1952 أنقلاب تبعته ثورة .. 2011 ثورة تبعها إنقلاب
بقلم : عادل جارحي
قال اللواء عمر سليمان أن البديل هو إنقلاب .. وقد حدث فعلا أنقلاب , لأن الرئيس مبارك قال بالأمس فى كلمته للأمة أنه لن يسمح بإملاء شروط خارجية عليه وأنه مستمر حتى نهاية ولايته (طبيعى المزورة) لكن فى اليوم التالى أعلن اللواء عمر سليمان عن تخلى الرئيس مبارك عن منصب رئيس الجمهورية ولم يعلنه مبارك بنفسه فى كلمة الى الأمة .. هنا أصبح واضحا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أتخذ قرار بأقالته تجنبا للصدام مع الشعب فكان الخيار هو الأنقلاب عليه , وغالبا سوف يتم أقالة عمر سليمان أيضا لأن مخابراته كانت تعلم الكثير عن عمق الفساد السياسى والأنتخابى والأقتصادى ولم تفعل شيئا , وقد يكون كل ذلك خارج أختصاصتها.. الشىء الذى يدعوا الى الحيرة والتعجب هو دور القضاء فى تبرئة قضيا فساد خطيرة تحدثنا عنها فى مقال سابق , ضحايا عبارة الفساد , أكياس الدم , قطار الصعيد ومواد المبيدات المسرطنة ونواب القروض , خرج الجميع مثل الشعرة من العجينة!! لكن فى المقابل تم رفع الحصانة البرلمانية عن النائب الدكتور أيمن نور على وجه السرعة فى نفس الليلة وهو ما لم يحدث مع نواب آخرين من سيد قراره , والأعجب هو أتهام الدكتور سعد الدين إبراهيم فى قضية لا معنى لها مثل ما حدث مع بعض المدونين وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات , وهو أستاذ جامعى لم يقترف ذنبا , فقط كان يناهض نظام مبارك جهرا ولم أفهم معنى أنه كان يستعدى جهات خارجية ضد النظام!! ثم زادت حيرتى عندما صدر قانون يمنع الأعتراض على الأحكام القضائية وهو ما لا يتفق مع أى نظام ديمقراطى .. كل هذه الأحكام وهذا الظلم الذى وقع على الشعب كان أحد الأسباب التى أشعلت الثورة.
أتمنى أن يتحرك الثوار سريعا بتأسيس حزب 25 يناير أو حزب التحرير لقطع الطريق على المنافقين كذلك الذين قفزوا من السفينة مبكرا فكلهم كانوا من أبناء زفة النظام .. الأهم من ذلك أقصاء كل المحافظين فورا فهم ليسوا منتخبين , بل معينون من الرئيس مبارك مباشرة وكانوا خط الدفاع الثانى له فى كل محافظات مصر بإستثناء الدكتور سمير فرج فأعماله تشهد له , وربما اللواء عادل لبيب.
كما ذكرت فى مقال سابق يجب إستبعاد الدكتور زكريا عزمى وفتحى سرور ومفيد شهاب وعلى الدين هلال وصفوت الشريف وعبد الأحد جمال الدين وكل من تعاون معهم لأنهم جميعا كانوا على قمة ورأس نظام رحل بكل ماحمل , وقد يتحسر بعضم مستغفرا (يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون) لأن الفساد بكل صوره وأشكاله كان أمام أعينهم وهم صامتون.
أعتقد أن الأفضل لمصر الحديثة هو تغيير الدستور بما يتناسب مع دولة ديمقراطية يواكب العصر , بدلا من إعادة الصياغة والترقيع , مواد مقتضبة تواكب العصر وتتفق مع مطالب الجماهير , وكما قال المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادى القضاة السابق أن الثورات الشعبية هى التى تسقط الدساتير , الثورة فوق كل الدساتير , وليس كما خرج السيد عصام العريان يردد أن المادة الثانية من الدستور فوق كل الدساتير , متخطيا أرادة وثورة الشعب فى التغيير , أما المادة الثانية فقد غيرها السادات لأغراض فى نفس يعقوب , كذلك المادة 77 التى تحايل عليها لتمنحة الحكم مدى الحياة وتمسك بها الرئيس مبارك.
أنفجر بركان الغضب وهبت عواصف التغيير زاحفة الى كل المنطقة العربية لتقتلع كل الدكتاتوريات وتتنفس الحرية التى طال غيابها , وإذا نادت مصر , سوف يلبى كل عربى ندائها.
ديمقراطية , حرية , عدالة أجتماعية
الى لقاء بإذن الله