ذكاء التعامل مع كبار السن

-
ﻳﻜﺒﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﺇﺫ
ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺑﻬﻤﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ
ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩﺍﻥ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ، ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻟﻴﺼﺒﺤﻮﺍ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﻫﻤﺎ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻭﺑﺤﺬﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺧﻄﻮﺍﺕ ﻫﺎﺩﺋﺔ،
ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﻣﻌﻬﻤﺎ، ﻟﻴﺮﺩّﻭﺍ ﻟﻬﻤﺎ ﺟﻤﻴﻞ ﻋﻤﺮ ﻣﻀﻰ.
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻛﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ "ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺍﻟﺪﺍﻱ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ، ﻓﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯ
ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻤﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ
ﻛﻼﻣﻲ ﻳﻔﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﺃﻗﺼﺪﻩ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ، ﻛﺎﻥ
ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ، ﺷﺮﺡ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﺍﻟﺴﻠﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻤﺎ."
ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺧﻠﻴﻞ "ﺃﻋﺪﺕ
ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻲ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺮﺃﻳﻬﻤﺎ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻀﺠﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺗﻬﻤﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺮّﺭﺓ، ﻭﺇﺷﻌﺎﺭﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ،
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺘﻘﺒﻴﻞ ﺭﺃﺳﻴﻬﻤﺎ ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺡ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﻬﻤﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﻣﺸﺎﻭﺭﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ."
ﻭﻳﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺧﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻧﺰﺍﺭ
ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻤﺎ ﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺡ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺡ،
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﻣﻨﻬﻤﺎ.
ﻭﻳﻌﺮﺽ ﻧﺰﺍﺭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﻪ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻷﻫﻞ، ﻭﺃﻥ ﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﻳﺘﻀﺎﻳﻖ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ، ﻭﻻ ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
ﻭﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ، ﻳﺒﻴﻦ ﺧﺒﻴﺮ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻣﺎﻫﺮ ﺳﻼﻣﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ، ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺏ، ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺿﺞ، ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ. ﻭﺃﺳﻠﻢ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﺨﺎﻃﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻫﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺿﺞ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺘﻴﻦ )ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ.(
ﻭﻓﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻳﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﻊ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺏ، ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻷﻥ
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ.
ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﺤﺪﺙ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺨﻠﻞ،
ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻨﻀﺞ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻭﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ،
ﻟﺬﺍ ﻳﻨﺼﺢ ﺳﻼﻣﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺿﺞ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ "ﻣﺨﺎﻃﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ" ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ
ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ" ،ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ
ﺳﻠﺴﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮ،
ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺗﺠﺎﻩ
ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ."
ﺗﺤﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ ﻛـ"ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ" ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺑﺮﺃﻱ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻱ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ "ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﺮﻯ
ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻭﻋﻤﻞ
ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﻭﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺒﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﻟﻬﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ
ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻔﻘﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ."
ﻭﻳﻀﻴﻒ "ﻫﻨﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﺣﺴﺎﺳﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻱ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺗﺼﺮﻑ ﻗﺪ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﻴﻦ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺃﻱ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ." ﻭﻳﺼﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻦ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ "ﺣﻴﻠﺔ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ،" ﻛﻲ ﻳﺠﺬﺏ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻳﻬﺘﻤﻮﺍ ﺑﻪ
ﺃﻛﺜﺮ، ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ "ﺃﻣﺮﺍ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ،" ﻟﻜﻨﻬﻢ
ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺫﻛﻴﺔ، ﻟﻴﺸﻌﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ
ﻳﺰﺍﻝ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻷﺣﻔﺎﺩ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺢ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ، ﻳﻨﺼﺢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺫﻛﻲ
ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺜﻞ "ﻣﻦ ﺣﻘﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺎﺣﻮﺍ،
ﻳﻜﻔﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻤﻮﻩ ﻟﻨﺎ، ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﻭﺭﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻜﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺭﺍﺣﺘﻜﻢ."
ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﺮﻳﺎ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺩ. ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺮﻳﺒﻴﻊ، ﻳﺒﻴﻦ
ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻣﻌﻈﻢ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ، ﻫﻮ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ
ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ، ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﻼﺷﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﺒﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ
ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻟﻬﻢ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ "ﻣﻮﻧﺔ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﻗﻞ."
ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻳﺪ، ﻣﻦ ﻭﺟﺔ ﻧﻈﺮ ﺟﺮﻳﺒﻴﻊ، ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻓﻴﺼﺒﺢ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﻘﺴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﺃﻛﺒﺮ،
ﻭﻳﺨﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺫﻭﻳﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﺗﺼﺒﺢ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ" ،ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺧﻄﺎﺑﺎ )ﻧﺎﻗﻤﺎ، ﻭﻧﺎﻗﺪﺍ( ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺐ
ﺳﺪﻯ."
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻓﻴﺒﻴﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺒﺎﺷﻨﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺟﻤﻴﻊ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻻ ﻧﻠﺤﻆ ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ،
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺤﺴﺴﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ
ﻛﻼﻡ ﺻﺎﺩﺭ ﺃﻭ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ.
ﻭﻳﺮﻯ ﺣﺒﺎﺷﻨﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻏﺎﺩﺭ ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻫﻨﺎ، ﻳﻨﺼﺢ ﺣﺒﺎﺷﻨﺔ
ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻫﻞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﺪﻳﻬﻢ
ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ.
ﻭﻋﻨﺪ ﺷﻌﻮﺭ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﺑﺎﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻟﺪﻳﻬﻢ، ﻭﻣﻊ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ
ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻛﺨﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ، ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﻳﺠﻌﻞ
ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺻﻌﺒﺎ.
ﻭﻳﻮﺻﻲ ﺣﺒﺎﺷﻨﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﺗﺪﻟﻴﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﺰﻳﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻠﺐ "ﻓﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪﻝ ﻭﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﻠﻢ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ "ﻣﺮﻭﻧﺘﻬﻢ" ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻋﺠﺰﺓ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ.

كبار السن بالبيت بركه
ما بتتخيل انا شو بحبهم
وبحب وجودهم

ان شالله نفرح فيك

صورتك هالمره حلوة محمود

هههههههههههههههههههه

تسلمي كفى

الله يسعدك

بركتنا بكبارنا ويا ريت هالايام نحترم الكبار

رائع