| بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان | |
|
+3راشد الكاسر كارمن حيدر عراق 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حيدر عراق عضو نشيط
المشاركات : 187 نقاط المساهمات : 1051 الشعبيه : 7 تاريخ التسجيل : 16/02/2011 العمر : 41
| موضوع: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الأربعاء يوليو 25, 2012 2:42 pm | |
| بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان
حيدر محمد الوائلي
في العاشر من رمضان في السنة العاشرة لبعثة النبي محمد (ص) وقبل الهجرة بثلاث سنوات في شِعب أبي طالب حيث القهر والمعاناة والحصار... طارت حمامات الروح لروحٍ تركت لذة الدنيا وزينتها لوغدٍ أحرق الأخضر واليابس ليتلذذ بها فخسر بعدها خسراناً مبينا، فالخير كل الخير للصابرين وليتنعم الأوغاد بملذاتها وحطامها حتى حين... قصة امرأةً تركت التجارة والأموال وإيلاف قريش وقوافل الشتاء والصيف، لتعبد رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف... رحلت من دنيا المعاناة والقهر أم المؤمنين خديجة وعمرها (65) سنة بعد شباب التجارة والخير الوفير، فضحت به وبمالها ومكانتها للعزيز القدير...
تزوجها النبي محمد (ص) وعمره خمس وعشرين سنة وعمرها أربعين، أي أنها قضت (25) سنة في معاناة وقهر ومحاربة قريش لها لزواجها من يتيمٍ فقيرٍ نبيٍ أتى برسالة تنصر الله بالعقل والعدل محارباً الجهل والظلم وهي سيدة نساء العرب ومن كبار تجارها وحملة رؤوس أموالها... في عام من أعوام الضيم والقهر وحصارٍ دام سنوات... طارت حمامات الروح بيضاء من غير سوءٍ مغادرة أرضاً مُلِئَت قيحاً ودماً وظلاماً ونتانة من فعال الناس وظلم بعضهم بعضاً... رحلت تلك الروح النقية التي لا مكان لها بأرض الجاهلية لتسكن جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت لها ولأمثالها... رحلت فحزن النبي محمد (ص) حزناً شديداً لفقدها وقبل أيام لفّه الحزن أيضاً بفقد حاميه وناصره عند الشدائد والضيق عمه عبد مناف (أبي طالب)... كلاهما رحلا في أسبوعٍ واحدٍ، فيا له من وقعٍ عظيم وأسبوعٍ حزين... سمى الرسول (ص) العام الذي فيه ذلك الأسبوع الذي فقدهم فيه عام الحزن، لا أسبوع الحزن ولا شهره...!! والله يقول واصفاً رسوله: (وما ينطقُ عن الهوى # إن هو إلَّا وحيٌ يُوحى) (اية3-4/سورة النجم) .
قصة امرأة ثرية وتملك من الأموال ما تغرق به مدن بأكملها، ولكنها تضحي بهِ من أجل دينٍ جديد، وعقيدةٍ جديدة، وإيمانٍ جديد، قد حاربه كل بطون القبائل وكبرائها، وحاربه أهل الجاه والتجارة، ففدت السيدة خديجة تجارتها ومالها وصحتها ومن ثم روحها لأجل عقيدة لم يعتنقها سوى المظلومين والمسحوقين والفقراء، فكانت أسبقهم لها...
لو كان ربع نصف ربع ما لخديجة من ثروة ومكانة اجتماعية عند المتدينين اليوم وعرفوا بفكر جديدٍ وعقيدة جديدة صحيحة تخالف عقيدتهم الموروثة فهل سيتركون الإرث الفكري والعقائدي الذي ورثوه لأجل الإيمان بفكرٍ جديدٍ يخالف الفكر الموروث عن الآباء والأجداد...؟! وهل سيبذلون كل أموالهم عليه...؟! وهل سيضحون بصحتهم وجهدهم ويتحملون الجوع والضيق والحر والفقر والمرض والعذاب والحصار والقطيعة ومحاربة بطون وكبراء الفكر القديم الموروث...؟! وهل سيتواصلون ويدعون بهذه الفكرة والعقيدة الجديدة رغم صحتها وسلامتها ولكن عيبها أنها تخالف العقيدة الموروثة...؟! أم سيتساقطون الواحد تلو الأخر، فلقد ألفوا آبائهم عليها عاكفون، كما اليوم الذي أصبح فيه الدين والعقيدة والطائفة تورث وراثة عن الآباء والأجداد ويتم أخذ الدين على إنه موروث لا فكر يُدرس ويُنقح وينظر به طويلاً للتأكد منه...!!
قصة امرأة قدسية، جمعت بين قدسيتها وموقفها فكانت من النساء الأربع اللاتي فضلهن الله على نساء العالمين أجمع، حيث يقول واصفاً إياهن النبي الأمين محمد (ص) قائلاً: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع)، فكانت أولهن آسيا زوجة الطاغية فرعون والتي أخفت إيمانها، وثانيهن مريم بنت عمران أم النبي عيسى السيدة الطاهرة النقية، وكانت خديجة زوجة النبي محمد (ص) ثالثتهن، لتلد العظيمة الثالثة أفضلهن وأكملهن وسيدتهن وهي سيدة نساء العالمين في الدنيا والآخرة تلك هي فاطمة الزهراء...
زوجة مخلصة بما يحمله الإخلاص من معنى الحب والوفاء، لا حب التصنع والرياء ومنيّة وتثاقل بل حب حقيقي... وهل الإخلاص إلا حبٌ ووفاء...؟!
زوجة جادت بنفسها وصحتها وراحتها لأجل زوجها والله من وراء زوجها والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ...!! فكيف لو تجاوز الجود بالنفس جوداً بالمال والثروة وتحمل حرب الأقارب والأصحاب والجيران وحصار وقطيعة سنينٍ طوال...!!
في عصرٍ كانت المرأة توأد وتدفن حية، وإذا بُشِر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم... وفي عصر يحتقر المرأة ويحط من شأنها ويهينها رجال ذوي شوارب نتنة راب عليها اللبن ليالٍ حيث كانوا ينامون واللبن والخمر وبقايا الطعام والشراب تغطي تلك الشوارب النتنة التي لا يغسلوها لسكرهم وعربدتهم ونتانتهم، حتى شرفهم الله برسول الإسلام والأيمان، والنظافة من الأيمان...
في تلك الأيام جاءت رسالة لتنصر المرأة، وأول من ينصر ويؤمن بهذه الرسالة امرأة... والله أراد لهذه المرأة أن تشرف التاريخ وتشرف المكان والزمان والظرف وتشرف نساء العالمين وتبدل وأد النساء برفعة السماء، وليصل بفضلها صرخة الحق للخافقين، فكان بها أحد عوامل كمال البعثة والرسالة التي لم تكتمل إلا بثلاث كما قال الرسول الأكرم محمد (ص) فيما مضمونه: (نصرة أبي طالب، وسيف علي، وأموال خديجة)...
في أسبوعٍ واحدٍ فقد رسول الله أكبر دعامتين أعتمد عليهما في رسالته الإسلامية، في السادس من رمضان توفي عمه وناصره وأحد كبار صحابته عبد مناف (أبو طالب)، وفي العاشر منه توفيت مؤنسته ومن تشد أزره وتواسيه أم المؤمنين خديجة. أبو طالب (رض) حامي الرسول الأكرم من مشركي قريش، الذين عجزوا عن التصدي للرسول القائد (ص) لعلمهم أن أبا طالب شيخ البطحاء يحول دون ذلك، فهو كان رجلا مرهوب الجانب ذا سطوة ونفوذ، وليس في بني هاشم وحدهم بل في قبائل مكة كلها.
كان أبو طالب (رض) سند الدعوة وجدارها الشامخ الذي تستند إليه، ومن اجل ذلك سلكت قريش أسلوب التفاوض والمساومة مع الدعوة والرسالة في شخص الرسول (ص) مرة وفي شخص أبي طالب مرة أخرى. تحاوره بشأن الدعوة طالبة منه أن يستخدم نفوذه بالضغط عليه لترك رسالته وتهدده باحتدام الصراع بينه وبين قريش كلها إذا لم يخلّ بينهم وبين رسول الله (ص) ويكف عن إسناده له. غير إن أبا طالب كان يعلن إصراره على التزام جانب الرسول الأكرم (ص) والذود عنه مهما غلا الثمن وعظمت التضحيات، حتى عاش معه في الشِعب الذي سمي بأسمه (شِعب أبي طالب) تحت الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي فرضته قريش، وللأهمية البالغة التي احتلها أبو طالب في سير الحركة التاريخية لدعوة الله تعالى صرح رسول الله (ص) بفضله قائلاً (ص): (مازالت قريش كاعّة عنيّ حتى مات أبو طالب)، فأي حسرة حلّت بالرسول (ص) حين قال ذلك وأي ألم...!! وبذلك فجع الإسلام بفقد مؤمن قريشٍ أبي طالب، لتزداد الفجيعة فجيعة أخرى كبيرة بفقد أم المؤمنين خديجة...
هذه هي خديجة بنت خويلد، ناصرة الرسول يوم لا ناصر له ولا معين من بطون العرب وشعبها إلا القليل... امرأة استغنت عن الراحة وحلاوة الدنيا والثروة الكبيرة من أجل دين الله ووفاءاً منها لزوجها رسول الله...
وإن تكن النساء كمثل هذي ... لفضلت النساء على الرجالِ فما التأنيث لأسم الشمس عارٌ ... ولا التذكير فخراً للهلالِ
امرأة كان كلما يتذكرها الرسول سالت دموعه حزناً لفقدها وهل يبكي الرسول على أي شخص...؟! زوجة صالحة ولتسمع زوجات اليوم ويتعلمن منها إحترام الزوج ومودته وتقديره ونصرته ومواساته، يقول فيها (ص): (والله لقد آمنت بِي إذ كذّبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس).
نزل جبرائيل على الرسول في أحد الأيام لا لأجل تبليغه بتشريع سماوي، أو لأجل الدعوة أو لأجل نزول آية قرآنية، بل لأجل تشريع سماوي ودعوة وآية قرآنية ولكن من نوع آخر... أتى جبرائيل النبي (ص) فقال له: (هذه خديجة أتتك...، فاقرأ عليها السّلام من ربّها ومنّي، وبشّرها ببيتٍ في الجنة من قصبٍ، لا صخب فيه ولا نَصب)... الله وجبرائيل يُسلمان على خديجة...!!
واليوم...!! ها هو اليوم قبرها مهملاً متروكاً من قبل مالكي شعاب مكة ورجال دينها، وأهل مكة أدرى بشعابها...!! بعد أن كان قبرها قبراً مهيباً تعلوه قبة شماء عالية حتى العام (1924) من القرن العشرين الميلادي، ليهدموه بفتوى صدرت من علماء السلطة التي أستحوذ عليها عائلة آل سعود (وكل من قرأ التاريخ يعرف كيف...؟!) وكانوا ولازالوا يحكمون ويتحكمون ببيت الله العتيق بسياستهم وبفتاوى رجال دينهم متناسين ومتجاهلين ومخالفين الملايين من المسلمين ممن يخالفونهم بالفكر والعقيدة ممن يقدسون ويحترمون ويتبركون لله بتلك القبور، ويتذكرون بها أمجاد التاريخ لتلهمهم بناء حاضرٍ أفضل لمستقبلِ أفضل وأفضل، فهي آثار وذكرى مجيدة لتاريخٍ مجيد...
لم يكفهم ذلك فهدموا قبور أولياء الله وأصحاب الرسول وأهل بيته في مكة والمدينة وغيرها، والغريب أنهم تركوا قبر الرسول (ص) وقبر أبي بكر وعمر عن يمينه ويساره دون هدمه...؟! ربما خافوا من فعل ذلك لبروز قبر النبي عن غيره، فستحصل ثورة ضدهم لو فعلوا ذلك يومها، أو اليوم...!! أنظروا كيف غيروا ما بدين الإسلام من سماحة وتعايش ومودة مع من هم ليسوا مسلمين أصلاً إلى حكم التطرف والهدم والتفجير وحكم الرأي الواحد بالغصب والجبر والإكراه، رغم صراحة قول الله تعالى: (لا إكراه في الدين)...!!
هدموا قبر أم المؤمنين خديجة، فصعدت حمامات روحها مرة أخرى إلى السماء فملأت السماء نوراً وكبرياء العظماء... يا رب... أتوجه إليك بحق أم المؤمنين خديجة وبحق عم رسولك أبو طالب وأقول: يا سيدتي ويا سيدي... إنا توجهنا واستشفعنا بكما وقدمناكما بين يدي حاجاتنا... يا وجيهين عن الله، أشفعا لنا عن الله... وأسأل الله بحقكما وهو عظيمٍ عنده، أن يلهمنا صبركما العظيم، وإيمانكما النقي، وإخلاصكما الطاهر في كل الأمور مهما صعبت واشتدت... | |
|
| |
كارمن المستشارة
المشاركات : 22471 نقاط المساهمات : 47962 الشعبيه : 265 تاريخ التسجيل : 07/12/2009 المزاج : رومانس
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الأربعاء يوليو 25, 2012 5:41 pm | |
| ما بعرف رغم انه اغلب مقالاتك يغلب عليها الطابع الديني وفهمي لها على قدي بس بحب اتابعها واكون اول المارين
لاني عم حس انك عم تتعب فيها
قصتك وقصة السيده خديجه ذكرتني بسيده او سيدات بدون ما اذكر البلد طبعا طالبن بازواج من الغرب لتحسين النسل بدهن اولادهم بعيون زرقاء يمكن ههههههههههه
وذكرتني بكتير سيدات محسوبات على الوطن العربي ومن بلاد مسلمه بطلت هالسيدات تفهم معنى الزواج ومعنى الزوج الصالح
السيدة خديجه هي شخصيه مقدسه ناصرت الرسول بكل ما عندها من قوه بس للاسف متل ما قلت قبرها عم ينهدم كل مره وما في حرمه لاي شي بيخصها
اكيد هي ارفع من اي تشبيه واعتذر عن حديثي القادم
نحنا بالوطن العربي ممكن نكرم فستان اليسا او بلوزة مريام فارس او مايوه هيفاء هذه همومنا اخي وصلنا لوضع هاي صارت قمة المتعه عنا مراقبة فساتين واقدام الفنانات وتعليق صورهن والتفاخر بجمالهن
غافلين عن شي اسمه قدسيه وعن شي اسمه طهاره وعفه
رحم الله ام المؤمنين عائشه واهدانا واياكم الى دروب الايمان
بعتذر | |
|
| |
حيدر عراق عضو نشيط
المشاركات : 187 نقاط المساهمات : 1051 الشعبيه : 7 تاريخ التسجيل : 16/02/2011 العمر : 41
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الأربعاء يوليو 25, 2012 6:47 pm | |
| شكري لتعليقك الكريم مع خلافي في بعض ما جاء فيه، ولكن الأختلاف لا يفسد في الود قضية... تحياتي | |
|
| |
كارمن المستشارة
المشاركات : 22471 نقاط المساهمات : 47962 الشعبيه : 265 تاريخ التسجيل : 07/12/2009 المزاج : رومانس
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الأربعاء يوليو 25, 2012 10:18 pm | |
| جميل جدا
هذا القسم للنقاش وما دام في عدم اتفاق على بعض النقاط اكيد بيكون النقاش جميل جدا اذا عرضت وجهة نظرك ونقاط الخلاف
شكرا لك | |
|
| |
حيدر عراق عضو نشيط
المشاركات : 187 نقاط المساهمات : 1051 الشعبيه : 7 تاريخ التسجيل : 16/02/2011 العمر : 41
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الخميس يوليو 26, 2012 1:44 pm | |
| تحياتي سيدة كارمن وبالحقيقة انا جربت الكتابة بالكثير من المواضيع السياسية والأجتماعية والأقتصادية والدينية ولا اعرف كيف يغلب عليها طابع الدين كلها فاخر موضوع لي حول الزعيم عبدر الكريم قاسم مثلاً هو موضوع سيرة وتحليل سياسي تاريخي لشخص علماني...وانا احاول قدر المستطاع تجنب اثارة بعض النعرات ولكن أحيانا اخرى لابد منها... شكرا لتواصلك الدائم عزيزتي | |
|
| |
راشد الكاسر مدير العلاقات العامة
المشاركات : 19882 نقاط المساهمات : 30950 الشعبيه : 51 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 51
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الخميس يوليو 26, 2012 1:49 pm | |
| | |
|
| |
حيدر عراق عضو نشيط
المشاركات : 187 نقاط المساهمات : 1051 الشعبيه : 7 تاريخ التسجيل : 16/02/2011 العمر : 41
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الخميس يوليو 26, 2012 4:03 pm | |
| | |
|
| |
كارمن المستشارة
المشاركات : 22471 نقاط المساهمات : 47962 الشعبيه : 265 تاريخ التسجيل : 07/12/2009 المزاج : رومانس
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الخميس يوليو 26, 2012 4:48 pm | |
| لا ابدا ما في نعرات ولا شي اذا بيغلب على كتاباتك طابع طائفي شيعي او سني فهذا شي انا ما بفهمه ابدا جدا هالمفالات جميله وانا بحب اتابع وبحب احكي بقدر ما بفهم فيها
شكرا لاهتمامك | |
|
| |
حسين الغريب عضو رائع
المشاركات : 2295 نقاط المساهمات : 3904 الشعبيه : 10 تاريخ التسجيل : 20/12/2010
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الخميس نوفمبر 22, 2012 12:07 pm | |
| اخي حيدر حبيبي قلبي ..........
براقب كتابتك من بعيد ومن قريب وافتخر بقلمك
واتفق معك في تجنب بعض الكتابات والسبب ليس كل العقول تفهم وتدرك .....
هناك دائما مفهوم بالخطاء ويفسر بغير المقصود منه
استمر ولا تتوقف ابدا ..................
تحياتي الك ...................
| |
|
| |
غريب الروح يوبيل القلم الذهبي
المشاركات : 102389 نقاط المساهمات : 161265 الشعبيه : 90 تاريخ التسجيل : 24/08/2012 العمر : 44
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الخميس نوفمبر 29, 2012 12:08 pm | |
| | |
|
| |
شلال الحب القلم الفضي
المشاركات : 11306 نقاط المساهمات : 17061 الشعبيه : 16 تاريخ التسجيل : 22/06/2011 العمر : 20 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : اســــــــــرة الـــــــــــــــــــــــــــقلــــــــــــم المزاج : بجنن
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الأحد يوليو 14, 2013 6:09 pm | |
| جميل ما كتبت رائع ما خططت | |
|
| |
قمر الزمان عضو ادارة
المشاركات : 90649 نقاط المساهمات : 171880 الشعبيه : 290 تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 46 الموقع : منتدى اسره القلم العمل/الترفيه : بتثقف المزاج : الحمدلله
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الأحد سبتمبر 29, 2013 3:48 am | |
| جزاك الله خيرا على ماكتبت يمناك
وبارك الله بقلمك الرائع الذي
كتب عن شخصيه عظيمه بل هي امالمؤمنين والمؤمناتناصرت الرسول ووقفت بجانبه هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب. ولدت بمكة سنة 68 ق.هـ، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين. السيدة خديجة في الجاهلية
في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمد بن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قلَّ أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.
وحينها قَبِل ذلك منها ، وخرج في مالها ومعه غلامها "ميسرة" حتى قدم الشام، وهناك نزل رسول الله في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فاطّلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قَطُّ إلا نبي. ثم باع رسول الله سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكة على السيدة خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر.
وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والسيدة خديجة يومئذ بنت أربعين سنة.
وكان قد قُدِّر لخديجة -رضي الله عنها- أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله ، وقد مات عنها زوجاها، وتزوجها رسول الله قبل الوحي، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة؛ فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معًا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعًا، وهي -وإن كانت في سن أمِّه - أقرب زوجاته إليه؛ فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها،
فكان له منها : القاسم وبه كان يُكنَّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
السيدة خديجة.. العفيفة الطاهرة
كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.
وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لُقب أيضًا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين"، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر. السيدة خديجة.. الحكيمة العاقلة
وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة -رضي الله عنها- وصفتها بـ"الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة.
ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة، وذلك حينما فكرت في الزواج منه ، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ إذ أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسًا عليه بعد أن رجع من الشام؛ ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.
ونرى منها بعد زواجها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر. وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات، فيا لها من عاقلة! ويا لها من حكيمة! السيدة خديجة.. نصير رسول الله
وهذه السمة من أهم السمات التي تُميِّز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله ، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرًا أو مؤازرًا أو معينًا.
ثم هي -رضي الله عنها- تنتقل مع رسول الله من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبًّا لمحمد وحبًّا لدين محمد ، وتحديًا وإصرارًا على الوقوف بجانبه، والتفاني في تحقيق أهدافه.
فلما خرج رسول الله مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد -رضي الله عنها- في الخروج مع رسول الله لتشاركه -على كبر سنها- أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها، فقد نَأَتْ بأثقال الشيخوخة بهمة عالية، وكأنها عادت إليها صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى.
وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندًا وعونًا للرسول في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله رسوله محمد واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدَّر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية مَن تضارعه أو تشابهه لتكون شريكًا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة. | |
|
| |
قمر الزمان عضو ادارة
المشاركات : 90649 نقاط المساهمات : 171880 الشعبيه : 290 تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 46 الموقع : منتدى اسره القلم العمل/الترفيه : بتثقف المزاج : الحمدلله
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الأحد سبتمبر 29, 2013 3:49 am | |
| فضائل السيدة خديجة خير نساء الجنة
لا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بد أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة؛ فقد روي عن أنس بن مالك أن النبي قال: "حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون". السيدة خديجة يقرئها ربها السلام
ليس هذا فحسب، بل يُقرِئُها المولى السلام من فوق سبع سموات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة؛ فعن أبي هريرة أنه قال: أتى جبريلٌ النبيَّ فقال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ". حب النبي لخديجة.. والوفاء لها
فكان حقًّا أن يكون لهذه الطاهرة فضل ومكانة عند رسول الله ، تسمو على كل العلاقات، وتظل غُرَّة في جبين التاريخ عامَّة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصَّة؛ إذ لم يتنكَّر لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها؛ وفاءً لها وردًّا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها، إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها؛ تروي السيدة عائشة -رضي الله عنها- فتقول: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها، ولكن كان النبي يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة رضي الله عنها، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد". وفاة السيدة خديجة
تاقت روح السيدة خديجة -رضي الله عنها- إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله بنفسه في حفرتها، وأدخلها القبر بيده.
وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله ، الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها؛ ومن ثَمَّ فقد حزن الرسول ذلك العام حزنًا شديدًا حتى سُمي "عام الحزن"، وحتى خُشي عليه ، ومكث فترة بعدها بلا زواج. | |
|
| |
شلال الحب القلم الفضي
المشاركات : 11306 نقاط المساهمات : 17061 الشعبيه : 16 تاريخ التسجيل : 22/06/2011 العمر : 20 الموقع : اسرة القلم العمل/الترفيه : اســــــــــرة الـــــــــــــــــــــــــــقلــــــــــــم المزاج : بجنن
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الإثنين أكتوبر 07, 2013 6:11 pm | |
| | |
|
| |
قمر الزمان عضو ادارة
المشاركات : 90649 نقاط المساهمات : 171880 الشعبيه : 290 تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 46 الموقع : منتدى اسره القلم العمل/الترفيه : بتثقف المزاج : الحمدلله
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الخميس نوفمبر 21, 2013 3:29 am | |
| - حيدر عراق كتب:
- بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان
حيدر محمد الوائلي
في العاشر من رمضان في السنة العاشرة لبعثة النبي محمد (ص) وقبل الهجرة بثلاث سنوات في شِعب أبي طالب حيث القهر والمعاناة والحصار... طارت حمامات الروح لروحٍ تركت لذة الدنيا وزينتها لوغدٍ أحرق الأخضر واليابس ليتلذذ بها فخسر بعدها خسراناً مبينا، فالخير كل الخير للصابرين وليتنعم الأوغاد بملذاتها وحطامها حتى حين... قصة امرأةً تركت التجارة والأموال وإيلاف قريش وقوافل الشتاء والصيف، لتعبد رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف... رحلت من دنيا المعاناة والقهر أم المؤمنين خديجة وعمرها (65) سنة بعد شباب التجارة والخير الوفير، فضحت به وبمالها ومكانتها للعزيز القدير...
تزوجها النبي محمد (ص) وعمره خمس وعشرين سنة وعمرها أربعين، أي أنها قضت (25) سنة في معاناة وقهر ومحاربة قريش لها لزواجها من يتيمٍ فقيرٍ نبيٍ أتى برسالة تنصر الله بالعقل والعدل محارباً الجهل والظلم وهي سيدة نساء العرب ومن كبار تجارها وحملة رؤوس أموالها... في عام من أعوام الضيم والقهر وحصارٍ دام سنوات... طارت حمامات الروح بيضاء من غير سوءٍ مغادرة أرضاً مُلِئَت قيحاً ودماً وظلاماً ونتانة من فعال الناس وظلم بعضهم بعضاً... رحلت تلك الروح النقية التي لا مكان لها بأرض الجاهلية لتسكن جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت لها ولأمثالها... رحلت فحزن النبي محمد (ص) حزناً شديداً لفقدها وقبل أيام لفّه الحزن أيضاً بفقد حاميه وناصره عند الشدائد والضيق عمه عبد مناف (أبي طالب)... كلاهما رحلا في أسبوعٍ واحدٍ، فيا له من وقعٍ عظيم وأسبوعٍ حزين... سمى الرسول (ص) العام الذي فيه ذلك الأسبوع الذي فقدهم فيه عام الحزن، لا أسبوع الحزن ولا شهره...!! والله يقول واصفاً رسوله: (وما ينطقُ عن الهوى # إن هو إلَّا وحيٌ يُوحى) (اية3-4/سورة النجم) .
قصة امرأة ثرية وتملك من الأموال ما تغرق به مدن بأكملها، ولكنها تضحي بهِ من أجل دينٍ جديد، وعقيدةٍ جديدة، وإيمانٍ جديد، قد حاربه كل بطون القبائل وكبرائها، وحاربه أهل الجاه والتجارة، ففدت السيدة خديجة تجارتها ومالها وصحتها ومن ثم روحها لأجل عقيدة لم يعتنقها سوى المظلومين والمسحوقين والفقراء، فكانت أسبقهم لها...
لو كان ربع نصف ربع ما لخديجة من ثروة ومكانة اجتماعية عند المتدينين اليوم وعرفوا بفكر جديدٍ وعقيدة جديدة صحيحة تخالف عقيدتهم الموروثة فهل سيتركون الإرث الفكري والعقائدي الذي ورثوه لأجل الإيمان بفكرٍ جديدٍ يخالف الفكر الموروث عن الآباء والأجداد...؟! وهل سيبذلون كل أموالهم عليه...؟! وهل سيضحون بصحتهم وجهدهم ويتحملون الجوع والضيق والحر والفقر والمرض والعذاب والحصار والقطيعة ومحاربة بطون وكبراء الفكر القديم الموروث...؟! وهل سيتواصلون ويدعون بهذه الفكرة والعقيدة الجديدة رغم صحتها وسلامتها ولكن عيبها أنها تخالف العقيدة الموروثة...؟! أم سيتساقطون الواحد تلو الأخر، فلقد ألفوا آبائهم عليها عاكفون، كما اليوم الذي أصبح فيه الدين والعقيدة والطائفة تورث وراثة عن الآباء والأجداد ويتم أخذ الدين على إنه موروث لا فكر يُدرس ويُنقح وينظر به طويلاً للتأكد منه...!!
قصة امرأة قدسية، جمعت بين قدسيتها وموقفها فكانت من النساء الأربع اللاتي فضلهن الله على نساء العالمين أجمع، حيث يقول واصفاً إياهن النبي الأمين محمد (ص) قائلاً: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع)، فكانت أولهن آسيا زوجة الطاغية فرعون والتي أخفت إيمانها، وثانيهن مريم بنت عمران أم النبي عيسى السيدة الطاهرة النقية، وكانت خديجة زوجة النبي محمد (ص) ثالثتهن، لتلد العظيمة الثالثة أفضلهن وأكملهن وسيدتهن وهي سيدة نساء العالمين في الدنيا والآخرة تلك هي فاطمة الزهراء...
زوجة مخلصة بما يحمله الإخلاص من معنى الحب والوفاء، لا حب التصنع والرياء ومنيّة وتثاقل بل حب حقيقي... وهل الإخلاص إلا حبٌ ووفاء...؟!
زوجة جادت بنفسها وصحتها وراحتها لأجل زوجها والله من وراء زوجها والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ...!! فكيف لو تجاوز الجود بالنفس جوداً بالمال والثروة وتحمل حرب الأقارب والأصحاب والجيران وحصار وقطيعة سنينٍ طوال...!!
في عصرٍ كانت المرأة توأد وتدفن حية، وإذا بُشِر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم... وفي عصر يحتقر المرأة ويحط من شأنها ويهينها رجال ذوي شوارب نتنة راب عليها اللبن ليالٍ حيث كانوا ينامون واللبن والخمر وبقايا الطعام والشراب تغطي تلك الشوارب النتنة التي لا يغسلوها لسكرهم وعربدتهم ونتانتهم، حتى شرفهم الله برسول الإسلام والأيمان، والنظافة من الأيمان...
في تلك الأيام جاءت رسالة لتنصر المرأة، وأول من ينصر ويؤمن بهذه الرسالة امرأة... والله أراد لهذه المرأة أن تشرف التاريخ وتشرف المكان والزمان والظرف وتشرف نساء العالمين وتبدل وأد النساء برفعة السماء، وليصل بفضلها صرخة الحق للخافقين، فكان بها أحد عوامل كمال البعثة والرسالة التي لم تكتمل إلا بثلاث كما قال الرسول الأكرم محمد (ص) فيما مضمونه: (نصرة أبي طالب، وسيف علي، وأموال خديجة)...
في أسبوعٍ واحدٍ فقد رسول الله أكبر دعامتين أعتمد عليهما في رسالته الإسلامية، في السادس من رمضان توفي عمه وناصره وأحد كبار صحابته عبد مناف (أبو طالب)، وفي العاشر منه توفيت مؤنسته ومن تشد أزره وتواسيه أم المؤمنين خديجة. أبو طالب (رض) حامي الرسول الأكرم من مشركي قريش، الذين عجزوا عن التصدي للرسول القائد (ص) لعلمهم أن أبا طالب شيخ البطحاء يحول دون ذلك، فهو كان رجلا مرهوب الجانب ذا سطوة ونفوذ، وليس في بني هاشم وحدهم بل في قبائل مكة كلها.
كان أبو طالب (رض) سند الدعوة وجدارها الشامخ الذي تستند إليه، ومن اجل ذلك سلكت قريش أسلوب التفاوض والمساومة مع الدعوة والرسالة في شخص الرسول (ص) مرة وفي شخص أبي طالب مرة أخرى. تحاوره بشأن الدعوة طالبة منه أن يستخدم نفوذه بالضغط عليه لترك رسالته وتهدده باحتدام الصراع بينه وبين قريش كلها إذا لم يخلّ بينهم وبين رسول الله (ص) ويكف عن إسناده له. غير إن أبا طالب كان يعلن إصراره على التزام جانب الرسول الأكرم (ص) والذود عنه مهما غلا الثمن وعظمت التضحيات، حتى عاش معه في الشِعب الذي سمي بأسمه (شِعب أبي طالب) تحت الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي فرضته قريش، وللأهمية البالغة التي احتلها أبو طالب في سير الحركة التاريخية لدعوة الله تعالى صرح رسول الله (ص) بفضله قائلاً (ص): (مازالت قريش كاعّة عنيّ حتى مات أبو طالب)، فأي حسرة حلّت بالرسول (ص) حين قال ذلك وأي ألم...!! وبذلك فجع الإسلام بفقد مؤمن قريشٍ أبي طالب، لتزداد الفجيعة فجيعة أخرى كبيرة بفقد أم المؤمنين خديجة...
هذه هي خديجة بنت خويلد، ناصرة الرسول يوم لا ناصر له ولا معين من بطون العرب وشعبها إلا القليل... امرأة استغنت عن الراحة وحلاوة الدنيا والثروة الكبيرة من أجل دين الله ووفاءاً منها لزوجها رسول الله...
وإن تكن النساء كمثل هذي ... لفضلت النساء على الرجالِ فما التأنيث لأسم الشمس عارٌ ... ولا التذكير فخراً للهلالِ
امرأة كان كلما يتذكرها الرسول سالت دموعه حزناً لفقدها وهل يبكي الرسول على أي شخص...؟! زوجة صالحة ولتسمع زوجات اليوم ويتعلمن منها إحترام الزوج ومودته وتقديره ونصرته ومواساته، يقول فيها (ص): (والله لقد آمنت بِي إذ كذّبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس).
نزل جبرائيل على الرسول في أحد الأيام لا لأجل تبليغه بتشريع سماوي، أو لأجل الدعوة أو لأجل نزول آية قرآنية، بل لأجل تشريع سماوي ودعوة وآية قرآنية ولكن من نوع آخر... أتى جبرائيل النبي (ص) فقال له: (هذه خديجة أتتك...، فاقرأ عليها السّلام من ربّها ومنّي، وبشّرها ببيتٍ في الجنة من قصبٍ، لا صخب فيه ولا نَصب)... الله وجبرائيل يُسلمان على خديجة...!!
واليوم...!! ها هو اليوم قبرها مهملاً متروكاً من قبل مالكي شعاب مكة ورجال دينها، وأهل مكة أدرى بشعابها...!! بعد أن كان قبرها قبراً مهيباً تعلوه قبة شماء عالية حتى العام (1924) من القرن العشرين الميلادي، ليهدموه بفتوى صدرت من علماء السلطة التي أستحوذ عليها عائلة آل سعود (وكل من قرأ التاريخ يعرف كيف...؟!) وكانوا ولازالوا يحكمون ويتحكمون ببيت الله العتيق بسياستهم وبفتاوى رجال دينهم متناسين ومتجاهلين ومخالفين الملايين من المسلمين ممن يخالفونهم بالفكر والعقيدة ممن يقدسون ويحترمون ويتبركون لله بتلك القبور، ويتذكرون بها أمجاد التاريخ لتلهمهم بناء حاضرٍ أفضل لمستقبلِ أفضل وأفضل، فهي آثار وذكرى مجيدة لتاريخٍ مجيد...
لم يكفهم ذلك فهدموا قبور أولياء الله وأصحاب الرسول وأهل بيته في مكة والمدينة وغيرها، والغريب أنهم تركوا قبر الرسول (ص) وقبر أبي بكر وعمر عن يمينه ويساره دون هدمه...؟! ربما خافوا من فعل ذلك لبروز قبر النبي عن غيره، فستحصل ثورة ضدهم لو فعلوا ذلك يومها، أو اليوم...!! أنظروا كيف غيروا ما بدين الإسلام من سماحة وتعايش ومودة مع من هم ليسوا مسلمين أصلاً إلى حكم التطرف والهدم والتفجير وحكم الرأي الواحد بالغصب والجبر والإكراه، رغم صراحة قول الله تعالى: (لا إكراه في الدين)...!!
هدموا قبر أم المؤمنين خديجة، فصعدت حمامات روحها مرة أخرى إلى السماء فملأت السماء نوراً وكبرياء العظماء... يا رب... أتوجه إليك بحق أم المؤمنين خديجة وبحق عم رسولك أبو طالب وأقول: يا سيدتي ويا سيدي... إنا توجهنا واستشفعنا بكما وقدمناكما بين يدي حاجاتنا... يا وجيهين عن الله، أشفعا لنا عن الله... وأسأل الله بحقكما وهو عظيمٍ عنده، أن يلهمنا صبركما العظيم، وإيمانكما النقي، وإخلاصكما الطاهر في كل الأمور مهما صعبت واشتدت... | |
|
| |
قمر الزمان عضو ادارة
المشاركات : 90649 نقاط المساهمات : 171880 الشعبيه : 290 تاريخ التسجيل : 29/11/2009 العمر : 46 الموقع : منتدى اسره القلم العمل/الترفيه : بتثقف المزاج : الحمدلله
| موضوع: رد: بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان الجمعة يونيو 27, 2014 5:06 am | |
| | |
|
| |
| بين خديجة وعبد مناف ورمضان... قصة إيمان | |
|