منتدى اسرة القلم
[الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول 18


اهلا بك زائرنا الكريم
تفضل بالانضمام لاسرتنا بالضغط على كلمه سجل
اهلا وسهلا بكم نورتونا
تمنى لك المتعه والفائده معنا
منتدى اسرة القلم
[الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول 18


اهلا بك زائرنا الكريم
تفضل بالانضمام لاسرتنا بالضغط على كلمه سجل
اهلا وسهلا بكم نورتونا
تمنى لك المتعه والفائده معنا
منتدى اسرة القلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اسرة القلم

كل ما يجود فيه الخاطر من همس وحب ومشاعر وابداع تميز بلا حدود ...
 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» ❞ كتاب فوضى المشاعر ❝ ⏤ ستيفان زفايج
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:58 am من طرف قمر الزمان

» رواية أرني أنظر إليك ❝ ⏤ خولة حمدى
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:50 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب زوربا pdfالمؤلف: نيكوس كازانتزاكيس
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الإثنين مايو 17, 2021 9:27 am من طرف قمر الزمان

» كتاب أحجار على رقعة الشطرنج :وليم جاي كار
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:57 am من طرف قمر الزمان

»  رواية ذهب مع الريح PDF تأليف (مارغريت ميتشل)
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:50 am من طرف قمر الزمان

» كتاب عصر الحب pdf تأليف (نجيب محفوظ).
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:46 am من طرف قمر الزمان

» رواية جامع الفراشات pdf تأليف ( جون فاولز )
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:36 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب سنترال بارك pdf غيوم ميسو
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:31 am من طرف قمر الزمان

» تحميل كتاب بعد 7 سنوات ل غيوم ميسو
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأحد أغسطس 23, 2020 4:19 am من طرف قمر الزمان

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
FaceBooke
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 20 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 20 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 226 بتاريخ الأحد ديسمبر 29, 2019 12:55 pm

 

 الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول

اذهب الى الأسفل 
+6
قمر الزمان
HAMSALHB
ساره
شمس المنتدى
كارمن
Hassan Rashid
10 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Hassan Rashid
عضو مشارك
عضو مشارك
Hassan Rashid


ذكر الدلو التِنِّين
المشاركات : 58
نقاط المساهمات : 223
الشعبيه : 1
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
العمر : 47
الموقع : كندا
العمل/الترفيه : مهندس بترول
المزاج : ممتاز

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الجمعة يوليو 23, 2010 12:08 pm

هذه قصة حقيقية مازال بطلها على قيد الحياة، وقد استأذنته في كتابتها فأذن لي بذلك بشرط عدم ذكر اسمه، ولا أخفيك سراً أنني عندما استمعت لهذه القصة كنت بين مكذب ومصدق، إلا أن الدموع التي انهمرت من عين بطلها وهو يرويها، وبدني الذي اقشعر من هول ما سمعت جعلا صدق الرجل عندي لا مراء فيه.

وبطلنا وزير سابق في وزارة سيادية ، كانت سطوته وقسوته مضرب الأمثال ، وقد خرج من الوزارة عقب أزمة سياسية طاحنة مرت بالبلاد ، ولم يكن من المقدّر لي أن ألتقي بهذا الوزير السابق لولا أن صديقاً لي أشترى منه قطعة أرض ، وبحكم الصداقة طلب مني صديقي أن أتحقق من الملكية وأحرر عقد البيع ، وعندما أنجزت المهمة الموكلة إلىّ حانت لحظة التوقيع على العقد الابتدائي فطلبت من صديقي اصطحاب الوزير السابق إلى مكتبي حتى يقوم بالتوقيع باعتباره بائع الأرض ، إلا أن صديقي زم شفتيه وزوى حاجبيه وقال بلا مبالاة مصطنعة ... الرجل بلغ من الكبر عتياً .... وقد لا تساعده صحته على الحضور إلى مكتبك، خاصة وأن مكتبك في مصر الجديدة وهو يقيم في الضفة الأخرى من المدينة، فهل يضيرك أن ننتقل نحن إليه ؟... وثق أنه لن يضيع من وقتك الكثير، ففي دقائق سنكون في الفندق الأثير للرجل وهو فندق نصف مشهور في أطراف الجيزة في منطقة هادئة ، وقد اعتاد الوزير السابق ارتشاف فنجان قهوته صباح كل يوم في الركن الشرقي بهذا الفندق ، وحسبك يا أخي أنك ستلتقي بوزير كانت الدنيا تقوم ولا تقعد من أجله ، بل إن كل وزراء مصر في وقته كانوا يتمنون رضاه ... وعلى مضض وافقت إذ لم يكن من المألوف في عملي أن ألتقي بالعملاء خارج المكتب ، وفى اليوم التالي كانت السيارة تنهب الأرض نهباً في طريقها إلى الجيزة ، وكانت قطرات المطر تنساب على زجاج السيارة الأمامي برتابة مملة ، في الوقت الذي ظل صديقي فيه يتحدث بلا توقف وبرتابة مملة أيضاً إلا أنني تشاغلت عنه بمراجعة الأوراق والعقود.

ومن بعيد رأيت الرجل ... يا الله ... أهذا هو من ارتعدت فرائص مصر من بطشه وجبروته ؟ !! أهذا هو من ألقى العشرات في السجون وبغى وتجبر ...؟!! ها هو يجلس وحيداً في ركن منزوٍ وقد خط الزمن بريشته خطوطاً متقاطعة على وجهه، وفعل الأفاعيل في تقاطيعه فتهدل حاجباه وتدلت شفتاه وبدا طاعناً في السن وكأنه جاء من زمن أهل الكهف.

وعلى الطاولة وبعد همهمات وسلامات قدمت الأوراق إلى الرجل وأعطيته قلمي كي يوقع على العقد ، إلا أنه أخرج قلماً من معطف كان يضعه على كرسي قريب منه ثم خلع قفازه ، وارتدى نظارة القراءة وسألني بابتسامة باهتة ... أوقع فين يا أستاذ؟ فأشرت له إلى خانة في الصفحة الأخيرة ، وأمسكتها له كي أساعده ، وفى اللحظة التي قام فيها الرجل بالتوقيع على العقد جفلت يدي رغماً عني ، فوقعت الورقة مني ، إذ وقعت عيناي على ظهر يد الرجل اليمنى فرأيت بقعة مستديرة ملتهبة في جلده يتراوح لونها بين الاحمرار والاصفرار وكأنها سُلخت على مهل ، والغريب أنني شممت رائحة شواء تنبعث من هذه البقعة وكأنها ما زالت تشوى على النار !!! ويبدو أن الوزير السابق تنبه لحالة الارتباك التي أصابتني ، وتوقعت أن يهب ثائراً متبرماً ، إلا أنه وعلى عكس ما توقعت نظر إلىّ نظرة حانية هادئة وكأنه أبي ، وإذا بملامح طيبة ترتسم على وجهه بلا افتعال، ملامح لا علاقة لها بالوزير المتغطرس الباطش المستبد ، وكأن ملامحه الطيبة هذه تدل على رجل من أهل الله ، وبيد مرتعشة تفوح منها رائحة الشواء قدم لي الوزير العقد قائلاً : أتفضل يا أستاذ ، ثم ألتفت لصديقي قائلاً : مبارك على الأرض .... إتفضلوا أكملوا الشاي.

ومع الرشفة الأخيرة وبعد عبارات التهنئة جمعت كل ما أملك من قوة وقلت له سلامة يدك يا معالي الباشا، شفاك الله وعافاك... خير إن شاء الله .... يبدو أن شيئاً ما أصاب يدك قبل حضورنا فشكلها ملتهب جداً.... ولم يرد الرجل إلا بتمتمة غير مفهومة، إلا أنه نظر في الفراغ الذي أمامه نظرة أسى وحزن وكأنه أتعس رجل في العالم.

ومرت أيام وشهور على هذه الواقعة وظلت نظرة الرجل التعيسة ويده المحترقة التي تفوح منها رائحة الشواء لا تغادر خيالي... إلا أنه لأن كل شيء يُنّسى مع مرور الأيام انزوت هذه الواقعة في ركن خلفي من ذاكرتي وسرعان ما تناسيت الرجل وتناسيت يده المشوية.

ومر عامان إلا بضعة أشهر وجاء موسم انتخابات نقابة المحامين ، وتزاحمت علىَّ الأحداث ذلك أن أحد أصدقائي رشح نفسه لمنصب النقيب وكانت ضريبة الصداقة والوفاء توجب علىّ الوقوف بجانبه عن طريق جلب الأنصار وتحييد الخصوم ، وحدث أن واعدني أحد الأصدقاء لمقابلة بعض الأنصار في نفس الفندق الذي التقيت فيه بالوزير السابق وقبل الموعد المضروب كنت أجلس في نفس الركن الشرقي ارتشف فنجان القهوة المضبوط ، وأمسح حبات العرق التي سالت على جبيني من فرط حرارة الجو ، وإذا برجل طاعن في السن يتوكأ على عصاه ، ويتوجه على مهل إلى طاولة في أقصى المكان .... منفرداً .... منزوياً ... نعم كان هو الوزير السابق صاحب اليد الحمراء المشوية.

وبعد أن جلس واستوى على مقعده حانت منه التفاتة إلى الطاولة التي أجلس عليها , ثم إذا ببصره يعود ويستقر عندي للحظات ، وكان أن تبادلنا الابتسامات والإيماءات ، ولغير سبب واضح قمت من مقعدي وتقدمت للوزير السابق محيياً مذكراً إياه بنفسي ، وبنفس الملامح الطيبة التي رأيتها عليه من قبل دعاني للجلوس ، وبعد التحيات والسؤال عن الصحة والكلام عن الجو الحار والزحام وقعت عيناي رغماً عنى على يده فوجدته – ويالعجبي – يرتدي قفازه الأسود !! – رغم حرارة الجو – فقلت بغير دبلوماسية وبعبارات فجة متطفلة لا أعرف كيف خرجت مني... كيف حال يدك يا معالي الباشا ... أشفيت إن شاء الله ... حرق هو أليس كذلك؟ ... وبكلمات بطيئة متلعثمة وجلة قال ... نعم حرق ولكن ليس كأي حرق ... إيه ربنا يستر. ولدهشتي استرسل الوزير السابق في حديثه وكأنه يحدث نفسه ... طبعاً انت عارف ماذا كان موقعي في الدولة ، كنت الآمر الناهي وكان الجميع يخطب ودي تصورت أنني أعز من أشاء وأذل من أشاء وتصورت أن المنصب سيدوم لي أبد الآبدين لم أفكر في يوم من الأيام أن هناك خالقا وأن هناك حسابا ، فحبست وعذبت وخربت بيوت بغير حق بل وأحياناً دون سبب ... وجاء يوم وليته ما جاء كنت عائداً إلى بيتي تحيطني سيارات الحراسة من كل جانب ، ولسوء طالعي وقع بصري على كشكقابع في جانب من الطريق فاستقبحت منظره ، وفى اليوم التالي أصدرت قراراً بإزالة الكشك وفي غضون دقائق معدودة بعد صدور القرار قامت قوات وجحافل بإزالة الكشك حتى لا يقع عليه بصري وأنا عائد إلى بيتي ، لا تسألني عن صاحب الكشك ولا عن حقوق الإنسان فوقتها لم يشغل هذا الأمر تفكيري ولو للحظة ، وقطع الوزير كلامه قائلاً: تشرب شاي لا زم والله... وقبل أن أرد عاد إلى حديثه دون أن ينتظر إجابتي ... وأثناء عودتي نظرت إلى مكان الكشك فوجدت رجلاً متهالكاً يجلس على الأرض ومعه امرأة متشحة بالسواد وأطفال حفاة أقرب إلى العراة ، وعندما اقترب الموكب من المكان تمهل الركب لغير سبب وكأننا مجموعة من الحجاج يطوفون حول بقعة قدسية ، فإذا بالرجل الجالس يهب واقفاً قائلاً بأعلى صوته يا فلان إتق الله.. اتق الله. وضايقتني العبارات أشد المضايقة فسألت أحد اللواءات الذين كانوا يرافقونني من هذا؟ فقال لي: إنه صاحب الكشك ... ولم أنتظر لليوم التالي بل وأنا في سيارتي أصدرت قراراً باعتقال صاحب الكشك ثم اتصلت تليفونياً ببعض أعواني وأمرتهم بتأديب الرجل... ومرة أخرى قطع الوزير كلامه قائلاً: الله ...ألم تطلب شاي لازم والله ... ثم وبنفس الاسترسال ودون انتظار الإجابة استمر قائلاً ... أرقتني عبارة الرجل إتق الله كانت صادقة وقوية ومجلجلة ، لم أتعود أن يقولها أحد لي من قبل ، هل تصدق أنني عندما ذهبت إلى بيتي تحدثت مع قريب لي في كلية دار العلوم حتى يشرح لي معنى كلمة "اتق الله" لا أعرف لماذا توقفت هذه الكلمة عند أذني وتجاوزت سمعي إلى داخل أحشائي فإذا بألم شديد يمزق معدتي ... ومع بعض المسكنات والمهدئات حاولت أن أنام ولم أستطع وفى اليوم التالي رأيت في ذات المكان إمرة صاحب الكشك وهى متشحة بسوادها ومعها أطفالها العراة ، وإذا بصوتها هي الأخرى يعلوا مجلجلاً يا فلان اتق الله ، وفى بيتي لاحظت زوجتي أرقي فهدأت من روعي وقالت لي: لا تخش شيئاً أنت من أهل الجنة خدماتك على البلد كثيرة حد يقدر ينكر. هل تصدق يا أستاذ ... هو بالمناسبة ألم تطلب شيئا ؟؟ الله ألم تطلب شاي لازم والله، وعرفت أنه لن ينتظر إجابتي وبالفعل استمر في استرساله الغريب... هل تصدق أنني نمت يومها نوماً عميقاً... وياليتني ما نمت .... وهنا بدأت دموع الرجل تنساب وبدأ صوته يتهدج ، نمت ورأيت في نومي أن القيامة قد قامت ورأيتني عارياً من ملابسي ، وإذا بملائكة غلاظ شداد لا أستطيع أن أصفهم لك يجذبونني بعنف إلى النار وأنا أقاوم وأحاول أن أبحث عن حراسي ورجالي ولكن للأسف لم أجد أحداً معي يناصرني أو يدفع عني العذاب ، هل تصدق أنه أثناء جذب الملائكة لي رأيت زوجتي فقلت لها أنقذيني فقالت : نفسي نفسي ، فتعجبت !! وقلت لها: ألم تخبريني أنني من أهل الجنة ؟ فلم ترد ، حاولت أن أناقش الملائكة فقلت لهم لقد قدمت لمصر الكثير ستجدون أعمالي الباهرة في ميزان حسناتي فلم يرد علي أحد منهم ، وأثناء جذبي وجرّي نظرت إلى الجنة فوجدت قصراً عالياً شامخاً ليس له مثيل يظهر من خلال أسوار الجنة ، هل تصدق أنها أسوار تشف ما خلفها!! فقلت للملائكة هذا قصري خذوني إليه فقال أحد الملائكة إنه قصر صاحب الكشك فقلت ولماذا استحقه فقال الملاك لأنه لم يرضخ للظلم وقال كلمة حق عند سلطان جائر فهو شهيد ، فقلت وأين مكاني قالوا في الدرك الأسفل من النار ، وقتها حاولت التملص منهم وكنا قد اقتربنا من أبواب الجحيم ، وعندما هممت بدفع أحد الملائكة بيدي هذه إذا بلفحة بسيطة من حر جهنم تصيبني في ظهر يدي ، آه لو تعرف يا أستاذ مدى الألم الذي أصابني لا يوجد مثله مثيل على وجه الأرض ، مجرد لفحة بسيطة لا من النار ولكن من حر النار ، فقمت من نومي صارخاً فزعاً ونظرت إلى ظهر يدي فإذا به وكأنه احترق ورائحة الشواء تتصاعد منه وآه وآه وألف آه أسرعت بالاتصال تليفونياً بأحد رجالي فإذا به يخبرني أن صاحب الكشك مات من التعذيب ... مات لا وألف لا .... صرخت قائلاً .... أعيدوه للحياة .... أعيدوه للحياة أعيدوا له الكشك .... ولكن لا حياة لمن تنادي ... سبقتني يدي إلى النار ... كنت قد اندمجت مع حكاية الوزير حتى أنني لم ألحظ بكاءه ونشيجه ، وكان بدني كله مقشعراً وكأنني قنفذ تائه في صحراء , ونظرت حولي فإذا ببعض الجالسين المتطفلين ينظرون إلينا باهتمام بالغ ، وتدحرجت كلمات مني لا علاقة لها ببعض : يا باشا ربنا غفور رحيم أطلب منه المغفرة ... على فكرة أنا ممكن أطلب شاي .... هو الرجل مات فعلاً .... هي النار جامدة قوى .... ربنا يستر .... ربنا يستر ..... وبعد هنيهة عاد الهدوء للرجل واكتسى وجهه بملامح طيبة وظهرت في عينيه نظرة رجاء واستعطاف ثم قال ربنا غفور أليس كذلك ثم أردف إتفضل أشرب شاي.

نذكر بقول الله تعالى: أنه من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كارمن
المستشارة
المستشارة
كارمن


انثى المشاركات : 22471
نقاط المساهمات : 47962
الشعبيه : 265
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
المزاج : رومانس

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الجمعة يوليو 23, 2010 11:30 pm

يمهل ولا يهمل

شكرا لك حسن على قصتك الحلوة

بعتذر منك حسن
نقلتها لمنتدى الحكايات
هناك موقعها

شكرا ك


عدل سابقا من قبل karmen في الجمعة يوليو 23, 2010 11:46 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس المنتدى
المديرة التنفيذية
المديرة التنفيذية
شمس المنتدى


انثى العذراء القرد
المشاركات : 24337
نقاط المساهمات : 41147
الشعبيه : 124
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
العمر : 43
الموقع : اسرة القلم
العمل/الترفيه : منتدانا الغالي
المزاج : اخر رواق

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الجمعة يوليو 23, 2010 11:44 pm

يعطيك العافيه اخي على القصه الرائعه


مشكوور لجهودك وابداعك المتواصل

دمتى بكل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ساره
عضو متألق
عضو متألق
ساره


انثى الجوزاء الخنزير
المشاركات : 4058
نقاط المساهمات : 8192
الشعبيه : 18
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
العمر : 40
الموقع : الحنين

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1السبت يوليو 24, 2010 4:23 am

بارك الله فيك القصه
راااااااااااااااائع
جدااااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ساره
عضو متألق
عضو متألق
ساره


انثى الجوزاء الخنزير
المشاركات : 4058
نقاط المساهمات : 8192
الشعبيه : 18
تاريخ التسجيل : 29/01/2010
العمر : 40
الموقع : الحنين

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1السبت يوليو 24, 2010 4:24 am

بارك الله فيك القصه
راااااااااااااااائع
جدااااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HAMSALHB
المشرفة العامة
المشرفة العامة
HAMSALHB


انثى المشاركات : 33281
نقاط المساهمات : 72957
الشعبيه : 183
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
الموقع : اسرة القلم
العمل/الترفيه : ان اكون معكم دائما
المزاج : الحمد الله دائما وابدا

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الجمعة يناير 14, 2011 1:52 am

شكرا لحضورك المميز معنا اخي حسن

نعم ان الله يمهل ولا يهمل ومن تجبر وطغى

سيعذبه العذاب الاكبر وهو غفور رحيم في نفس الوقت

ونعود الى قول سيدنا عمر رضي الله عنه

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا

بارك الله بك على القصه الرائعه والحكمه الجميله التي تعلمنا ان

لانظلم الناس حتى لا نظلم انفسنا ابدا

دمت بكل الود والسعاده

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر الزمان
عضو ادارة
عضو ادارة
قمر الزمان


انثى العقرب الثعبان
المشاركات : 90649
نقاط المساهمات : 171880
الشعبيه : 290
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
العمر : 46
الموقع : منتدى اسره القلم
العمل/الترفيه : بتثقف
المزاج : الحمدلله

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الخميس ديسمبر 01, 2011 11:00 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




تراقصت الطيور بحضورك

وأنشدت بأصواتها أجمل ألوان الترحيب

ورقصت الغزلان على تلك الحقول


وتساقط من السماء أمطار التحية


والياسمين فرحا بقدومك

أهلا وسهلا بقدومك

ومرحبا بحبرك على أوراق صفحاتنا



نورت منتدى اسره القلم


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


هلااااااااااااااااااااااااااا وغلااااااااااا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


نورت المنتدى وفرشنالك الزهور بقدمك اللي حلى منتدانا



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أهلا وسهلا بك بإنضمامك لباقة زهورنا الفواحة في ((منتدى اسرة القلم))
آملين ان تسعد بيننا ونسعد بك
كل التراحيب و التحايا لا تعبر عن مدى سرورنا بإنضمامك لنا
ها هي ايادينا نمدها لكِ ترحيبا وحفاوه آملين أن تقضي بصحبتنا
أسعد و أطيب الأوقات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور
الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع
[


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يا ريت تمتعنا بمشاركاتك دوما وبتالقك

تحياتي

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى العمر
المراقبة العامة
المراقبة العامة
ندى العمر


انثى المشاركات : 19202
نقاط المساهمات : 33241
الشعبيه : 72
تاريخ التسجيل : 27/07/2012
الموقع : منتدى اسرة القلم
المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 3:42 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسين الغريب
عضو رائع
عضو رائع



ذكر المشاركات : 2295
نقاط المساهمات : 3904
الشعبيه : 10
تاريخ التسجيل : 20/12/2010

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأحد أكتوبر 14, 2012 5:04 pm

نعم ان الله يمهل ولا يهمل ومن تجبر وطغى

سيعذبه العذاب الاكبر...................................


يسلموووووو حسن فعلا قصه رائعه............


تحياتي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راشد الكاسر
مدير العلاقات العامة
مدير العلاقات العامة
راشد الكاسر


ذكر الثور الثور
المشاركات : 19882
نقاط المساهمات : 30950
الشعبيه : 51
تاريخ التسجيل : 27/02/2010
العمر : 51

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 07, 2012 3:01 pm

رائع جدا
سلمت انامل اصابعك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريب الروح
يوبيل القلم الذهبي
يوبيل القلم الذهبي
غريب الروح


ذكر العذراء الماعز
المشاركات : 102389
نقاط المساهمات : 161265
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 24/08/2012
العمر : 44

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 21, 2012 7:38 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


تسلم دياتك على هذا المجهود

الملحوظ منك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى العمر
المراقبة العامة
المراقبة العامة
ندى العمر


انثى المشاركات : 19202
نقاط المساهمات : 33241
الشعبيه : 72
تاريخ التسجيل : 27/07/2012
الموقع : منتدى اسرة القلم
المزاج : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 21, 2012 11:17 pm

تم النقل لمرجع القسم ارجوا المتابعه

مع الشكر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريب الروح
يوبيل القلم الذهبي
يوبيل القلم الذهبي
غريب الروح


ذكر العذراء الماعز
المشاركات : 102389
نقاط المساهمات : 161265
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 24/08/2012
العمر : 44

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الإثنين يناير 28, 2013 5:59 pm

Hassan Rashid كتب:

هذه قصة حقيقية مازال بطلها على قيد الحياة، وقد استأذنته في كتابتها فأذن لي بذلك بشرط عدم ذكر اسمه، ولا أخفيك سراً أنني عندما استمعت لهذه القصة كنت بين مكذب ومصدق، إلا أن الدموع التي انهمرت من عين بطلها وهو يرويها، وبدني الذي اقشعر من هول ما سمعت جعلا صدق الرجل عندي لا مراء فيه.

وبطلنا وزير سابق في وزارة سيادية ، كانت سطوته وقسوته مضرب الأمثال ، وقد خرج من الوزارة عقب أزمة سياسية طاحنة مرت بالبلاد ، ولم يكن من المقدّر لي أن ألتقي بهذا الوزير السابق لولا أن صديقاً لي أشترى منه قطعة أرض ، وبحكم الصداقة طلب مني صديقي أن أتحقق من الملكية وأحرر عقد البيع ، وعندما أنجزت المهمة الموكلة إلىّ حانت لحظة التوقيع على العقد الابتدائي فطلبت من صديقي اصطحاب الوزير السابق إلى مكتبي حتى يقوم بالتوقيع باعتباره بائع الأرض ، إلا أن صديقي زم شفتيه وزوى حاجبيه وقال بلا مبالاة مصطنعة ... الرجل بلغ من الكبر عتياً .... وقد لا تساعده صحته على الحضور إلى مكتبك، خاصة وأن مكتبك في مصر الجديدة وهو يقيم في الضفة الأخرى من المدينة، فهل يضيرك أن ننتقل نحن إليه ؟... وثق أنه لن يضيع من وقتك الكثير، ففي دقائق سنكون في الفندق الأثير للرجل وهو فندق نصف مشهور في أطراف الجيزة في منطقة هادئة ، وقد اعتاد الوزير السابق ارتشاف فنجان قهوته صباح كل يوم في الركن الشرقي بهذا الفندق ، وحسبك يا أخي أنك ستلتقي بوزير كانت الدنيا تقوم ولا تقعد من أجله ، بل إن كل وزراء مصر في وقته كانوا يتمنون رضاه ... وعلى مضض وافقت إذ لم يكن من المألوف في عملي أن ألتقي بالعملاء خارج المكتب ، وفى اليوم التالي كانت السيارة تنهب الأرض نهباً في طريقها إلى الجيزة ، وكانت قطرات المطر تنساب على زجاج السيارة الأمامي برتابة مملة ، في الوقت الذي ظل صديقي فيه يتحدث بلا توقف وبرتابة مملة أيضاً إلا أنني تشاغلت عنه بمراجعة الأوراق والعقود.

ومن بعيد رأيت الرجل ... يا الله ... أهذا هو من ارتعدت فرائص مصر من بطشه وجبروته ؟ !! أهذا هو من ألقى العشرات في السجون وبغى وتجبر ...؟!! ها هو يجلس وحيداً في ركن منزوٍ وقد خط الزمن بريشته خطوطاً متقاطعة على وجهه، وفعل الأفاعيل في تقاطيعه فتهدل حاجباه وتدلت شفتاه وبدا طاعناً في السن وكأنه جاء من زمن أهل الكهف.

وعلى الطاولة وبعد همهمات وسلامات قدمت الأوراق إلى الرجل وأعطيته قلمي كي يوقع على العقد ، إلا أنه أخرج قلماً من معطف كان يضعه على كرسي قريب منه ثم خلع قفازه ، وارتدى نظارة القراءة وسألني بابتسامة باهتة ... أوقع فين يا أستاذ؟ فأشرت له إلى خانة في الصفحة الأخيرة ، وأمسكتها له كي أساعده ، وفى اللحظة التي قام فيها الرجل بالتوقيع على العقد جفلت يدي رغماً عني ، فوقعت الورقة مني ، إذ وقعت عيناي على ظهر يد الرجل اليمنى فرأيت بقعة مستديرة ملتهبة في جلده يتراوح لونها بين الاحمرار والاصفرار وكأنها سُلخت على مهل ، والغريب أنني شممت رائحة شواء تنبعث من هذه البقعة وكأنها ما زالت تشوى على النار !!! ويبدو أن الوزير السابق تنبه لحالة الارتباك التي أصابتني ، وتوقعت أن يهب ثائراً متبرماً ، إلا أنه وعلى عكس ما توقعت نظر إلىّ نظرة حانية هادئة وكأنه أبي ، وإذا بملامح طيبة ترتسم على وجهه بلا افتعال، ملامح لا علاقة لها بالوزير المتغطرس الباطش المستبد ، وكأن ملامحه الطيبة هذه تدل على رجل من أهل الله ، وبيد مرتعشة تفوح منها رائحة الشواء قدم لي الوزير العقد قائلاً : أتفضل يا أستاذ ، ثم ألتفت لصديقي قائلاً : مبارك على الأرض .... إتفضلوا أكملوا الشاي.

ومع الرشفة الأخيرة وبعد عبارات التهنئة جمعت كل ما أملك من قوة وقلت له سلامة يدك يا معالي الباشا، شفاك الله وعافاك... خير إن شاء الله .... يبدو أن شيئاً ما أصاب يدك قبل حضورنا فشكلها ملتهب جداً.... ولم يرد الرجل إلا بتمتمة غير مفهومة، إلا أنه نظر في الفراغ الذي أمامه نظرة أسى وحزن وكأنه أتعس رجل في العالم.

ومرت أيام وشهور على هذه الواقعة وظلت نظرة الرجل التعيسة ويده المحترقة التي تفوح منها رائحة الشواء لا تغادر خيالي... إلا أنه لأن كل شيء يُنّسى مع مرور الأيام انزوت هذه الواقعة في ركن خلفي من ذاكرتي وسرعان ما تناسيت الرجل وتناسيت يده المشوية.

ومر عامان إلا بضعة أشهر وجاء موسم انتخابات نقابة المحامين ، وتزاحمت علىَّ الأحداث ذلك أن أحد أصدقائي رشح نفسه لمنصب النقيب وكانت ضريبة الصداقة والوفاء توجب علىّ الوقوف بجانبه عن طريق جلب الأنصار وتحييد الخصوم ، وحدث أن واعدني أحد الأصدقاء لمقابلة بعض الأنصار في نفس الفندق الذي التقيت فيه بالوزير السابق وقبل الموعد المضروب كنت أجلس في نفس الركن الشرقي ارتشف فنجان القهوة المضبوط ، وأمسح حبات العرق التي سالت على جبيني من فرط حرارة الجو ، وإذا برجل طاعن في السن يتوكأ على عصاه ، ويتوجه على مهل إلى طاولة في أقصى المكان .... منفرداً .... منزوياً ... نعم كان هو الوزير السابق صاحب اليد الحمراء المشوية.

وبعد أن جلس واستوى على مقعده حانت منه التفاتة إلى الطاولة التي أجلس عليها , ثم إذا ببصره يعود ويستقر عندي للحظات ، وكان أن تبادلنا الابتسامات والإيماءات ، ولغير سبب واضح قمت من مقعدي وتقدمت للوزير السابق محيياً مذكراً إياه بنفسي ، وبنفس الملامح الطيبة التي رأيتها عليه من قبل دعاني للجلوس ، وبعد التحيات والسؤال عن الصحة والكلام عن الجو الحار والزحام وقعت عيناي رغماً عنى على يده فوجدته – ويالعجبي – يرتدي قفازه الأسود !! – رغم حرارة الجو – فقلت بغير دبلوماسية وبعبارات فجة متطفلة لا أعرف كيف خرجت مني... كيف حال يدك يا معالي الباشا ... أشفيت إن شاء الله ... حرق هو أليس كذلك؟ ... وبكلمات بطيئة متلعثمة وجلة قال ... نعم حرق ولكن ليس كأي حرق ... إيه ربنا يستر. ولدهشتي استرسل الوزير السابق في حديثه وكأنه يحدث نفسه ... طبعاً انت عارف ماذا كان موقعي في الدولة ، كنت الآمر الناهي وكان الجميع يخطب ودي تصورت أنني أعز من أشاء وأذل من أشاء وتصورت أن المنصب سيدوم لي أبد الآبدين لم أفكر في يوم من الأيام أن هناك خالقا وأن هناك حسابا ، فحبست وعذبت وخربت بيوت بغير حق بل وأحياناً دون سبب ... وجاء يوم وليته ما جاء كنت عائداً إلى بيتي تحيطني سيارات الحراسة من كل جانب ، ولسوء طالعي وقع بصري على كشكقابع في جانب من الطريق فاستقبحت منظره ، وفى اليوم التالي أصدرت قراراً بإزالة الكشك وفي غضون دقائق معدودة بعد صدور القرار قامت قوات وجحافل بإزالة الكشك حتى لا يقع عليه بصري وأنا عائد إلى بيتي ، لا تسألني عن صاحب الكشك ولا عن حقوق الإنسان فوقتها لم يشغل هذا الأمر تفكيري ولو للحظة ، وقطع الوزير كلامه قائلاً: تشرب شاي لا زم والله... وقبل أن أرد عاد إلى حديثه دون أن ينتظر إجابتي ... وأثناء عودتي نظرت إلى مكان الكشك فوجدت رجلاً متهالكاً يجلس على الأرض ومعه امرأة متشحة بالسواد وأطفال حفاة أقرب إلى العراة ، وعندما اقترب الموكب من المكان تمهل الركب لغير سبب وكأننا مجموعة من الحجاج يطوفون حول بقعة قدسية ، فإذا بالرجل الجالس يهب واقفاً قائلاً بأعلى صوته يا فلان إتق الله.. اتق الله. وضايقتني العبارات أشد المضايقة فسألت أحد اللواءات الذين كانوا يرافقونني من هذا؟ فقال لي: إنه صاحب الكشك ... ولم أنتظر لليوم التالي بل وأنا في سيارتي أصدرت قراراً باعتقال صاحب الكشك ثم اتصلت تليفونياً ببعض أعواني وأمرتهم بتأديب الرجل... ومرة أخرى قطع الوزير كلامه قائلاً: الله ...ألم تطلب شاي لازم والله ... ثم وبنفس الاسترسال ودون انتظار الإجابة استمر قائلاً ... أرقتني عبارة الرجل إتق الله كانت صادقة وقوية ومجلجلة ، لم أتعود أن يقولها أحد لي من قبل ، هل تصدق أنني عندما ذهبت إلى بيتي تحدثت مع قريب لي في كلية دار العلوم حتى يشرح لي معنى كلمة "اتق الله" لا أعرف لماذا توقفت هذه الكلمة عند أذني وتجاوزت سمعي إلى داخل أحشائي فإذا بألم شديد يمزق معدتي ... ومع بعض المسكنات والمهدئات حاولت أن أنام ولم أستطع وفى اليوم التالي رأيت في ذات المكان إمرة صاحب الكشك وهى متشحة بسوادها ومعها أطفالها العراة ، وإذا بصوتها هي الأخرى يعلوا مجلجلاً يا فلان اتق الله ، وفى بيتي لاحظت زوجتي أرقي فهدأت من روعي وقالت لي: لا تخش شيئاً أنت من أهل الجنة خدماتك على البلد كثيرة حد يقدر ينكر. هل تصدق يا أستاذ ... هو بالمناسبة ألم تطلب شيئا ؟؟ الله ألم تطلب شاي لازم والله، وعرفت أنه لن ينتظر إجابتي وبالفعل استمر في استرساله الغريب... هل تصدق أنني نمت يومها نوماً عميقاً... وياليتني ما نمت .... وهنا بدأت دموع الرجل تنساب وبدأ صوته يتهدج ، نمت ورأيت في نومي أن القيامة قد قامت ورأيتني عارياً من ملابسي ، وإذا بملائكة غلاظ شداد لا أستطيع أن أصفهم لك يجذبونني بعنف إلى النار وأنا أقاوم وأحاول أن أبحث عن حراسي ورجالي ولكن للأسف لم أجد أحداً معي يناصرني أو يدفع عني العذاب ، هل تصدق أنه أثناء جذب الملائكة لي رأيت زوجتي فقلت لها أنقذيني فقالت : نفسي نفسي ، فتعجبت !! وقلت لها: ألم تخبريني أنني من أهل الجنة ؟ فلم ترد ، حاولت أن أناقش الملائكة فقلت لهم لقد قدمت لمصر الكثير ستجدون أعمالي الباهرة في ميزان حسناتي فلم يرد علي أحد منهم ، وأثناء جذبي وجرّي نظرت إلى الجنة فوجدت قصراً عالياً شامخاً ليس له مثيل يظهر من خلال أسوار الجنة ، هل تصدق أنها أسوار تشف ما خلفها!! فقلت للملائكة هذا قصري خذوني إليه فقال أحد الملائكة إنه قصر صاحب الكشك فقلت ولماذا استحقه فقال الملاك لأنه لم يرضخ للظلم وقال كلمة حق عند سلطان جائر فهو شهيد ، فقلت وأين مكاني قالوا في الدرك الأسفل من النار ، وقتها حاولت التملص منهم وكنا قد اقتربنا من أبواب الجحيم ، وعندما هممت بدفع أحد الملائكة بيدي هذه إذا بلفحة بسيطة من حر جهنم تصيبني في ظهر يدي ، آه لو تعرف يا أستاذ مدى الألم الذي أصابني لا يوجد مثله مثيل على وجه الأرض ، مجرد لفحة بسيطة لا من النار ولكن من حر النار ، فقمت من نومي صارخاً فزعاً ونظرت إلى ظهر يدي فإذا به وكأنه احترق ورائحة الشواء تتصاعد منه وآه وآه وألف آه أسرعت بالاتصال تليفونياً بأحد رجالي فإذا به يخبرني أن صاحب الكشك مات من التعذيب ... مات لا وألف لا .... صرخت قائلاً .... أعيدوه للحياة .... أعيدوه للحياة أعيدوا له الكشك .... ولكن لا حياة لمن تنادي ... سبقتني يدي إلى النار ... كنت قد اندمجت مع حكاية الوزير حتى أنني لم ألحظ بكاءه ونشيجه ، وكان بدني كله مقشعراً وكأنني قنفذ تائه في صحراء , ونظرت حولي فإذا ببعض الجالسين المتطفلين ينظرون إلينا باهتمام بالغ ، وتدحرجت كلمات مني لا علاقة لها ببعض : يا باشا ربنا غفور رحيم أطلب منه المغفرة ... على فكرة أنا ممكن أطلب شاي .... هو الرجل مات فعلاً .... هي النار جامدة قوى .... ربنا يستر .... ربنا يستر ..... وبعد هنيهة عاد الهدوء للرجل واكتسى وجهه بملامح طيبة وظهرت في عينيه نظرة رجاء واستعطاف ثم قال ربنا غفور أليس كذلك ثم أردف إتفضل أشرب شاي.

نذكر بقول الله تعالى: أنه من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريب الروح
يوبيل القلم الذهبي
يوبيل القلم الذهبي
غريب الروح


ذكر العذراء الماعز
المشاركات : 102389
نقاط المساهمات : 161265
الشعبيه : 90
تاريخ التسجيل : 24/08/2012
العمر : 44

الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول   الوزير يدخل النار " قصة حقيقية"   منقول Icon_minitime1الإثنين نوفمبر 04, 2013 5:06 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوزير يدخل النار " قصة حقيقية" منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سَيَحْرِقُك بَريقُهُ [منقول....................منقول]
» لا تكذب على اطفالك.. قصة حقيقية
» قصة حقيقية لو كان ضيفي لأكرمته
» منقول -(ما أعذب شعر النساء )قصيده للدكتوره حنين عمر في امير الشعراء
» كعبور وكعبورة سر السعادة الزوجية منقول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسرة القلم :: —¤÷([¤ ملـتــقى ثــقـــافـــي ¤])÷¤— :: مراجع الاقسام الثقافية-
انتقل الى: