تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
لم يكن أحدا يظن يوما أن تظاهرة شعبية مطلبية بدأها شاب أراد العيش بكرامة واكتفاء
ستتحول الى شرارة تشعل البلاد من أقصاها الى أقصاها تظاهرا واحتجاجا على الظلم
والقهر والتسلط والاستبداد.
حتى أشد المتفائلين لم يتوقع تسارع الاحداث بهذا السيناريو الذي شاهدناه سوية على
شاشات التلفزة وانتهى الى هروب الرئيس السابق وعائلته الى السعودية بعد رفض
فرنسا استقبالهم.
كنا نظن نحن المتابعين بأن هذه الاحتجاجات ستنتهي الى ما انتهت اليها سابقاتها بوعود
وعطايا لا تسمن ولا تغني الا انها تدحرجت ككرة الثلج تكبر كل يوم وتنتشر لتتحول الى
ثورة شعبية وأؤكد على انها شعبية فلا دخل للاحزاب والمنظمات فيها وقد كانت سلمية
بامتياز فلا عنف الا عنف السلطة وميليشياتها.
هي الإرادة في التغيير التي انتصرت على الجمود وانسداد الأفق بعد أن استعصى الإصلاح
فالفساد مستشر ومنتشر كالسرطان ينخر في جسم الدولة في بلد تعج بالكفاءات العلمية
والثقافية تحكمها عائلة ومثلها الكثير تتحكم وتسيطر على كل شيء ولا تبقي الا الفتات.
نعم نستطيع......
هذا هو العنوان الأبرز للمرحلة فما بعد الرابع عشر من يناير لن يكون كما قبله ولكل حاكم ان
يراجع حساباته فلا دائم الا وجه الله ولا أمريكا ولا غيرها قادرة على حمايته من غضب الشعب
وثوران بركانه الذي مهما حاولوا إخماده لا بد وان ينفجر من جديد.
كيف لحاكم ان يدير شؤون بلد وهو في الخامسة والثمانين من العمر..... أي ذاكرة وأي فكر
وأي ذهنية يمتلكون وكأن الأمة لا تملك من الشباب من هم على قدر من المسؤولية وكأن البلاد
عقارات سجلت بأسمائهم وأسماء ذويهم.
الشعب التونسي كسر حاجز الخوف لديه وانتفض على القيود التي كبلته ونجح في اعطاء
درس للتاريخ والذكرى وهو عبرة لمن أراد ان يعتبر.
دماء من سقطوا ضحايا لم تذهب سدى وان كان الثمن غاليا فالنتائج انجاز يحسب لجماعات
مدنية واجهت الرصاص بالكلمة ومن قال بان الكلمة ليست أقوى من الرصاص فعلا وتأثيرا.
تحية لتلك الدماء وتحية لذلك الشعب
الى الملتقى
****************
بقلمي
ع.ع