرون من القطار واحدا بعد الآخر. كان في الحقيقة يبحث عن وجه المرأة التي يعرفها قلبه، لكنه لم ير وجهها قط. قالت له بأنها ستعلق على صدرها وردة حمراء ليتمكن من أن يميزها من بين مئات المسافرين لقد بدأت معرفته بها منذ حوالي ثلاثة عشر شهرا، كان ذلك في المكتبة العامة في فلوريدا عندما اختار كتابا وراح يقلب صفحاته.
لم يشده ما جاء في الكتاب بقدر ما شدته الملاحظات التي كتبت بقلم الرصاص على هامش كل صفحة.
أدرك من خلال قرائتها بأن كاتبها إنسان مرهف الحس دمث الأخلاق، وشعر بالغبطة عندما قرأ اسمها مكتوبا على الغلاف باعتبارها السيدة التي تبرعت للمكتبة بالكتاب.
ذهب إلى البيت وراح يبحث عن اسمها حتى عثر عليه في كتاب الهواتف، كتب لها ومنذ ذلك الحين بدأت بينهما علاقة دافئة وتوطدت عبر الرسائل الكثيرة التي تبادلوها. خلال تلك المدة، اُستدعي للخدمة وغادر أمريكا متوجها إلى إحدى القواعد العسكرية التي كانت تشارك في الحرب العالمية الثانية.
بعد غياب دام عاما، عاد إلى فلوريدا واستأنف علاقته بتلك السيدة التي أكتشف فيما بعد أنها في مقتبل العمر وتوقع أن تكون في غاية الجمال. أتفقا على موعد لتزوره، وبناء على ذلك الموعد راح في الوقت المحدد إلى محطة القطار المجاورة لمكان إقامته.
شعر بأن الثواني التي مرت كانت أياما، وراح يمعن في كل وجه على حدة. لمحها قادمة باتجاهه بقامتها النحيلة وشعرها الأشقر الجميل، وقال في نفسه: هي كما كنت أتخيلها، يا إلهي ما أجملها!
شعر بقشعريرة باردة تسللت عبر مفاصله، لكنه استجمع قواه واقترب بضع خطوات باتجاها مبتسما وملوحا بيده. كاد يُغمى عليه عندما مرّت من جانبه وتجاوزته، ولاحظ خلفها سيدة في الأربعين من عمرها، امتد الشيب ليغطي معظم رأسها وقد وضعت وردة حمراء على صدرها، تماما كما وعدته حبيبته أن تفعل.
شعر بخيبة أمل كبيرة: "ياإلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون الفتاة الشابة الجميلة التي تجاوزتني هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من عام، لأفاجئ بامرأة بعمر أمي وقد كذبت عليّ"
أخفى مشاعره وقرر في ثوان أن يكون لطيفا، لأنها ولمدة أكثر من عام ـ وبينما كانت رحى الحرب دائرة ـ بعثت الأمل في قلبه على أن يبقى حيا.
استجمع قواه، حياها بأدب ومدّ يده مصافحا: أهلا، أنا الضابط جان وأتوقع بأنك السيدة مينال! قال يحدث نفسه: "إن لم يكن من أجل الحب، لتكن صداقة"!، ثم أشار إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة: "تفضلي لكي نتناول طعام الغداء معا" فردت: يابني، أنا لست السيدة مينال، ولا أعرف شيئا عما بينكما. ثم تابعت تقول:
قبيل أن يصل القطار إلى المحطة اقتربت مني تلك الشابة الجميلة التي كانت ترتدي معطفا أخضر ومرت بقربك منذ لحظات، وأعطتني وردة حمراء وقالت: سيقابلك شخص في المحطة وسيظن بأنك أنا. إن كان لطيفا معك ودعاك إلى الغداء قولي له بأنني أنتظره في ذلك المطعم، وإن لم يدعوك اتركيه وشأنه، لقد قالت لي بأنها تحاول أن تختبر إنسانيتك ومدى لطفك!!!.
عانقها شاكرا وركض باتجاه المطعم! ...............
اللحظات الحرجة في حياتنا هي التي تكشف معدننا وطيبة أخلاقنا. الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، وليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية ومدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي. ظن ذلك الشاب في أعماقه بأن تلك المرأة التي تبدو بعمر والدته قد غشته، ولم تكن الفتاة التي بنى أحلامه على لقائها، ومع ذلك لم يخرج عن أدبه،
بل ظل محتفظا برباطة جأشه. تذكر كلماتها التي شجعته على أن يبقى حيا ومتفائلا خلال الحرب، وحاول في لحظة أن يتناسى غشها، فكان لطيفا ودعاها إلى تناول الغداء. هناك مثل صيني يقول: إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك مائة يوم من الندم. تصوروا لو سمح هذا الشاب لغضبه أن يسيطر عليه، كم يوما من الندم كان سيعيش؟!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
| موعد اخر ... | |
|